"فايننشال تايمز": نجاح صفقة الـ500 مليار يورو رغم اعتراضات هولندية

"كورونا" يقوي شوكة التحالف الفرنسي الألماني لإنقاذ الاتحاد الأوروبي

ترجمة- رنا عبدالحكيم

شهدت العلاقات الفرنسية الألمانية انتعاشة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد؛ حيث تعمل باريس وبرلين جنبًا إلى جنب للموافقة على حزمة إنقاذ بقيمة 500 مليار يورو لمنطقة اليورو، وهي صفقة كانت قريبة من الانهيار في وقت ما.

وبحسب ما نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانيةن فإنه على الرغم من الاختلافات العميقة بين فرنسا وألمانيا حول توجهات الاتحاد الأوروبي، إلا أن البلدين كان لهما دور فعال في تأمين اتفاق الطوارئ الأسبوع الماضي لتوفير المساعدة المالية للعمال والشركات والحكومات التي تكافح نتيجة للفيروس.

وكانت علاقة العمل الوثيقة بين أولاف شولز وزير المالية الألماني ونظيره الفرنسي برونو لومير، حاسمة في التغلب على المقاومة الهولندية والإيطالية لجوانب الخطة.

وقال أحد الدبلوماسيين بالاتحاد الأوروبي: "لقد عمل شولز ولومير بشكل فعال للغاية معًا للمساعدة في دفع لاهاي وروما نحو التوصل إلى اتفاق". كما قامت آنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "بدورهما خلف الكواليس".

وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن التعاون الفرنسي الألماني حقق نتائجه في هذه الأزمة، لأن البلدين عبرا عن سعادتهما بمسودة البيان قيد المناقشة من قبل وزراء المالية، مما يعني أنهما يمكنهما تركيز طاقاتهما على الفوز بموافقات أخرى.

واعبرت لومير تبني فرنسا وألمانيا موقفاً مشتركاً منذ البداية، بمثابة "مفتاح نجاح" للصفقة.

وصرح لصحيفة "فاينانشال تايمز" في اتصال هاتفي: "لدينا الآن جميع الأدوات المطلوبة، ليس فقط لمواجهة عواقب أزمة الفيروس التاجي، ولكن للحصول على انتعاش مشترك سريع على أساس منسق".

ولكن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الخميس فشل في الكشف عن جميع الخلافات القائمة بين فرنسا وألمانيا. لا يزال البلدان على جانبين متعارضين من خط المعركة الكبير في منطقة اليورو وهو تبادل الديون.

واتفق وزراء مالية منطقة اليورو على إنشاء صندوق انتعاش مصمم لمساعدة منطقة العملة الموحدة على الارتداد بمجرد انتهاء أزمة الفيروس التاجي. لكن باريس وبرلين منقسمتان حول كيفية تمويل هذه الأداة. ولا تزال باريس متشبثة بفكرة الدين المتبادل- وهو مفهوم ترفضه برلين- إما من خلال ما يسمى بـ"سندات كورونا" أو أي أداة دين أخرى.

وقال كريستيان أوديندال كبير الاقتصاديين في مركز الإصلاح الأوروبي: "من الواضح أنهما ليسا متفقين حتى الآن عندما يتعلق الأمر بصندوق الانتعاش". وأضاف "الفجوة ما زالت موجودة". أو، كما قال مسؤول ألماني، "لقد اتفقنا على عدم الاتفاق".

ومنذ اجتماع ماكرون بميركل في ميسبيرج بألمانيا، وجد الزعيمان أرضية مشتركة حول قضايا مثل البنوك واتحاد أسواق رأس المال وصندوق إنقاذ الاتحاد الأوروبي وغيرها من القضايا الأخرى.

وقال مسؤول ألماني رفيع المستوى: "كان هناك هذا التسلسل الطويل من الاتفاقات بشأن السياسة التي تعود إلى ميسبيرج". وأضاف "علينا أن نقاتل لكي نلتقي في جميع هذه القضايا، لكننا نصل دائمًا إلى هناك في النهاية".

وسادت روح التعاون خلال الأسبوع الماضي أيضًا. لكن حزمة الإنقاذ من الفيروس التاجي كانت قريبة من الانهيار بسبب اعتراض الجانب الهولندي.

غير أن باريس وبرلين بذلتا جهودًا متضافرة لإعادة المحادثات إلى مسارها الصحيح، وإقناع الجانب الهولندي. وتحدث ماكرون وميركل أكثر من مرة قبل فترة وجيزة من استئناف وزراء المالية لمداولاتهم. وتشاور ماكرون مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، وحثه على إظهار المرونة.

وقال المسؤول الألماني: "كان التعاون مع فرنسا أساسياً للغاية". وأضاف "وضعت ألمانيا وفرنسا بالفعل الأساس للاتفاقية".

وقال دبلوماسي الاتحاد الأوروبي: "بعد بداية بطيئة إلى حد ما، عملت المحركتا الفرنسية الألمانية بأقصى طاقة، خلال الأيام القليلة الماضية، وقام بعمله السحري". وأضاف "ولكن لا ينبغي لنا أن ندعي أن النقاش الأعمق حول تبادل الديون قد تم حله".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة