مسقط - الرؤية
أظهرت أزمة كورونا عالميا تباينات في إدارة الدول بين نجاح بارز وإخفاق غير مسبوق، وهو ما وصفه البعض بـ "انكشاف" حقيقة قوة بعض الدول التي تبين أنها "وهمية" أو بلفظ أقل حدة "قوة إعلامية" فقط، وهو ما أثار التساؤلات حول قدرة القيادة النسائية على التعامل مع الظروف المفاجئة ربما أفضل من قيادة الرجال.
وبينما مازال الوقت مبكرا للحكم على نجاح الدول في القضاء نهائيا على الفيروس وتداعياته إلا أنه تلاحظ أن الدول التي تقودها نساء كانت أكثر قدرة على التعامل والتأقلم مع التحديات التي فرضتها كورونا سواء من جهة الرعاية الصحية والإجراءات الاحترازية أو كذلك التعامل مع الأزمة على الصعيد الاقتصادي.
وفي أمثلة تدلل على الفكرة أخذ محللون أرقام الوفيات في ألمانيا التي تقودها أنجيلا ميركل وكيف استطاعت الحفاظ على إدارة اقتصادية أفضل من مثيلاتها في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا في الوقت الذي تعد معدلات الوفيات إلى الإصابات في ألمانيا هي الأقل بين هذه الدول، كذلك مع مقارنتها بقيادة ترامب للولايات المتحدة خلال الأزمة يتبين الفارق الكبير سواء من ناحية تداعيات الفيروس الصحية أو الاقتصادية.
رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن أثبت إدارتها لأزمة كورونا نجاحا غير مسبوق، وخلال شهر واحد أعلنت أن حكومتها ستخفف القيود، وسيتم إعادة فتح دور الحضانة والمدارس الابتدائية يوم 15 أبريل، وكانت الدنمارك من أوائل الدول الأوروبية التي أغلقت المدارس ومنعت التجمعات من خلال مجموعة صارمة من السياسات، كما أغلقت حدودها في منتصف مارس للحد من انتقال العدوى إليها، هذا إلى جانب حزمة اقتصادية تغطي 75% من رواتب الموظفين، و90% من رواتب العمالة غير المنتظمة.
الحزم الذي أدارت به جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزلاند بلادها جعلها دفعها لاتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة كورونا وصفت بأنها "أوسع نطاق وقيود حدودية صارمة على أي دولة في العالم"، بالإضافة إلى نجاعة واضحة لحزم التحفيز الاقتصادية التي اتخذتها، وحتى الآن فإن الدولة لم تسجل سوى 4 وفيات فقط.
كذلك كان ما قامت به رئيسة تايوان تساي إينج وين يدخل في إطار المعجزات بالحفاظ على مستوى منخفض من الإصابات والوفيات برغم مجاورتها للصين والتواصل المستمر بين البلدين بحرا وجوا، لكن الإجراءات التي اتخذتها بمجرد الإعلان عن أولى حالات الإصابة كانت بالفعل محل تقدير ليس فقط من جانب ناخبي الرئيسة في تايوان لكن أيضا خارجها، وتطول القائمة لتشمل فنلندا وتايوان وسنغافورة والدنمارك وأيسلندا والتي اتخذت رئيساتها قرارات اقتصادية حافظن من خلالها على دوران عجلة الاقتصاد مع الحرص على الإجراءات الاحترازية.
لا يعرف حتى الآن السبب في أن نسبة الإصابة بكورونا تزيد بين الذكور عنها بين الإناث لكن التجربة أظهرت أن القيادة النسائية لم تكن كما توقع البعض أكثر ميلا للجانب الإنساني والتركيز على العلاج والوقاية بل أظهرت الكثير من القيادات النسائية في الدول التي تحكمها أن الاقتصاد أولوية جنبا إلى جنب مع الوقاية وعلاج كورونا.