حديث الذات لخالقها

شاكر بن حمود آل حمودة

لعل من المهم اليوم ونحن نعيش واقعا عالميا خطيرا جراء إصابة العالم في مقتل وهو فيروس كورونا المستجد الذي خلَّف كارثة عالمية هزَّت الأنظمة الصحية في أرجاء الكرة الأرضية وكشفت عن مستور خفي وهو هشاشة اقتصاديات العالم أجمع خاصة اقتصاديات الكيانات العظمى والتي وصفت هكذا لقوتها في شتى المجالات وعكس ذلك أيضاً تحديا هاما للعلم والعلماء في عجزه عن التعافي فالبعض ربما يهون من ذلك بذكر كوارث العالم السابقة وأن العالم يتجدد من ذاته فعلى سبيل المثال ذكر جائحة الأنفلونزا الإسبانية التي قضت على قرابة مليون شخص حول العالم ولكن هذا قد حدث في أعقاب الحرب العالمية الأولى أي في عام ١٩٢٠ ونحن الآن بعد مرور مائة عام يتكرر السيناريو ولكن نسأل أنفسنا ماهو حجم بون العلم ومقياسه خلال مائة عام من الآن ألا يمكن من خلال ما نشهده اليوم والعالم لا حديث له إلا عن الثورات الصناعية والمستقبل واقتصاد المعرفة وفجأة يخفت الحديث لتصبح الأولويات هي أساسيات الحياة!!

لكن بالمقابل أليس هذا الظرف هو من أجبرنا على التباعد المجتمعي والتقارب الذكي من خلال تفعيل وسائل التواصل الذكية حيث بات واقعاً القول "رحم الله من أسدى إلي عيوبي" نعم بات واضحًا فجميع المؤسسات والأفراد في العالم  أجمعوا على السعي المتسارع لإيجاد بدائل لأساسيات الحياة والعمل والتعلم عن بعد بنحو غير مسبوق مقارنة بما كان يتم قبل حدوث الكارثة العالمية!!

فالتحدي المستميت الذي أجمع العالم عليه وأنساه حتى الصراعات الإقليمية وهوس المال ربما بات إيجابيا لإيجاد نظرة مستقبلية مختلفة وعالم اقتصادي مُغاير بعيداً عن التنمر والأطماع..

رسالتي لكم أيها الناس لا تيأسوا ولا تقنطوا  وأنتم في العزل الذي تمرون به حاليًا وتعايشوه على نحو غير مسبوق .. فسيدنا يونس انعزل في بطن الحوت وربنا تقبل دعاءه وغفر له. وسيدنا أيوب، انعزل بالمرض وربنا عوضه بأضعاف ثروته وأهله، وأصحاب الكهف انعزلوا في الكهف وربنا حماهم من أعدائهم، وسيدنا موسى عزل ووضع في سلة ليأخذه النيل ويتربى في قصر فرعون، سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد، سيد المرسلين، انعزل في الغار ونزل عليه جبريل بالوحي، وهكذا فإن كل قصص العزل هي ابتلاء تعقبه رحمة من الله سبحانه وتعالى لعبده المؤمن الضعيف، ويتغير الحال إلى الأفضل ..

إن عزل العالم سيعقبه بإذن الله رجوع الأفراد والشعوب والدول بفكر جديد، وروح مغايرة، وإيمان أقوى، ثقوا بربكم، ستبهرنا رحمته العظيمة بإذنه تعالى. وصلوا وسلموا على النبي المصطفى اللهم صل وسلم على نبينا وشفيعنا محمد.

فهذا البلاء ما هو إلا فركة أذن بسيطة لكي نتعظ!!

تزودوا بالطاقة الإيجابية وعززوها وانبذوا الطاقة السلبية وتخلصوا منها وكل ما يجذبكم نحوها فالأمل يولد من رحم الألم والمعاناة اختبار من المولى عزَّ وجلَّ لتبيان الصبر والشكر هذا هو زاد المؤمن بالله والمؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره.. وأكثروا من العبادة والدعاء فما ضاقت إلا فرجت.

تعليق عبر الفيس بوك