ترجمة- رنا عبدالحكيم
قالت المفوضية الأوروبية إن أكثر من 4000 من مواطني الاتحاد الأوروبي الذين تقطعت بهم السبل أعيدوا على 25 رحلة جوية من بروكسل، وإن 3.5 مليون قناع وجه تم تسليمهم، إلى إيطاليا من ألمانيا وفرنسا والنمسا، حسبما قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وبحسب وثيقة تحمل عنوان "التضامن الأوروبي في العمل"، يظهر كيف "تمد دول الاتحاد الأوروبي يد العون" لجيرانها. وتأتي الوثيقة بعد أن خففت بعض الدول- بما في ذلك فرنسا وألمانيا- قيود التصدير على معدات الحماية كرد فعل على احتجاجات من إيطاليا وأماكن أخرى، مع تحرك الصين على ما يبدو لسد الفجوة. وأثار الافتقار إلى التنسيق في الاستجابة الاقتصادية للأزمة- والذي تم الكشف عنه خلال مؤتمر عن بعد بين زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي- انتقادات من المتشككين في أوروبا بأن التعاون بين الاتحاد الأوروبي يميل إلى الحل في الأزمات.
وقالت أجاتا غوستيسكا جاكوبوفسكا من مركز الأبحاث التابع لمركز الإصلاح الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تعويض استجابة أولية "فوضوية وغير منسقة" تظهر فيها بعض الدول الأعضاء "عدم التضامن مع إيطاليا" ، البلد الأكثر تضررا. وقالت: "لقد خلق ذلك فرصة أمام المتشككين في أوروبا لتعزيز روايتهم عن قيام الاتحاد الأوروبي بعمل متأخر للغاية". كما أتاح فرصة لدول ثالثة لسد الفجوة.
ونالت الصين إشادات من بروكسل والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لما قدمته من شحنات تشمل 2.2 مليون قناع وجه و50000 جهاز اختبار لكوفيد-19. وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن الوباء قد ولّد "صراعًا من أجل النفوذ" والصين تؤكد بأنها شريك "مسؤول وموثوق فيه".
ووافقت ألمانيا- التي سلمت ملابس واقية إلى سويسرا والنمسا ورومانيا والسويد- على علاج أكثر من 70 مريضاً يعانون من مرض كوفيد 19 قادمين من إيطاليا وأكثر من 50 من فرنسا. كما نقلت لوكسمبورج وسويسرا المرضى من المستشفيات التي تعاني من ضغوط شديدة.
وكان ستة من المرضى الإيطاليين قد أحضروا في السابق إلى ولاية سكسونيا الشرقية من قبل سلاح الجو الإيطالي. وقالت أنيجريت كرامب كارينباور وزيرة الدفاع الألمانية، إن الجسر الجوي "علامة تضامن" مهمة. وأضافت: "على أوروبا أن تلتزم بمساندة بعضها البعض... بالطبع نحن نقف بجانب أصدقائنا".
وأصر الرئيس إيمانويل ماكرون على أن "فرنسا تقف إلى جانب إيطاليا" في التعامل مع الوباء وشحن الملابس الواقية الطبية والأقنعة على الرغم من نقصها الشديد في المعدات لحالاتها الخاصة.
وتلقت إسبانيا 10000 مجموعة من أدوات الحماية الشخصية، بما في ذلك الأقنعة والقفازات والنظارات الواقية، من جمهورية التشيك استجابة لطلب مدريد الأسبوع الماضي.
وفي حديثه قبل وصول الشحنة، دعا بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني لمزيد من المساعدات الطارئة والاقتصادية من أوروبا. وقال إن الفيروس التاجي "يضع المشروع الأوروبي على المحك" وعلى الاتحاد الأوروبي ألا "يخذل مواطنيه".