ربّ ضارة نافعة

 

سلطان الوحشي

مع إطلاق صافرات الإنذار في شتى بقاع العالم وانتشار الشائعات بين مختلف الوسائل، وتعثر الاقتصاد في الدول وتذبذبات في مؤشرات النفظ بات السبب واضحا للعيان؛ هو فيروس كورونا الذي أصبح بين عشية وضحاها حديث كل الأقطار، فبات كل يوم يحصد عشرات الأرواح ويفرق ملايين الأحباب ويشتت تجمعات الأصحاب ويلزم كل عاقل بأن يغلّق الأبواب هكذا وكل العالم قد استنفر للبحث عن دواء يوقف تقدم جيوش هذا الداء ونسمع بأنّ بعض الدول قد توصلت في تجاربها الأولية لصنع لقاح يكون سببا لوقف الاجتياح.

 

فهل ستكون عبارة "ربّ ضارة نافعة" في محلها هذا الوقت؟

أقولها نعم فلسان حال الفيروس يقول : "مصائب قوم عند قوم فوائد" فحسب ما نشرت وكالة ناسا أنّ الأرض بدأت تستعيد عافيتها بعدما كانت تصارع الملوثات وتحاول جاهدة التقليل من مضار الغازات فظهرت مدينة ووهان الصينية بصورة تناقلها كثيرون أنّها صافية سماؤها حيث خلت من الغازات الضارة وعوادم السيّارات المارة وهذه والدول أخذت تساعد بعضها البعض في سبيل التصدي لهذا الفيروس الذي يهدد العالم بأسره والمجتمعات العربية قد استفاقت من سباتها فأدركت بأنّ القرارات الآنيّة مطلوبة والدراسة عن بعد موجودة والعمل المنظم لابد أن يكون تحت خططٍ مدروسة ولكن كانوا عن تلك الأمور سارحون ولا نعلم في ماذا كانوا يفكرون؟

ولا يغفل بالنا أيضا بأنّ أنظارهم اتجهت نحو العلماء والأطباء لإيجاد الدواء بعدما كانوا يمجّدون المغنين والسفهاء لصنع ذلك الهراء ...

وللمجتمع العماني سمته الخاصة حيث التكاتف والتعاون في الأزمات فلابد أن تكون حاضرة تلك السمة لاحتواء الفيروس لا انتشاره.

وأردف القول بأنّ الوقت قد حان لإنشاء مختبرات متخصصة لإجراء التجارب فالعلماء والأطباء العمانيون أثبتوا جدارتهم في العديد من التخصصات ونالوا بذلك جوائز على مستوى النطاقات.

وهنا يجدر القول أنّ تسريع الانتقال إلى الحكومة الإلكترونية بات ضرورة ملحّة لمواكبة التطور السريع حول العالم، والتحسينات الفورية لشركات الاتصال من حيث خدماتها وتطورها المستمر سيحدث الفارق في المجتمع وبناء بيئة خلاّقة لمجتمع شبابي عماني سيكون له الأثر الواضح ليس على المستوى المحلى فحسب ولكن سيجوب العالم بأسره والتعليم لابد أن يرتقي لمستوى أفضل بعيداً عن أساليب التلقين والحكايات وهذا لا يتأتى إلا بتكاتف القطاعات لخلق بيئة عصرية مواكبة لكل التطورات بنهاية المطاف سيجد الدواء الذي يهزم هذا الداء ويفرح العلماء والأطباء ويقولون: لقد تمّ القضاء على هذا الوباء، ولكن هل أدرك الجميع بأنّ فيروس متناهي الصغر غيّر أنماط حياتنا والتف علينا لنعرف أحجامنا وذواتنا .

فالوباء سيكون له ربّ السماء.

 

تعليق عبر الفيس بوك