مسؤول: أنظمة الإنذار كانت تومض باللون الأحمر

"واشنطن بوست": تقارير المخابرات الأمريكية حذرت من احتمال حدوث جائحة منذ يناير

 سيناتور أمريكي يبيع أسهما بـ1.7 مليون دولار بعد قراءة التحذيرات

ترجمة - رنا عبدالحكيم

ذَكَر تقريرٌ لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنَّ وكالات المخابرات الأمريكية أصدرتْ تحذيرات قوية في يناير وفبراير الماضيين حول الخطر العالمي الذي يُشكله فيروس كورونا التاجي، بينما قلَّل الرئيس دونالد ترامب وأعضاء الكونجرس من التهديد، وفشلوا في اتخاذ إجراءات ربما أبطأت انتشار المرض، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين.

ولم تتنبأ تقارير المخابرات بموعد وصول الفيروس إلى شواطئ الولايات المتحدة، أو التوصية بخطوات معينة ينبغي على مسؤولي الصحة العامة اتخاذها، وهي قضايا خارجة عن نطاق اختصاص وكالات الاستخبارات. لكنَّهم تابعوا انتشار الفيروس في الصين، ولاحقًا في دول أخرى، وحذروا من أن المسؤولين الصينيين يبدو أنهم يقللون من شدة تفشي المرض.

ورسمت التقارير والتحذيرات مجتمعة صورة مبكرة لفيروس أظهر خصائص جائحة يحاصر العالم يمكن أن يتطلب من الحكومات اتخاذ إجراءات سريعة لاحتوائه. ولكن على الرغم من هذا التدفق المستمر للتقارير، واصل ترامب علانية التقليل من التهديد الذي يشكله الفيروس على الأمريكيين. ولم يتعامل المشرعون أيضًا مع الفيروس بجدية حتى هذا الشهر؛ حيث سارع المسؤولون لإبقاء المواطنين في منازلهم والمستشفيات تستعد لارتفاع عدد المرضى الذين يعانون من كوفيد 19.

وقال مسؤول أمريكي كان بإمكانه الوصول إلى التقارير الاستخباراتية التي تم نشرها على أعضاء الكونجرس وموظفيهم، وكذلك المسؤولون في إدارة ترامب، والذين تحدثوا مع آخرين، إلى جانب وكالات المخابرات بشرط عدم الكشف عن هُويته لوصف المعلومات الحساسة: "ربما لم يكن دونالد ترامب يتوقع ذلك، لكن الكثير من الأشخاص الآخرين في الحكومة كانوا، لم يتمكنوا من حمله على فعل أي شيء حيال ذلك". وأضاف: "كان النظام يومض باللون الأحمر".

وقال مسؤولون مُطَّلعون على التقارير إنَّ تحذيرات وكالات المخابرات الأمريكية زادت في الحجم قرب نهاية يناير وبداية فبراير. وبحلول ذلك الوقت، كان معظم التقارير الاستخباراتية المدرجة في أوراق الإحاطة اليومية وملخصات من مكتب مدير المخابرات الوطنية ووكالة المخابرات المركزية حول كوفيد 19.

وتزامنتْ زيادة وتيرة التحذيرات مع تحرك السناتور ريتشارد بور -شمال كاليفورنيا- لبيع عشرات الأسهم التي تتراوح قيمتها بين 628.033 دولار و1.72 مليون دولار. وكرئيس للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، كان بور مُطلعاً على جميع التقارير المصنفة بشكل كبير حول فيروسات التاجية. وأصدر بور بيانًا يوم الجمعة دافعًا عن بيعه، قائلا إنه باع بالكامل استنادًا إلى المعلومات المتاحة للجمهور، ودعا لجنة الأخلاقيات في مجلس الشيوخ للتحقيق.

وداخل البيت الأبيض، ناضل مستشارو ترامب لحثه على أخذ الفيروس على محمل الجد، وفقًا لعدة مسؤولين على علم بالاجتماعات بين هؤلاء المستشارين والرئيس.

وبحلول أوائل فبراير، بدأ مسؤولون آخرون -بمن فيهم ماثيو بوتينجر نائب مستشار الرئيس للأمن القومي- في الدعوة لرد أقوى. لكن ترامب قاوم واستمرَّ في طمأنة الأمريكيين إلى أن الفيروس التاجي لن ينتشر أبدًا كما حدث في دول أخرى.

وقال أحد المسؤولين إن روبرت كادليك مساعد وزير الاستعداد والاستجابة -الذي انضم إليه مسؤولو المخابرات، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية- أخبر أعضاء لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ بأن الفيروس يشكل تهديدًا "خطيرًا".

وقال مسؤولون بالإدارة إن بعض مستشاري ترامب شجعوه على أن يكون أكثر صرامة على الصين بشأن قرارها بعدم السماح لفرق من مركز السيطرة على الأمراض بالدخول إلى البلاد. وفي أحد اجتماعات شهر فبراير، قال الرئيس إنَّه إذا اتبع لهجة أكثر صرامة ضد الرئيس الصيني شي جين بينج، فإن الصينيين سيكونون أقل استعدادًا لإعطاء الأمريكيين معلومات حول كيفية تعاملهم مع تفشي المرض.

وقالت مصادر مطلعة على محادثات ترامب، إنه في نهاية المطاف بتغيير لهجته بعد أن تم عرض نماذج إحصائية حول انتشار الفيروس من دول أخرى والاستماع مباشرة من ديبورا بيركس منسقة قوة مهام مكافحة فيروسات التاجية في البيت الأبيض، وكذلك من الرؤساء التنفيذيين في الأسبوع الماضي الذين تعرضوا لخسائر فادحة في بورصة وول ستريت.

تعليق عبر الفيس بوك