إلى جنة السماء

خولة بنت أحمد الحارثية

شعر أملس وعيون مُتباعدة، وأنف مُميز، ملامح ارتسمت على وجه الطفل منذ ساعات ولادته الأولى، لتفرض واقعاً على الوالدين بأنَّ هناك شخصاً مختلفاً انضم إلى العائلة، وما علينا إدراكه أنَّ الزائر الجديد لا يقل عن أقرانه، لكنه فقط يختلف عنهم، ويتطلب جهداً مضاعفًا في رعايته يليق بشخصيته الفريدة، والتي على الرغم من كل ما بها من تحديات صحية وذهنية، إلا أنَّها تتميز بالطيبة والعطف والمحبة.

داون طفل محب ومرح لكنه يحتاج رعاية خاصة

تتميز سلوكياتهم بالطيبة والمرح، فهم أطفال مُحبون للحياة وحنونون للغاية ولا يميلون للعنف"، طفل متلازمة داون، على الرغم من معاناته بعض القصور الفكري، إلا أن معدل تواصله الاجتماعي متقدم.

الأمر لا يقتصر على أنهم جزء مهم ورئيسي منّا ومن مجتمعاتنا فقط، بل هو أكبر من ذلك بكثير، فهؤلاء المصابون بـ"متلازمة داون"، قد يكونون أكثر البشر طيبة ونقاءً، وقلوبهم هي الأجمل من بين جميع من التقينا أو سوف نلتقي بهم، وقليل علينا أن نحتفل بهذه القلوب مرة واحدة في العام، لكن الأمر بمثابة تكريم لنا أنهم يعيشون بيننا، وليذكرونا أنهم ممتلئون بالطيبة.

كيف لنا أن نُحسّن حياتهم..

من المُمكن تحسين نوعية حياة المصابين الذين يعانون من "متلازمة داون"، من خلال تلبية احتياجاتهم وتوفير الرعاية الصحية التي تشمل إجراء الفحوصات الطبية المنتظمة لمراقبة النمو العقلي والبدني، وتوفير التدخل في الوقت المناسب سواء كان ذلك في تقديم المشورة أو التأهيل الخاص بهم، كما أنه من الممكن للمصابين بمتلازمة داون تحقيق حياة مثلى من خلال الرعاية الأبوية والدعم والتوجيه الطبي ونظم الدعم بأنواعه الموجه من المجتمع، وتساعد جميع هذه الترتيبات على اندماج المصابين بمتلازمة داون في المجتمع لتمكينهم وتحقيق ذاتهم.

ومن خلال خبرتنا وتجاربنا السابقة مع هؤلاء الأطفال هناك العديد من النماذج الناجحة والتي برهنت قدرتهم على تجاوز نقاط اختلافهم عن الآخرين، وفى جميع الأحوال فإنَّ التدخل السريع للتعامل مع الطفل بالبرامج المتخصصة، يعد من أهم الخطوات التي تساعد على تحسن حالاتهم النفسية والصحية أيضاً.

يوم 21 مارس من كل عام، الاحتفال السنوي بـ"اليوم العالمي لمتلازمة داون"، الذي يأتي لتذكير العالم كله بأنّ المصابين بهذه المتلازمة هم أشخاص مثلنا، ولديهم قدرات عظيمة من الممكن أن يقدموها لمجتمعاتهم.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك