هنادي عبدالهادي
المكان: قاعة إحدى محاكم الزمان
الزمان: بدايه صيف العام 2020
موضوع القضية: إثبات آدامي
تعالت القهقهات والضحكات في قاعة المحكمة، حول موضوع القضية، تحاول الدفاع عن نفسها؛ لأن الكثيرين رفضوا تولي الدفاع في هذه القضية الخاسرة لا محالة، ولَم يخترق صوت تلك الضحكات الساخرة إلا طرقات من مطرقة القاضي، كَسَر بها جدار هذه السخريات المتواصلة.
شعرت بالخوف وهمهمت في سري: "كيف ستنجح هذه القضية؟"، لا أعلم من أين امتلكت هذه القوة، وتابعت: نعم يا سيدي القاضي، وبعد هذا الشرح المطول والمفصل، وبعد أن مللت من الدموع، وبعد أن قررت مخاصمة الآهات وتوزيع الأحزان وللأبد.
أطالب بأدميتي!
فتعالت أصوات الضحك من جديد، قهقهة من أعماق جلادي، وكيف لا؟ كيف لا؟ وأنا لا أملك من يُدافع عني ولا أجيد فنون الدفاع، وحُجتي كانت واهية، فما الذي سيحدث إن قررت أنا مُخاصمة الآهات...؟ وقطعت أصوات الحاضرين بصرخة ألم ويأس: ابحثوا في سجلاتكم جيدا في أرشيفكم، في سراديب ماضيكم، علكم تجدوني.. أرجوكم.
وكانت الصدمة جاء من يقول للقاضي لم نجد في أرشيف حضرتكم شيئاً جديداً عن موضوع القضية.. صُعقت كيف أرجوك، أبحث مرة أخرى وثالثة وعاشرة.. إنها حياتي، مصيري، نهايتي مع الأحزان طَي صفحات الألم، أرجوكم، أتوسل إليكم، ابحثوا.. وقطعت صدى صوتي المهدور أصوات الحاضرين بين مؤيد ومعارض.
وضحكات ساخرة من البعض، وقطع ذلك كله وأوقفه.
حكم القاضي: رُفعت الجلسة.
ويبقى للكلام لذة وللحرف نبض........!