ترجمة- رنا عبدالحكيم
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن الاستجابة المتعثرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفيروس كورونا المستجد ستؤثر على حظوظه الانتخابية، في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل.
وبحسب مقال بقلم الكاتب مايكل هيرش في المجلة، يمكن أن يبدأ ترامب حربًا تجارية على أساس مفاهيم سخيفة ومشوشة من القرن الثامن عشر للاقتصاد، لأن الاقتصاد الأمريكي كان قويًا، ويمكنه الابتعاد عن اتفاق المناخ، لأن الاحترار العالمي يحدث ببطء، كما يمكنه التخلص من معاهدة نزع السلاح النووي مع إيران بدون خطة احتياطية، لأن التهديدات النووية تستغرق وقتًا لتعاود الظهور، لكن الآن، في مواجهة تهديد صحي عالمي مباشر وفي كل مكان حولنا يتطلب، أكثر من أي شيء آخر استجابة عالمية منسقة، فإن ترامب يجد أن أخطائه ترتد إليه مجددا.
فجميع السمات المميزة لرئاسته، غطرسته وشعاره "أمريكا أولاً"، وصخبه تجاه بقية العالم، ورغبته الواضحة في عزل أمريكا عن نفسها، تعمل فجأة ضده. فلم يكن لدى ترامب مصداقية تذكر من قبل في الأسواق، التي تتأرجح بشدة طوال الأسبوع، وتواجه صعوبة في تصديقه وخبراءه- حتى نائبه- يتناقضون معه بانتظام.
فالاقتصاد الأمريكي الغني الذي كان يتشدق به ترامب الشهر الماضي، في أداء آخر مليء بالأخطاء في حالة الاتحاد، ربما سيتأثر أكثر مما يظن. ومن المرجح أن تؤدي استجابته السياسية الرئيسية لهذا الأسبوع، إلى جانب إعلانه حالة الطوارئ الوطنية يوم الجمعة وعزل الولايات المتحدة عن أوروبا والصين، إلى إلحاق أضرار اقتصادية خطيرة على جانبي المحيط الأطلسي، مما يؤدي إلى إبطاء الاقتصاد العالمي المتعثر بالفعل.
وبسبب تلك السياسات أصبح لدى ترامب وقتا قليلا قبل انتخابات 3 نوفمبر ليثبت للأمريكيين أنه جدير بإعادة انتخابه. وفي يوم الخميس، بينما عانى ترامب من الانتقادات اللاذعة بسبب خطابه الكارثي للأمة يوم الأربعاء، شحذ بايدن همته، محددًا خطوات محددة سيتخذها ضد الفيروس التاجي. وقال في خطاب "المخاوف العامة تتفاقم بسبب انعدام الثقة في هذا الرئيس".
وبحلول نهاية الأسبوع، استطاع ترامب التحكم بشكل كامل في الوضع، معلناً حالة الطوارئ بسبب وباء كان قد قلل من أهميته قبل أيام. كما أعلن عن دعم مالي، لكنه لم يشر إلى تنسيق الرد على التهديد العالمي مع أي دولة أخرى. وفي الأسبوع الماضي مارس هوايته المفضلة وهي إلقاء اللوم على الرئيس السابق باراك أوباما مثل النقص المدمر في مجموعات اختبار الفيروسات التاجية في جميع أنحاء البلاد.
وتسبب خطابه المذعور حول حظر السفر إلى أوروبا -والذي كان قرارا أحاديا- في انخفاض قياسي في مؤشر داو جونز ببورصة وول ستريت في اليوم التالي. ومن الواضح أن ترامب لا يستوعب مفهوم الاستجابة المنسقة للأزمة الدولية، فلم يكلف نفسه عناء التحدث إلى الأوروبيين لأنه "عندما يرفعون الضرائب علينا، لا يستشيروننا"، كما لو أن هذا الوضع يمكن مقارنته بفيروس سريع الانتشار قفز بالفعل عبر المحيط الأطلسي!
واستطرد، مرة أخرى، لاستحضار رؤيته الانعزالية الجديدة لأمريكا: "مقارنة بأماكن أخرى، نحن في حالة جيدة".
وإذا استمر ترامب في اتباع هذه السياسة فستأتي الضربات الاقتصادية تباعا، ولن يستطيع بحلول نوفمبر أن يستخدم مؤشره المفضل داو جونز في الإشارة إلى تقدم الاقتصاد عما كان عليه قبل أربع سنوات.