عوض المغني
درج أهالي ظفار قديمًا على نعت الأعوام والسنوات الماضية بأهم الأحداث التي تصادف وقوعها تلك الأيام، فعرفت بذلك أحداث كسِنت الحيمر -إشارة إلى الحالة المدارية غزيرة الأمطار في أربعينيات القرن الماضي- وسِنت الغريقة -إشارة إلى غرق سفينة الفوز في الخمسينيات- أو سنت موت فلان ما!
واليوم، نحن في 2020، نعيش تفشي فيروس كورونا المستجد ومنذ بداية العام؛ لذا ألا يستحق أن نسميها "سِنت الكورونا"؟!
بماذا سنُخبر أولادنا عند كبرهم وكبرنا عن الكورونا؟! وبماذا سنصف الكورونا للأجيال القادمة عندما ينعم الله علينا بالعمر المديد؟!
سنذكر أن الكورونا يُمثل واسطة العقد لإخوته من فيروسات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، فقبلها بأعوام 2012 ظهر شقيقه، وقبله ظهر السارس في 2003، ولكن يظل الكورونا أخبث الأخوة الثلاثة وأشدهم فتكا، فهو لم يكتف بما اكتفى به إخوته بعشرات الضحايا ما بين مصابين ووفيات، وإنما أصاب ما يزيد على مئات الآلاف حول العالم!!
سنُخبر الأجيال القادمة بأنَّ الكورونا حيَّر العلماء قبل العامة، وأنه زاد من الحيرة تفسير ماهيته بسبب جدته وتطوره، فلا الأجسام المضادة (كريات الدم البيضاء) تتعرَّف عليه ولا يوجد له دواء ناجع يحمل علامة مسجَّلة لأحد المختبرات الدوائية!!
سنُخبرهم بأنَّ فيروس كورونا في سنته الأولى حصد الآلاف من الضحايا قتلى ومصابين، وأنه أحال العالم وهي القرية الكونية الصغيرة (شعار العولمة ونظريات الإعلام) الى قرية يسكنها الخوف والجزع، وأنه غيَّر طريقة السلام التي تعارفت عليها البشرية منذ آلاف السنين بالمصافحة، لتصبح بالإيماء في الهواء لا مساس، أو السلام بالكوع!
سنُخبر أولادنا عندما لا يتذكَّرون شيئا عن الإجراءات التي حدثت خلال سِنت الكورونا، أنه جرى تعليق السفر بين الدول، وتعليق الدراسة بمختلف المؤسسات التعليمية لشهر، وأنه عطل الروزنامة الأوروبية المعروف عنها الصرامة والدقة، فتوقَّفت البطولات الرياضية لإشعار آخر؛ فلا التشامبيونزليج (دوري الأبطال) ولا الليجا الإسبانية، والبيرميرليج الإنجليزية، تعنتَّت في وجه الكورونا، وآثرت أنشطتها التي تدر الملايين على حساب أرواح المتابعين!
بماذا سنخبرهم كذلك؟!!
*ملاحظة : سِنت هي السنة بالظفارية