أندية مُغلقة بالكامل وبطولات "مُعلَّقة" وأخرى مجهولة المصير

كورونا يبعثر روزنامة الرياضة العالمية

 

< اليوم.. بدء سريان قرار إيقاف النشاط الرياضي بالسلطنة

< ارتفاع بقوائم "المحجورين" صحيا.. وعزل ذاتي للمحتملة إصابتهم

< رفض ياباني لدعوة ترامب إرجاء "أولمبياد طوكيو"

< تأجيل جولتي التصفيات المؤهلة لـ"مونديال قطر 2022"

< اجتماع طارئ لـ"UEFA" الثلاثاء لتحديد مصير "أبطال أوروبا"

< الكرة الإيطالية الأكثر تضررا.. وخسائر "الإسبانية" 700 مليون يورو

 

الرؤية - وليد الخفيف

منذ اختراع الإنجليز لكرة القدم القرن الماضي، لم تواجه الساحرة المستديرة تحدِّيا أكبر من كورونا، فالملاعب أُخليت، والمدرجات أجليت من جماهيرها، وقدِّرت الخسائر بالملايين، بل تجاوز أمر التحدي للعبة الشعبية الأولى التي توقفت عجلتها كليًّا في كل قارات العالم، وبات التهديد وشيكًا بنهائيات أمم أوروبا لكرة القدم وأولمبياد طوكيو المقرر إقامتها بعد ثلاثة أشهر، لا سيما بعد دعوة ترامب لتأجيلها للعام القادم  2021.

وتسبب كورونا -الذي صنفته منظمة الصحة العالمية مؤخرا وباء عالميا- في إيقاف معظم المسابقات حول العالم؛ حيث توقف دوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي، ودوري أبطال آسيا، والدوري الإسباني والفرنسي والإيطالي والبلجيكي والهولندي والكويتي والأمريكي والإنجليزي والألماني والبرتغالي والكرواتي والروماني، والكوري والياباني والصيني والإيراني والتايلندي، ودوري هونج، والدوري السوري والأردني والأيرلندي والبلغاري والتشيكي والنمساوي، وسيدخل قرار وقف النشاط الرياضي الصادر عن اللجان العليا المكلفة بمواجهة فيروس كورونا بالسلطنة، اليوم الأحد، حيز التنفيذ.

وفي المقابل، اتَّخذت اتحادات أخرى قرارَ إقامة مبارياتها بدون جمهور؛ الأمر المعمول به في الدوري السعودي والإماراتي والمغربي والمصري والجزائري.

ودخلتْ أندية تحت الحجر الصحي، وأغلقت أبوابهما كليًّا؛ مثل: ريال مدريد وأرسنال وتشيلسي ويوفنتوس وهانوفر الألماني وفيرونا الإيطالي وسمبدوريا وليستر سيتي وإنتر ميلان وأولمباياكس وأياكس، وشمل الحجر الصحي اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية وكل العاملين في النادي.

وأُعلِن، مؤخرا، بشكل رسمي عن إصابة تيمو هوبيز (هانوفر) وروغاني (يوفينتوس) ويلتبس هورن (هانوفر) وغابياديني ( سمبدوريا)، وهودسون أودوي (تشيلسي) ومايكل آرتيتا (أرسنال).

ويبدو انَّ نادي سمبدوريا الإيطالي الأكثر تضررا بعدما ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد إلى خمسة لاعبين وطبيب، فيما يتواجد الفريق بأكمله مع المدرب كلاوديو رانييري والطواقم الفنية والطبية في الحجر الصحي الطوعي.

وبعدما كشف الخميس عن إصابة المهاجم الدولي مانولو غابياديني بفيروس "كوفيد-19"، أعلن سمبدوريا الجمعة تسجيل أربع حالات عند اللاعبين؛ هم: المدافع الغامبي عمر كولي، ولاعب الوسط السويدي ألبين إيكدال، والمهاجم أنتونيو لا غومينا، ولاعب الوسط النروجي مورتن ثورسبي، إضافة لطبيب الفريق أميديو بالداري.

وأكد النادي -في بيانه- أن جميع المصابين "بصحة جيدة"، مشيرا إلى أنه قام بـ"تطبيق جميع الإجراءات اللازمة على الفور". وأن كل مرافق النادي مغلقة، وأن اللاعبين والطواقم الفنية والطبية والإدارية "الذين يحتمل أن يتأثروا، هم في عزلة ذاتية في المنزل".

وقبل سمبدوريا، كان يوفنتوس النادي الإيطالي الوحيد الذي أعلن عن حالة مؤكدة في صفوفه، تعود لمدافعه دانييلي روغاني. وتعد إيطاليا أكثر الدول تضررا بفيروس "كوفيد-19" في أوروبا، وقد أعلنت وقف النشاط الرياضي كاملا حتى الثالث من أبريل، ضمن سلسلة إجراءات قاسية شملت إغلاق كل المتاجر باستثناء الصيدليات ومحلات المنتجات الغذائية.

وقرر نادي إيفرتون الإنجليزي عزل جميع أفراد الفريق الأول بالنادي كإجراء احترازي؛ إذ تأتي هذه الإجراءات بعد أن ظهرت أعراض وباء كورونا على أحد اللاعبين، فيما قرَّر النادي أيضا إغلاق ملعبه غوديسون بارك ومقره التدريبي ومرافق أخرى تابعة له حتى إشعار آخر.

وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الخميس الماضي، تأجيل الجولتين الأولى والثانية من التصفيات الأمريكية الجنوبية المؤهلة لمونديال 2022 المقرّر في قطر، بسبب التفشي العالمي لفيروس كورونا المستجد.

وأوضح الاتحاد الدولي -في بيان- أنَّ المباريات التي كانت مقررة في الفترة بين 26 و31 مارس الحالي "تأجلت إلى موعد لاحق". وأضاف أنه اتخذ هذا القرار "بالتشاور" مع اتحاد أمريكا الجنوبية للعبة "كونميبول" الذي كان أعرب له الأربعاء عن قلقه من تفشي فيروس كورونا المستجد.

وسبق للاتحاد الدولي أن أعلن -وبالاتفاق مع الاتحاد الآسيوي- إرجاء مباريات التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، والتي كانت مقررة في مارس ويونيو المقبلتين.

‏واتخذ الاتحاد الإفريقي قرارًا مماثلًا بتأجيل مباريات تصفيات كأس إفريقيا المقررة يومي 25 و30 مارس من الشهر الحالي إلى إشعار آخر، وفي السياق نفسه لم يكشف الاتحاد القاري مصير بطولة كوبا أمريكا المقررة في الأرجنتين وكولومبيا بين 12 يونيو و12 يوليو.

ومن المقرر أن يعقد الـUEFA مع الأندية الأوروبية، يوم الثلاثاء المقبل، اجتماعًا سيحدد مصير هذا الموسم، فمن المرتقب مناقشة ثلاث خيارات وهي إلغاء الموسم دون بطل لدوري الأبطال، ولا في أي دوري محلي، أو أن يكون البطل هو المتصدر حاليا في الدوريات المحلية مثل البارسا بطل الليجا، ليفربول بطل البريميرليج، أو إرجاء إكمال المسابقات حتى إشعار آخر بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية.

ورفضت اليابان المقترح الذي تقدم به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تأجيل الألعاب الأولمبية سنة واحدة إلى غاية 2021. وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته سيكو هاشيموتو الحاصلة على الميدالية البرونزية الأولمبية والوزيرة المسؤولة عن الألعاب الأولمبية في الحكومة اليابانية، والتي أوضحت "أنّ اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة لا تفكران في الإلغاء أو التأجيل على الإطلاق".

وبالأخذ في الاعتبار التأثيرات السلبية التي ستنتج عن اجتياح مرض الكورونا وتهديده لمسابقات كرة القدم في أنحاء العالم أجمع وتحديدا في القارة الأوروبية، فستتكبد الأندية خسائر مالية وصفتها التقديرات الأولية بالكبيرة، إثر تعليق أنشطتها وإغلاق أبوابها؛ إذ يعد دخل المباريات هو عنصر أساسي في ميزانية الأندية الأوروبية الكبرى، من حيث شراء تذاكر المباريات، واستخدام مرافق وخدمات الاستادات.

وتعد الكرة الإيطالية هي الأكثر تضررا من ظاهرة اجتياح مرض الكورونا، حيث تعد إيطاليا هى الدولة الأكثر انتشارا للمرض بداخلها في القارة الأوروبية؛ وبالتالي ستعاني الأندية الإيطالية أشد المعاناة من الناحية الاقتصادية؛ حيث كان الاتحاد الإيطالي قد قرر باستئناف البطولة بدون جمهور حتى أول إبريل، قبل أن يتم اتخاذ قرارا بتعليق المسابقات الإيطالية تماما حتى الموعد ذاته.

وبالنظر لدوريات الدرجات الأدنى في أوروبا، فإن التأثير سيكون مضاعفا جراء قرار استكمال المسابقات بدون حضور جماهير، حيث أن عائدات المباريات وبيع التذاكر تشكل النسبة الأكبر لدخل تلك الأندية. وتحدث مارك كاتلين المدير التنفيذي لفريق بورتثموث الإنجليزي، والذي ينشط في دوري الدرجة الثالثة الإنجليزي " ليج وان"، حيث أشار أن التأثير سيكون مدمر على أندية الدرجات الأدنى.

وأشار كاتلين إلى أن هناك 14,500 ألف مشجع يحملون تذاكر مباريات الفريق هذا الموسم عن طريق شراءها مسبقا، وأن الخسائر التي سيتكبدها ناديه ستصل إلى 100 ألف جنيه استرليني في المباراة الواحدة.

وعلق على الأزمة أيضا مالك نادي ترانمير روفرز، الذي ينشط كذلك في دوري الدرجة الثالثة الإنجليزي؛ حيث أشار إلى أن عدم حضور الجمهور للقاءات فريقه حتى نهاية الموسم سيحمله خسائر تقدر بـ500 ألف جنيه إسترليني.

وبدت مخاوف الأندية الإسبانية من خسائر تقدر بحوالي 700 مليون يورو بعد الإجراءات الاحترازية بشأن فيروس كورونا؛ حيث تمول البنوك العديد منها، ويبدو أن برشلونة فقط سيخسر 160 مليون يورو وسوف يقوم بتخفيض رواتب اللاعبين بنسبة 25%.

ووجه مارادونا رسالة أمل لإيطاليا -مرتديا قميص نابولي الذي دافع عن ألوانه في التسعينيات- مؤكدًا قدرة الدولة على تجاوز المحنة التي جعلت بعض مدنها خالية تماما مثال ميلان التي بدت كمدينة اشباح بعد عزلها إثر تفشي المرض فيها.

وقال كريستيانو رونالدو -الذي وضع نفسه في الحجر بعد إصابة زميله في يوفنتوس دانييلي روغاني بفيروس "كوفيد-19"- في رسالة مطولة: "يمر العالم بلحظة صعبة للغاية تتطلب أقصى قدر من العناية والاهتمام منا جميعاً، أتحدث إليكم اليوم ليس كلاعب كرة قدم، بل كابن وأب وإنسان معني بآخر التطورات التي تؤثر على العالم بأسره". وأضاف في حسابه على "تويتر": "من المهم أن نتبع جميعاً نصيحة منظمة الصحة العالمية والسلطات حول كيفية التعامل مع هذا الوضع الحالي، يجب أن تأتي حماية الحياة البشرية فوق أيّ مصالح أخرى، أفكر بكلّ شخص فقد قريباً له، وأتضامن مع أولئك الذين يحاربون الفيروس، مثل زميلي في الفريق دانييلي روغاني".

تعليق عبر الفيس بوك