سوق مسقط يفقد أكثر من 330 مليون ريال.. ونفط عمان يخسر 15.7 دولار

فيروس كورونا يتحكم في اقتصاد العالم

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال

وفق نتائج تداولات الأسواق العالمية والنفط، أمس، تأكَّد أنَّ تداعيات فيروس كورونا هي المتحكمة في الاقتصاد العالمي الآن بلا مُنازع، وتتهاوى أمامها المؤشرات والأسعار، في كافة قارات العالم بلا استثناء.. وفي سوق مسقط للأوراق المالية، بلغت الخسارة -خلال جلسة أمس- أكثر من 330 مليون ريال من القيمة السوقية للأوراق المالية المدرجة، إضافة لفقدان 5.6% من المؤشر العام، ليغلق عند 3772 نقطة، ووصلت نسبة تراجع 17 شركة من المتداولة، أمس، إلى أكثر من 9%، منها 5 شركات وصلت للحد الأقصى للتراجع وهو 10%.

وخيَّم التأثيرُ السلبيُّ على أسعار النفط العُماني في أولى تداولات الأسبوع؛ ليفقد خلال يوم واحد 15.7 دولار، وهو أكبر تراجع يومي منذ نحو 30 عاما، وتنتج السلطنة 970 ألف برميل من مزيج نفط عُمان يوميا.

ومقارنة مع متوسط السعر التقديري في الموازنة، فإنَّ سعر أمس يقل 24.7 دولار، وإن كانت المقارنة لا تحتسب سوى بالمتوسط الذي يعني مجموع متوسطات النفط شهريا مقسوما على عدد الأشهر، مع العلم أن التداولات الجارية حاليا تحدد سعر البيع في مايو المقبل.

ونقلتْ "رويترز" عن وكالة الطاقة الدولية القول إنَّ الطلب العالمي على النفط يتَّجه للانكماش في العام 2020 للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، في ظل تعثر النشاط الاقتصادي العالمي بسبب فيروس كورونا، وتأتي المراجعة التي انطوت على خفض مع تراجع أسعار النفط بمقدار الثلث تقريبا في أكبر انخفاض لها خلال يوم واحد منذ حرب الخليج في 1991، بعد أن بدأت السعودية مسعى لزيادة حصتها السوقية بعد انهيار اتفاق للإنتاج مع روسيا.

وتتوقع وكالة الطاقة أن يبلغ الطلب على النفط 99.9 مليون برميل يوميا في 2020 لتخفض بذلك توقعاتها السنوية بقرابة مليون برميل يوميا وتشير إلى انكماش قدره 90 ألف برميل يوميا في أول تراجع للطلب منذ العام 2009، وفي حال فشلت الحكومات في احتواء تفشي فيروس كورونا فإنَّ الاستهلاك قد ينخفض بما يصل إلى 730 ألف برميل يوميا.

وناشدَ فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية المنتجين "التصرف بعقلانية" في مواجهة أزمة فيروس كورونا، بعد انهيار اتفاق للحد من الإنتاج بين أوبك وروسيا ومنتجين آخرين الأسبوع الماضي؛ مما دفع أسعار النفط للهبوط، وقال بيرول للصحفيين: "في مثل هذا الوقت من الضبابية والضعف المحتمل في الاقتصاد العالمي... لعب الروليت الروسي في أسواق النفط ربما يكون له عواقب وخيمة".

وكانت المملكة العربية السعودية، أكبر منتج في أوبك، أشارت إلى أنها ستضخ المزيد من النفط؛ مما قاد أسعار النفط للنزول إلى مستويات بدأت تضغط على موازنتها العامة شأنها شأن غيرها من منتجي النفط، لكنها في الوقت نفسه تمثل ضغطا شديدا على منتجي النفط الصخري الأمريكي؛ حيث سيصبح بكلفة أكثر من العائد منه.

لكنَّ وكالة الطاقة الدولية توقعت أنه بعد الصدمة التي مَني بها الطلب في 2020، أن تتعافي أسعار النفط مع زيادة الطلب عليه بواقع 2.1 مليون برميل يوميا في العام 2021، فيما سيتباطأ نمو الطلب لتصبح الزيادة في حدود 800 ألف برميل يوميا فقط بحلول العام 2025 بسبب نمو أبطأ في الطلب على وقود النقل في ظل تطبيق الحكومات لسياسات تحسن من كفاءة محركات السيارات وتخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وقال بيرول إن أزمة فيروس كورونا تضيف إلى الغموض الذي تواجهه صناعة النفط العالمية في وقت تبحث فيه استثمارات وإستراتيجيات أعمال جديدة، وأبقت الوكالة على توقعاتها لإمدادات النفط العالمية كما هي إلى حدٍّ بعيد؛ حيث من المقرر أن تنمو الطاقة الإنتاجية بواقع 5.9 مليون برميل يوميا بحلول العام 2025 لتتجاوز بذلك الطلب قليلا.

ومن المتوقع أن يأتي معظم النمو في الإنتاج من توسع في النفط الصخري الأمريكي، وكذلك زيادة الإنتاج في البرازيل وجيانا وكندا، وأن يزيد إنتاج دول منظمة أوبك بواقع 1.2 مليون برميل يوميا بحلول العام 2025.

تعليق عبر الفيس بوك