الرؤية- الوكالات
"إنَّ قيم هذه الأمة.. ومركزنا في العالم.. وديمقراطيتنا.. وكل ما جعل من أمريكا أمريكا التي نعرفها، معرض للخطر. ولهذا السبب فإنني أعلن اليوم ترشحي لمنصب رئيس الولايات المُتحدة". في 25 أبريل خرج جو بايدن (76 عامًا) نائب الرئيس الأمريكي السابق معلنًا ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المُقررة 2020، وسط ردود أفعال متباينة ما بين مؤيد ومعارض، إلا أنَّ الغالبية اتفقت على أهمية الترشح خاصة وأن بايدن يتمتع بخبرة طويلة في العمل السياسي الأمريكي.
وعلى ما يبدو أن الأمور تسير حالياً في اتجاه بايدن الذي استغل موجة زخم جديدة ليفوز في ثماني ولايات على الأقل في سباق "الثلاثاء الكبير" من أجل الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، وعلى الجانب الآخر تقدم بيرني ساندرز في أكبر سباق في كاليفورنيا مما يهيئ الساحة لمعركة بين الإثنين.
بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية فيرمونت، يبلغ من العمر 77 عاماً، صاحب التوجهات اليسارية الواضحة وابن مهاجر يهودي من بولندا خلال الحرب العالمية الثانية، نجح في جمع مبلغ مالي كبير لحملته الانتخابية فاق جميع خصومه، وأغلب قاعدته الشعبية من الموظفين والعمال والطلاب، كما يتمتع بتأييد عدد من عضوات مجلس الشيوخ البارزات واليساريات، أمثال إلهان عُمر ورشيدة طليب وألكساندريا أوكاسيو كورتيز التي تُعلن صراحة أنها "اشتراكية".
وبات الآن الصراع بين بايدن وساندرز إلا أن الأول حقق انتصارات، في أداء قوي مفاجئ، في الجنوب والغرب الأوسط ونيو إنغلاند في أكبر يوم للتصويت في حملة الديمقراطيين، وأدلى الأميركيون في 14 ولاية بأصواتهم لاختيار من سيواجه الرئيس الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة يوم الثالث من نوفمبر 2020.
وقال بايدن، نائب الرئيس السابق الذي سجل أداء ضعيفاً في ثلاث منافسات سابقة لكنه حقق فوزا كبيرا في ساوث كارولاينا "لكل الذين لم يؤخذوا في الحسبان وتُركوا جانبا، هذه حملتكم". وقال لأنصاره في لوس أنجلوس "نحن حاضرون بقوة".
وتوقعت فوكس نيوز وأسوشيتد برس فوز ساندرز في كاليفورنيا التي يمثل نوابها وعددهم 415 أكبر كتلة في سباق الترشح لكن مركز أديسون وغيره من الشبكات أحجموا عن توقع مرشح مع بدء تواتر النتائج.
وفاز بايدن، بدعم من الأمريكيين من أصل إفريقي والمعتدلين وكبار السن، في تكساس وهي ولاية استثمر فيها بكثافة وكان يأمل الفوز فيها نظرا لكبر عدد الأمريكيين من أصول لاتينية فيها.
وتغير الوضع بشكل مذهل بالنسبة لبايدن بعد أدائه الضعيف في أيوا ونيوهامشير، فحتى أسبوع مضى كان يأتي بعد ساندرز في أغلب الولايات وعلى مستوى البلاد. وولد فوز بايدن الكاسح في ساوث كارولاينا يوم السبت موجة زخم جديدة.
وجرى يوم الثلاثاء التنافس على أكثر من ثلث أصوات النواب الذين سيختارون المرشح النهائي في مؤتمر في يوليو مما أعطى بعض الوضوح أخيرا لسير سباق الرئاسة.
وتركت النتائج مايكل بلومبرج الملياردير والرئيس السابق لبلدية نيويورك الذي أنفق نصف مليار دولار على الدعاية، خارج السباق إلى حد كبير، وقال مسؤول من حملة بلومبرج إنه سيقيم ما إذا كان سيبقى في السباق اليوم الأربعاء، لكن ذلك لا يعني أنه سينسحب.
وبشكل إجمالي يتقدم بايدن على ساندرز بواقع 294 مقابل 234 في أصوات النواب.
وقال ترمب في تغريدة تتعلق بمايك بلومبرج: "الخاسر الأكبر الليلة هو ميني مايك بلومبرج. أخذه مستشاروه "السياسيون" في جولة. 700 مليون دولار قام بتجفيفها، ولم يحصل على شيء سوى اللقب ميني مايك، وتدمير كامل لسمعته!".
ومعظم انتصارات بايدن سجلت في ولايات جنوبية غالبية سكانها من السود، ما يدل على الدعم القوي له بين الأمريكيين من أصل إفريقي، وهو الذي تولى منصب نائب الرئيس خلال ولايتي باراك أوباما الرئاسيتين، وفقاً لاستطلاعات الخروج.
إلا أنَّ أوكلاهوما كانت الاستثناء، فهذه الولاية الوسطية يقطنها عدد كبير من السكان الأصليين مقابل أقلية من السود، وقد فاز بها ساندرز عام 2016 بفارق 10 نقاط عن هيلاري كلينتون. وحقق ساندرز انتصارات في كولورادو ويتاه وولاية فيرمونت، مسقط رأسه، التي تمتلك 16 مندوبًا.
وانتقد ساندرز بايدن من دون أن يشير إليه بالاسم في تجمع لأنصاره في فيرمونت، حيث انتقد تأييده في 2002 للتصريح بشن حرب في العراق ودعمه لصفقات تجارية عارضها ساندرز. وقال ساندرز "سنفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، وسنهزم أخطر رئيس في تاريخ هذا البلد".