استقالات مجالس إدارات الأندية

 

 

محمد العليان

ما نراه خلال العقد الماضي أن كرة القدم في السلطنة -وبالأخص الأندية من كل الدرجات- تعاني من ظاهرة الاستقالات من مجالس إدارات الأندية؛ سواء من الرؤساء أو الأعضاء، فهل بالفعل يمكن القول إنها أصبحت ظاهرة تتكرر من فترة لأخرى، أم أنَّ ذلك هروب من المسؤولية، أم واقع مرير تعيشه الأندية نتيجة ظروفها المالية، أم اختلاف في وجهات النظر وعدم التوافق في القرارات والتي تعجل بالاستقالات؟

أسئلة عدة تَطْرَح نفسها، وفي تصوري ووجهة نظري أنَّ كل الأسباب الواردة أعلاه هي التي تعجِّل بالاستقالات وعدم الاستمرار، وتختلف من نادٍ لآخر، فهناك من فاز بالإدارة الجديدة ولكن في ثاني يوم قدموا استقالتهم، وهناك أيضا من استقال بعد مضي شهر على توليه الإدارة الجديدة، والآخر بعد مُضي سنة أو سنتين... وهكذا تستمر المسألة، وتختلف الأسباب، وعندما نسمع عن ما تعانيه الأندية نُصاب بالحسرة على أوضاعها، فكم من ناد تتسابق الأسماء من أجل الفوز برئاسة مجلس الإدارة فيها، بينما الحال ينتهي إلى الاستقالة، وترى أسماء قوية ولامعة ولها خبرة رياضية وإدارية كبيرة في المجتمع بشكل عام، أو في الوسط الرياضي بشكل خاص، لكن سرعان ما تختفي من المشهد الرياضي برحيلها عن النادي. والعكس صحيح؛ حيث نجد القلة التي تتواجد بالأندية تستمر رغم أن البعض لم يطوِّر أو يعمل أو يضيف أي شيء في النادي، و"يمشِّي الأمور بهذا الوضع فقط"؛ لذلك نجد الكثير من الأندية تعتمد على أشخاص محدودين من 3 إلى 4 فقط هم من يديرون النادي.

ومن الأسباب الأخرى: عدم التوافق في وجهات النظر، والاختلافات في القرارات، حتى أصبحت الإدارات والأعضاء تتصارع مع بعضها البعض، إذن المسؤولية تتحملها جميع الجهات؛ ومنها الأندية والأفراد والجهات المختصة عن الرياضة؛ نتيجة عدم المتابعة والجلوس مع إدارات الأندية لحل مشاكلها، وإيجاد حلول للتوافق بين أعضائها وحتى سير الأندية خلال الأربع سنوات المقررة لمجلس الإدارة، لنجد في نهاية المطاف أن هناك استقالات، وأنه لم يتبقَ سوى 3 أعضاء، والوزارة تترك الأمر يمضي كما هو دون اتخاذ خطوات ملموسة.

الوضع يحتاج حلولًا لضمان استمرار مجالس إدارة الأندية وبالتالي استقرارها؛ فالبعض يأتي طلبا للمجد على حساب الأندية والرياضة، فنجده يغرق النادي في ديون وأزمات مالية ثم يهرب ويقدم استقالته، ويحمِّل النادي الجمل بما حمل من تركة ثقيلة دون حساب أو إجراءات، وتعاني الأندية من سنوات جراء ما اقترفه هؤلاء الرؤساء والأعضاء، لكن يبقى النادي هو الضحية.

... إنَّ واقع معظم الأندية ومجالس إداراتها مرير، رغم أننا لا نريد أن نظلم بعض مجالس الإدارات والشخصيات التي تعمل في صمت من أجل النهوض بأنديتها، حتى إنها تدفع من جيبها الخاص؛ لذا من الحلول المقترحة للحد من هذه المشكلة أن المترشح لرئيس النادي عليه أن يأتي ومعه قائمته كاملة من الأسماء حتى يتم التوافق بين الأعضاء في القرارات وإدارة النادي، وأيضا متابعة وزارة الشؤون الرياضية للأندية ومجالس إداراتها وإيجاد الحلول لها.