هل تندلع حرب روسية تركية في سوريا؟ تعرف على "السيناريو الأسوأ"

 

ترجمة- رنا عبدالحكيم

ترى صحيفة موسكو تايمز الروسية أن روسيا لا رغبة لديها في خوض مواجهة عسكرية مع تركيا في إدلب بسوريا، لكنها تؤكد أن الكرملين لن يتراجع عن دعمه لحملة النظام السوري لاستعادة السيطرة على المحافظة الحدودية.

وأثار مقتل 33 جنديًا تركيا بنيران قوات النظام السوري حليف روسيا، وهي أكبر خسارة عسكرية تركية في ساحة المعركة في السنوات الأخيرة، مخاوف من اندلاع حرب بين الحليفين. لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين سارعا إلى إجراء محادثات هاتفية والتخطيط لعقد قمة في موسكو، مع توجيه المسؤولين الروس نحو نبرة تصالحية.

وقال إيجور ديلانوي نائب مدير المرصد الفرنسي الروسي في موسكو: "بالتأكيد لا تبحث روسيا عن مواجهة عسكرية واسعة النطاق مع تركيا ولا تهتم تركيا بمواجهة موسكو بشأن إدلب". وقال "المخاطر كبيرة للغاية، خاصة بالنسبة لأنقرة، بالنظر الى كل النفوذ الاقتصادي الذي تملكه موسكو في يديها للرد".

وقامت روسيا ببناء خط أنابيب الغاز "ترك ستريم" عبر البحر الأسود، وتعمل على بناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا، وقبل كل شيء قامت بتسليم نظام الدفاع الجوي "إس-400" في خطوة بثت مخاوف لدى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والذي تعد تركيا عضوًا رئيسيًا فيه.

وقال ديلانوي إن موسكو تعتقد أن أنقرة فشلت في الامتثال لاتفاق 2018 بشأن إدلب لاستئصال المزيد من المقاتلين المتمردين المتطرفين وأن الحادث أعطى تركيا طعم "ما يمكن أن يكون ثمن مغامرة عسكرية في إدلب".

وإدلب هي آخر معقل للمتمردين في سوريا، وتريد تركيا الحفاظ على نفوذها في تلك المنطقة حتى بعد انتهاء الحرب الأهلية في سوريا، وهو ما يمثل عقبة أمام طموح موسكو في رؤية الرئيس بشار الأسد يستعيد السيطرة على البلاد بأكملها ويؤكد أعظم انتصار عسكري روسي في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي.

وقال كريم روس خبير العلاقات التركية في موسكو إن "استراتيجية روسيا طويلة الأجل" لسوريا لم تتغير، لكنها كانت حريصة على عدم استعداء تركيا، لا سيما بالنظر إلى قرب العلاقات الاقتصادية والطاقة وكذلك التعاون في صفقة منظومة الصواريخ الدفاعية. وصرح قائلا إن "المواجهة العسكرية الكاملة في سوريا أصبحت الآن غير ممكنة" بعد يوم من الدبلوماسية المكثفة، في حين حذر من أن "المخاطر تنتشر على الأرض" وأن أي صدام قد يؤدي إلى تصاعد التوترات مرة أخرى. واضاف "ستواصل روسيا عملياتها في ادلب. لن تتراجع قريبا".

وقال أليكسي كليبنيكوف، محلل الشرق الأوسط في مجلس الشؤون الدولية الروسي، الذي أسسه الكرملين لتقديم المشورة بشأن قضايا السياسة الخارجية، إنه على الرغم من وجود مخاطر سابقة في العلاقة بين البلدين، فإن المواجهة المباشرة كانت "السيناريو الأسوأ". وأضاف أن الأولوية الفورية لروسيا لم تكن جعل دمشق تستعيد كل إدلب ولكن أن تكون الطرق السريعة M4 (حلب- اللاذقية) وM5 (حلب- حماة) تحت سيطرة الجيش السوري. وتابع: "حتى الآن، تشير جميع المؤشرات إلى أن البلدين مستعدان للتصعيد"، لكنه أضاف: "مخاطر التصعيد العرضي أعلى بكثير الآن. قد يحدث تصعيد ولا يمكننا استبعاده".

تعليق عبر الفيس بوك