الفيروس قضى على ربع انبعاثات غازات الدفيئة الضارة في أسبوعين فقط

"مصائب قوم عند قوم فوائد".. "كورونا" يخفض تلوث الهواء في الصين بمعدلات قياسية

ترجمة- رنا عبدالحكيم

"مصائب قوم عند قوم فوائد".. مقولة صادقة تتجلى تطبيقاتها العملية فيما نشرته صحيفة ذي إندبندنت البريطانية، التي ذكرت أن صور الأقمار الصناعية التي التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، تظهر انخفاضاً هائلاً في معدلات التلوث في الصين، بعد أن تسبب تفشي فيروس كورونا في إغلاق أعداد كبيرة من المصانع والتي تعد السبب الأول لتلوث الهواء.

وقالت "ناسا" إن هذا التغيير مرتبط جزئيًا على الأقل بالتباطؤ الاقتصادي الناجم عن الجهود المبذولة لاحتواء الفيروس. وتوضح خرائط "ناسا" كيف انخفضت مستويات ثاني أكسيد النيتروجين، وهو غاز سام من المركبات ومحطات توليد الطاقة والمصانع، بعد الحجر الصحي الشامل، مقارنةً بما كان عليه من قبل. واكتشف العلماء في السابق أن فيروس كورونا قد قضى على الأقل على ربع انبعاثات الصين من غازات الدفيئة الضارة في أسبوعين فقط في منتصف فبراير.

وأدى إغلاق المنشآت الصناعية ومطالبة الناس بالمكوث في منازلهم إلى انخفاض حاد في حرق الوقود الأحفوري، وهو أحد الأسباب الرئيسية لأزمة التغير المناخ، في أكبر منتج للغازات الدفيئة في العالم.

وقال علماء وكالة الفضاء إن انخفاض التلوث كان واضحًا لأول مرة بالقرب من منطقة ووهان، بؤرة تفشي الفيروس، لكنه انتشر في جميع أنحاء البلاد لاحقا.

وقالت فاي ليو باحثة جودة الهواء في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا: "هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذا الهبوط الدراماتيكي على مساحة واسعة لحدث معين". وأضافت أنها شهدت انخفاضًا في مستويات ثاني أكسيد النيتروجين أثناء الركود الاقتصادي في عام 2008، لكنها قالت إن الانخفاض كان أكثر تدريجيًا.

تعليق عبر الفيس بوك