"كورونا" بلا مبالغة

 

ربا بنت جمال الشنفرية

 

أيام مُخيفة وأحداث عالمية مُرعبة، هكذا أستطيع أن أصف أثر انتشار مرض كورونا في دول العالم، حيثما وليت وجهي أقرأ أخبارًا مُريعة، بدأ ينتشر هذا المرض كانتشار النار في الحطب بلا تفسير أو علاج أو لقاح، كنَّا سابقاً ندفع مبالغ كبيرة لحضور أفلام الكوارث في دور السينما إلا أننا الآن نحضر أحدها على أرض الواقع.

حتى وإن كان الإيمان لدينا قوياً وإن تظاهرنا بأنَّ كل شي قضاء وقدر من الله إلا أننا بشر ويُصيب قلوبنا الارتياع لا إرادياً، أراد الله أن يختبرنا جميعاً اليوم فسلَّط علينا هذا البلاء ليختبر رباطة جأشنا وإيماننا التام بمقدرته ومشيئته، هنا تظهر القلوب المؤمنة من غيرها، وهنا يظهر التعاون والالتزام بالقوانين والخوف على صحتنا وصحة الآخرين من حولنا، فعلينا جميعاً الأخذ بالأسباب واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة من تلقاء أنفسنا بلا حاجة لأن ينبهنا الإعلام وغيره من الوسائل إليها، فللإنسان عقل يفكر وهذا ما ميَّزنا الله تعالى به عن غيرنا من الكائنات، فالشخص الواعي والمهتم بصحته وصحة غيره عليه دائماً تنظيف يديه بشكل دوري واستخدام المُعمقات وتجنب لمس الآخرين بقدر المستطاع. وعدم تناول الطعام بيديه ما لم يكن متأكداً أنها نظيفة ومُعقمة.

لا مجال لدينا للتهاون والاستهتار مع مثل هذا الأمر، فالبعض يتعامل مع الوضع كمزحة والبعض الآخر يؤلف النكات التافهة عنه، للأسف توجد لدينا تلك الفئة التي تتهرب من أي مشاعر تعتريها باللجوء إلى المزاح الثقيل واستصغار الأشياء، إلا أننا فعلياً اليوم نواجه معضلة عالمية لا نعلم ما التالي فيها، ولسنا ندري متى تأتي الحلقة الأخيرة من سلسلة إصابات فيروس كورونا.

لذلك علينا جميعاً التثقف في هذا الأمر ومحاولة اتباع الإرشادات الصحية والابتعاد عن أي شيء ملوث وعن الحيوانات وغيرها من مسببات الأمراض بشكل عام.

أيقنت بعد عدة تجارب عملية في حياتي أن الخوف المفرط والتوتر لا يضر إلا صاحبه بل ويُساهم بشكل كبير في القضاء على نفسياتنا وتدميرها بأسهل ما يمكن، فعلى سبيل المثال عندما نخاف ونتوتر بشدة من دخول اختبار الكلية ونحن نوقن تماماً بأننا درسنا جيداً وحفظنا كل الأشياء المهمة التي أشار إليها المعلم ندخل بعقول خائفة ومرتبكة وتعترينا نوبات القلق والتوتر لتبدأ الغيمة السوداء بالتحليق في رؤوسنا وتبعثر تلك المعلومات التي كنَّا نحملها بحذر إلى قاعة الامتحان وندعو الله ألا ننساها عندما نبدأ بحل الأسئلة، إلا أننا نحن من نزيد الوضع سوءاً بتخويفنا لأنفسنا وتهويل الأمور، لذلك سنتوكل على الله ولن نخشى سوى من ارتكاب المعاصي وإغضاب الله وماعدا ذلك فسنعيش بقلوب مؤمنة محتسبة وصابرة، وسندعو الله تعالى كل ما اعترى قلوبنا الخوف وعجت أفئدتنا بضجيج الهلع.

أسأل الله تعالى أن يحفظ عُمان وأهل عُمان والخليج ودول العرب وجميع المسلمين في شتى دول العالم من جميع أنواع الأمراض والمصائب والكوارث وكل مكروه.

 

تعليق عبر الفيس بوك