عنوان المرحلة المقبلة

 

نسرين هلال الشكرية

طالبة في الكلية التقنية العليا

 

كأبناء في هذا الوطن، لم يعلم أيٌّ منّا عن ظهُور السلطان هيثم على التلفاز ليلقي خطابهُ سابقاً ولكن فور انتشار الخَبر وبنوع من التوتر والفضول والدهشة والمحبة اجتمع الكُل حول التلفزيون وكُل ما هو ناقلٌ للخطابِ شوقاً لرؤيةِ السلطان المعظّم، والاستمَاع لكلامهِ الذي كان عذباً ومثلجاً للصدرِ، فما أجملهُ مِن خطاب حمَل شعُوراً فقدناه "أيّها المواطنون الأعزاء"، وتفاؤلاً وخيراً "إنّ الانتقال بعمان إلى مستوى طموحاتكم وآمالكم في شتّى المجالات، سيكون عنوان المرحلة القادمة بإذن الله" وجواباً لكُل أسئلتنا التي كانت تدور فِي رؤوسنا، خطابٌ أشعرَ كُل فردٍ بالطمَأنينة وأزاح كُل المخاوف المتعلّقة بالمُستقبل. فسلطانُنا يعلمُ ما يجُول بخاطرنا ويُدرك تماماً ماهي احتياجاتنا حاضراً ومُستقبلاً.

مِن الحِكمة والحُب أن بدأ حديثه عن حبيبنا الراحل السلطان قابوس "رجل الحكمة والسلام ورمز التسامح والوئام" طيّب الله ثراه، شاكِراً الكُل على دعمهم ومشاركتهم العزاء، وتأكيد جلالتهُ على استمراره في المضي على نفس نهج فقيدنا، وهذا هو ملخصُ ما يودّه الشعب. فشعوره بعظمَة الأمانة التِي وُكِّل بها دافعٌ قوي لمواصلة مسيرة النهضة المباركة.

سلطاننا هيثَم لم يكتفِ بإبداء بالغ اهتمامه والتحدث عن مجالٍ دون آخر؛ بل شمل كُل المجالات التِي كانَت تُثير فضولنا حول التغييرات الممكنة التي قد تحدث فيها، والتِي كانت أيضاً من متطلبات الشعب فقد تضمنت كلمته المهيبة إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وتحديث منظومة التشريعات والقوانين، ومراجعة أعمال الشركات الحكومية، ودراسة آليات صنع القرار الحكومي، وتوجيه الموارد المالية التوجيه الأمثل لزيادة الدخل وخفض المديونية، ودعم المؤسسات الصغيرة والكبيرة، وأن تسود النزاهة كافة القطاعات.

وما يُهمنّا أكثر نحنُ كطّلاب في تخصصات مختلفة ومتعددة هُو اهتمامهُ الجلّي بالتعليم والبحث العلمي إلى جانب تدريب الشباب وتمكينهم؛ وذلك لبذل كُل مجهود وبقدر المستطاع للإسهام في بناء هذا الوطن الغالي.

كَم لبث هذا البلد حزيناً باكياً ولكِن ها هِي قطراتُ غيث السعد آتية؛ فهيثم هُنا كسحابة خير تجوبُ وتسقي، ونحُن ماضون خلفهُ لا شِقاق ولا فِتن؛ وإن كانت كُل الكلمات اليوم تعجز عن التعبير، وكُل الثناء فيه قليل إلا أننا نتوجه بأصدق مشاعر الود والشكر لمنبع الجود والعدل. ونعاهده حُباً على الولاء والسمعِ والطاعة؛ فهو عنوان المرحلة القادمة.

تعليق عبر الفيس بوك