المُعلم الرقمي

عمرو عبد العظيم

Amrwow2010@gmail.com

يكفيك فخرًا ما صنعت على المدى.. اليوم هو الرابع والعشرون من فبراير يوم المعلم؛ حيث تحتفل السلطنة كلُ عامٍ بالمعلمين والمعلمات في جميع المراحل التعليمية، وحديثنا اليوم عن هذا المعلم المِعطاء في عصرنا الرقمي الذي تتسارع فيه المعرفة وتتجدد؛ فهناك أدوار يتوجَّب على المعلم أن يقوم بها، ومن هذه الأدوار أن يكون المعلم باحثًا ومتفاعلًا مع كل جديد، ويستثمر التقنية في توفير المعلومة والحصول عليها من مصدرها، وأن تكون دافعيته للتعلم الذاتي عالية في ظل تعدد مصادر التعلم ونمو وسائل التواصل.

وعندما يتساءل المعلم كيف أكُون مُعلمًا رقميًا؟ تأتي الإجابة من خلال بعض المهارات التي يجب أن يكتسبها المعلم ويتحلى بها؛ ومنها ما يأتي:

القدرة على إدارة الوقت، وأن يكن منظمًا في تعليمه، ويستطيع باستمرار قياس نجاحه، وأن يكون تعليمه هادفًا، ويمكن له دائمًا العثور على معلم يتعلم منه باستمرار، ويعطي وقتًا كافيًا للتفكير في التدريس الخاص به وطرق تطويره ومعالجة أخطائه، وأن تكون لديه القدرة على تنمية شبكة التعلم الشخصية، وإنشاء ملفات خاصة بالتدريس، وأن يكون منفتحًا على كل ما هو جديد وما يخدم تخصصه، تلك هي أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها المعلمون لكي يكونوا قادرين على القيام بمتطلبات التعليم في العصر الرقمي، والتي ينبغي على المؤسسات المعنية بإعداد وتدريب المعلمين أن تكون نصب أعينهم في كل برامج التطوير التي تنشدها تلك المؤسسات.

ويأتي هذا في إطار غايات التعلُّم الرقمي الذي يهدف للقدرة على تلبية حاجات ورغبات المتعلمين المعرفية والعلمية، وتحسين عملية الاحتفاظ بالمعلومات المكتسبة والوصول إليها في الوقت المناسب، وسرعة تجديد المعلومات والمعارف، وترتيبها حسب أهميتها والموقف المعاش، وتحسين التفاعل والتعامل بين طرفَي العملية التعليمية: المعلم والمتعلم والبيئة المدرسية.

ويتميَّز التعلم الرقمي بالكونية والمرونة في الوقت والمكان؛ حيث إمكانية الوصول إليه في أي وقت ومن أي مكان ودون حواجز؛ وذلك من خلال ربطها بشبكة الإنترنت العالمية، والتفاعلية التي تكون بالتفاعل بين محتوي المادة العلمية والمستفيدين من طلاب ومعلمين وغيره، والتعامل مع أجزاء المادة العلمية بتسلسل، والانتقال المباشر من جزئية إلى أخرى، والجماهيرية التي تعني عدم الاقتصار على فئة دون أخرى من الناس، وليس هذا فحسب، بل يُمكن لأكثر من متعلم في أكثر من مكان أن يتعامل ويتفاعل مع البرنامج التعليمي في آنٍ واحد، ويتميز بالفردية أيضًا؛ حيث لابد أن يتوافق المحتوى مع حاجات كل متعلم، ويلبى رغباته، ويتماشى مع مستواه العلمي؛ مما يسمح بالتقدم في البرنامج أو التعلُّم وفقا لسرعة التعلُّم عند كل فرد، والتكاملية ويقصد بها تكامل كل مكوناته من الوحدات مع بعضها البعض لتحقيق أهداف تعليمية محددة.

وكما نرى، فإن المعلم الرقمي يجب عليه مواكبة هذا النوع من التعلم، الذي يدل على سيطرة الوسائل الرقمية الحديثة على غيرها في مجال الاتصال ومعالجة وتبادل المعلومات؛ حيث يتسم هذا العصر بعدة سمات ترجع إلى مزايا الوسائل الرقمية؛ وهي: السرعة والدقة وتقريب المسافات وإلغاء الحدود.

وختامًا.. نقول إنَّ المعلم الرقمي هو المعلم الذي استطاع دمج التقنية داخل صفه الدراسي، ووظفها لتلبي حاجات الطلاب لتحسن تعلمهم، وتكون لديه خبرة في التقنية وأساليبها، ومتابعاً لتطورها ومواكبًا للجديد في تخصصه وتدريسه.