السفير الأمريكي السابق لـ"الرؤية": عُمان دولة مذهلة تمزج بين الثقافات.. والعلاقات بين السلطنة والولايات المتحدة قائمة على أسس استراتيجية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

-    في نهاية فترة عملي التقيت جلالة السلطان الراحل للوداع.. وطلبت البقاء في عُمان
-    ردًا على طلبي البقاء في عمان.. السلطان قابوس قال لي: رائع جدًا

-    استفدت كثيرًا من الخبرات العظيمة لجلالته وحكمته المعهودة في إدارة العلاقات الخارجية

-    عمان تبدو كفسيفساء بديعة التكوين بفضل تنوعها الثقافي

-    جلالته استثمر الكثير في التنمية وتغيرت عُمان في عهده وصارت بلدا رائعا


-    عُمان تقدر قيمة الحوار وتؤمن بضرورة الاستماع إلى آراء الآخرين


تحدث مارك جي. سيفرز السفير الأمريكي السابق لدى السلطنة عن عدة لقاءات جمعته مع المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيّب الله ثراه- معبرا عن سعادته بالخبرات التي اكتسبها من هذه اللقاءات مع جلالته. وأشار السفير في حوار خاص مع "الرؤية" إلى قراره بالاستقرار في السلطنة بعد انتهاء فترة عمله رسميا؛ واصفا عُمان بأنّها دولة مذهلة تمزج بين الثقافة العربية الأصيلة والثقافة الإسلامية المترسخة في وجدان الشعب العماني، ولافتا إلى مما تتميز وتتمتع به السلطنة من تنوع ثقافي، فهي تبدو كفسيفساء بديعة التكوين.


أجرى الحوار- مدرين المكتومية- فايزة الكلبانية
ترجمة- رنا عبدالحكيم

•    ماذا تذكر من تفاصيل أول لقاء جمعكم مع جلالة السلطان قابوس رحمه الله؟

التقيت السلطان الراحل لأول مرة خلال زيارة وزير الخارجية السابق جون كيري. وكنت في منصبي بحكم تعييني من قبل الرئيس باراك أوباما، وطلب الرئيس دونالد ترامب مني البقاء في منصبي. وكان ذلك خلال نوفمبر 2016. وفي المقابلة الأولى لم أكن قدمت أوراق اعتمادي إلى المقام السامي رسميا، إنّما قدمت نسخة من أوراق اعتمادي إلى معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبد الله، لكن تمّ اختياري لأكون ضمن الوفد الأمريكي الرسمي الذي تشرّف بزيارة السلطان قابوس في قصر بيت البركة.
وكان اجتماعًا رائعًا للغاية، أعقبه حفل عشاء، وفي النهاية عندما قلت لجلالته "مع السلامة"، قال لي جلالته: "نتمنى أن نراك مرة أخرى قريبا"، وعلمت لاحقا أنّ الوزير كيري استأذن جلالته لكي يتم إنجاز اعتمادي كسفير للولايات المتحدة لدى السلطنة، لما يمثله ذلك من أهمية كبيرة في مسيرة العلاقات بين البلدين. وفي ديسمبر وقبل إجازة الكريمساس، أخبرني ديوان البلاط السلطاني أنّه سيجري اعتمادي من لدن جلالته، وأنه مسموح لي باصطحاب 3 أشخاص كما أشاء، وبالفعل حضرت معي زوجتي، ونائبتي والملحق العسكري الأمريكي.
لقد كنت متحمسًا جدا لمقابلة جلالته، فقد أذهلتني مراسم الاستقبال والحفاوة، والإجراءات الرسمية التي تمّت وفق التقاليد الدبلوماسية العمانية، كل ذلك منحني شعورا بالفخر.
وحضر المقابلة معالي يوسف بن علوي، ومعالي السيّد خالد البوسعيدي، وتحدثنا لنحو 15 دقيقة عن إدارة الرئيس الأمريكي، وأبهرني للغاية إنصات جلالته لي، واهتمامه بالمقابلة. ولقد كانت فرصة طيبة أن التقي جلالته، لأنّه في ذلك التوقيت كان الرئيس ترامب قد انتخب لتوّه رئيسًا للولايات المتحدة، لكنّه لم يكن تولى السلطة بعد في تلك الأثناء، وتحدثنا عن توقعاتي للتغيّرات المرتقبة في السياسات الأمريكية وما سيتم الإبقاء عليه من سياسات.
وقد أخبرني مسؤولو المراسم أنّه عندما يتم إشعال البخور فإنّ ذلك يعني أنّ المقابلة انتهت، وفي تلك اللحظة قدمت كل عبارات الشكر والتقدير لجلالته على هذه المقابلة.
وبعد ذلك حصلت على كتاب، حيث يتم منح كتابٍ لكل سفير، وهناك صفحة للسفير الأمريكي، وتضمّنت أيضًا صورًا لخمسة سفراء سبقوني في هذا المنصب، وطُلب مني أن أوقع باسمي وتاريخ المقابلة.


•    وأين كنت حين سمعت بنبأ وفاة السلطان قابوس؟ وكيف تلقيت الخبر؟

نحن نعيش الآن في العذيبة، وتلقيت الخبر هناك.  وسمعت أثناء عطلة رأس السنة في يناير أنّ جلالته مريض، لكن لم أعرف تحديدًا حالته. وأحد أصدقائي العمانيين أرسل لي خبر إعلان الوفاة عبر "واتس آب"، بعد إذاعته عبر التلفزيون العماني في الرابعة صباحا. وعادة ما أستقيظ مبكرا في السادسة صباحا، وقد كان هذا الخبر أول ما رأيته على هاتفي، ثم بعدها تلقيت بريدا إلكترونيا من المجلس الأطلسي في واشنطن يسألوني عمّا إذا كان بإمكاني أن أكتب شيئا سريعا حول ذكرياتي مع جلالته ووافقت بالطبع. وأمضيت هذا الصباح أفكر فيما سأكتب ثم أرسلت لهم ما كتبته وقاموا بنشر المقال على الموقع الإلكتروني.
وإنني سعيد للغاية أنّ جريدة "الرؤية" قامت بترجمته ونشره. ولقد كنت أخاطب في مقالي الجمهور الأمريكي، لكنني أعتقد أنّه تمّ استقبال ما كتبته بشكل جيّد هنا؛ فقد قابلت الكثير من الأشخاص الذين قرأوا المقال باللغة الإنجليزية أو العربية وعبّروا عن إعجابهم به.

•    وكيف كانت آلية التواصل بينكما؟ هل فقط من خلال اللقاءات المباشرة؟ أم أنّ ثمة قناة دبلوماسية غير مباشرة ربطتكم بجلالته؟

بالفعل كانت هناك العديد من قنوات التواصل مع جلالته رحمه الله، منها وسائل تواصل جلالته مع الولايات المتحدة خلال فترة عملي كسفير، من خلال الاجتماعات الشخصية مع كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، فبعد زيارة الوزير كيري، كانت هناك زيارة لجيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي سابقا، وقبل نحو سنة، حضر مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي. لكن في العادة يجري التنسيق بين المسؤولين الأمريكيين والعمانيين عبر المكالمات الهاتفية.


•    وماذا عن الاجتماعات الأخرى مع جلالته؟
عادة ما كنت ألتقي جلالته خلال زيارات كبار المسؤولين الأمريكيين إلى عمان، وفي نهاية فترة عملي عندما التقيت جلالته للتوديع، طلبت من جلالته البقاء أنا وأسرتي في عمان، وهو القرار الذي جاء بعد تفكير عميق. وقد كتبت إلى جلالته وطلبت منه الموافقة على استقراري وأسرتي في عمان، وتلقيت رسالة كريمة من جلالته، يقول فيها "مرحبا بك في عمان". وكان ذلك انعكاسًا كبيرًا للطف وكرم جلالته.
وفي آخر لقاء لي مع جلالته، كان ذلك قبل العيد الوطني التاسع والأربعين، وكان في بيت البركة أيضًا، ووقتها أتيحت لي الفرصة للقاء عدد من الوزراء أيضا في ذلك اليوم، لتزامنه مع اجتماع لمجلس الوزراء. وحضر المقابلة معالي يوسف بن علوي ومعالي وزير الديوان.
وسألني جلالته عمّا سأقوم به بعد تقاعدي، وأخبرته برغبتي في العيش في عمان، فأبدى سعادته البالغة وقال لي: "رائع جدًا"، ثمّ تحدثنا عن العلاقات الثنائية ومستجدات المنطقة، وتحدثنا عن الأوضاع في اليمن. وقد استفدت كثيرًا من الخبرات العظيمة لجلالته، وحكمته المعهودة في إدارة شؤون البلاد والعلاقات الخارجية لعمان مع مختلف دول العالم. كما استفادت حكومة الولايات المتحدة كثيرا من الآراء الحكيمة لجلالته في مختلف المجالات.

•    هل تذكر جانبًا من الأجواء الإنسانية في مثل تلك اللقاءات؟

في العادة تكون حفلات العشاء الخاصة بأي من المسؤولين الأمريكيين يصاحبها وجود الأوركسترا السلطانية، ويقومون بعزف الموسيقى الموجودة في برنامج مطبوع لديهم. وعندما جاء مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي وكان يجلس إلى يمين جلالة السلطان في حين كنت أجلس أنا على يساره، ورأى جلالته أنني كنت أتفحص البرنامج المطبوع الخاص بالأوركسترا، فالتفت إليّ وسألني ماذا يعزفون الآن؟ فنظرت إلى البرنامج وأشرت إلى القطعة الموسيقية التي كانت تعزف في حينها، وكان جلالته مسروراً للغاية وقال لي باسمًا: أنت المايسترو. كما التفت جلالته إليّ عدة مرات بعدها عند عزف قطع موسيقية أخرى وسألني نفس السؤال؛ لذلك كان على أن أتابع البرنامج المطبوع، حيث كنت أعرف مدى حب جلالته للموسيقى.


•    وما الذي جذبك إلى عمان لتقرر البقاء فيها بعد التقاعد؛ ولم تجده في أي دولة أخرى؟

عمان دولة مذهلة تمزج بين الثقافة العربية الأصيلة والثقافة الإسلامية المترسخة في وجدان الشعب العماني، وهي دولة متفردة في منطقة الخليج والعالم العربي بشكل عام، فهي تتميز بتاريخها البحري العريق، وثقافتها وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ، فضلا عن علاقاتها مع حضارات العالم القديم، مثل الحضارة الفارسية في إيران، والحضارة الهندية، والحضارة الصينية القديمة، وفي آسيا وأفريقيا؛ حيث كان لعمان تأثير قوي في الشرق الأفريقي. ومما تتميز به عمان ما تتمتع به من تنوّع ثقافي، فهي تبدو كفسيفساء بديعة التكوين، بفضل ذلك التنوع داخل المجتمع.


•    وما وجه الاختلاف الذي تبيّن لك عن عمان قبل أن تأتي إليها؛ وبعد أن استقر بك الحال فيها؟

قبل أن استقر في عمان، كنت قد زرتها لمدة 3 أيام في 1999 أو 2000 وكنت وقتها أخدم في سفارة الولايات المتحدة في الرياض، وتلقيت دعوة من السفير الأمريكي في عمان وقتذاك، لحضور مؤتمر، ومكثت في فندق جراند حياة، لكنّي لم أتعرف عليها بدرجة كبيرة. وقد قرأت كتبا كثيرة عن عمان واطعلت على العديد من التقارير عن عمان، لكن بالتأكيد كل ذلك لم يمثل شيئا أمام خبرتي الحقيقية خلال استقراري في عمان ومعاينة هذا البلد الرائع على أرض الواقع.
وأود أن أشكر سعادة السفيرة حنينة المغيرية، سفيرة عمان في أمريكا، والتي ساعدتني كثيرا في التعرف على عمان، قبل أن أصل إلى مسقط، وقد دعتني لمقابلة في سفارة عمان في واشنطن، واستقبلتني استقبالا حافلا.


•    من وجهة نظرك؛ كيف كنت ترى العلاقة بين جلالة السلطان قابوس والشعب العماني؟

علاقة خاصة للغاية. فجلالته كان محبوبا ومحط إعجاب الجميع. أعرف الكثير من الأصدقاء والأشخاص الذين ترعرعوا وقضوا طفولتهم في عُمان قبل أن يصبح جلالته سلطاناً لعُمان ودائما كانوا يقولون إن السلطنة قبل مجيء جلالته كانت تعاني من قلة التنمية فقد كانت المدارس قليلة وكثير من الطرق غير ممهدة، ووسائل الاتصال شحيحة، وكانت القرى تعاني بشدة من عدم وجود بنية تحتية. والآن الجميع يرى كيف استثمر جلالته الكثير في التنمية وتغيّرت عُمان بالكامل وأصبحت بلداً رائعا.


•    ما هو أفضل وصف لعُمان؟ وهل تنوي الكتابة يوما ما عن إقامتك فيها؟

أعتقد أنّ عُمان هي مزيج من عدة أشياء؛ الكثير من الأشخاص يطلقون عليها "سويسرا الشرق الأوسط" لكنني أعتقد أنّ هذا الوصف يتعلّق غالبا بالدبلوماسية. وأحب أن أطلق عليها جوهرة الخليج، رغم أنّ عمان لا تطل بأكملها على الخليج؛ لكن من الناحية الجيوسياسية عُمان جزءًا من الخليج ومجلس التعاون الخليجي.
كما أعتقد أنّ عُمان هي بلد الجمال الطبيعي الكبير، فيوجد الجبال والصحراء والبحر فهي أرض التنوّع ومناخها متغير. والشعب العماني ودود ومتنوّع. وتتميز عُمان بالفنادق الجميلة والمرافق السياحية، وأشجع كل أصدقائي كي يأتوا لزيارتها. وآمل أن نشجع رجال الأعمال الأمريكيين كي يستثمروا فيها.


•    وماذا تقول عن المسؤولين الأمريكيين الذين جاؤوا إلى عُمان لتقديم واجب العزاء؟

 ذهبت بشكل شخصي إلى العزاء لأنني لم أعد سفيرًا، كما ذهبت زوجتي إلى عزاء السيّدات وذهبت أنا مع بعض أصدقائي العمانيين لتقديم واجب العزاء وأعتقد أنني كنت أول أمريكي يقوم بذلك لكن بشكل غير رسمي. واستغرقت الإدارة الأمريكية عدة أيام لكي تنظم نفسها وتقوم بترتيباتها لإرسال وفد على رأسه وزير الطاقة وصحبته السفيرة الأمريكية الجديدة لعمان، لكنها لم تكن قدمت أوراق اعتمادها في ذلك الوقت، وكانت جزءًا من الوفد الذي أتي لتقديم واجب العزاء للسلطان هيثم بن طارق. وقد جاء وزير الخارجية الأمريكي بومبيو مؤخرًا لتقديم واجب العزاء لأنّه عمل بشكل مقرّب من جلالة السلطان الراحل.

•    وكيف ترى مستوى التعاون بين البلدين.. وإلى أي مدى أسهم جلالة السلطان في دعم علاقات التعاون؟

كان السلطان قابوس حريصا على علاقات التعاون بين البلدين، وجلالته يعلم جيدا الرؤساء الأمريكيين، فقد عاصر جلالته العديد من الرؤساء بدءًا من الرئيس جيرالد فورد، وكانت زيارة جلالته الأولى إلى واشنطن بمثابة دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، وقد أولى جلالته حرصا كبيرا على الحفاظ على العلاقات الثنائية.
وأدرك جلالته أنّه رغم التغيّر الدوري للرؤساء الأمريكيين فإنّ السياسات بين البلدين ستظل دون تغيّر، لأنّها تقوم على أسس استراتيجية وعلاقات متنية.
وفي مجالات التعاون، يتمتع البلدان باتفاقية للتجارة الحرة تسهم في دفع العلاقات التجارية، وقد وقع البلدان العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تدعم العلاقات الثنائية، وخاصة في الجوانب الاقتصادية والأمنية والعسكرية.
وأود أن أشير إلى ما تتمتع به عمان من مكانة اقتصادية وموقع استراتيجي، فمثلا المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تحظى بميزات تنافسية وموقع فريد من نوعه، يؤهلها لتكون نقطة انطلاق جيدة للتجارة والاستثمار في عمان، والولايات المتحدة تولي اهتماما كبيرا بهذه المدينة، لأنها ستخدم الأهداف الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة بشكل عام.
وتربطنا أيضا علاقات ثقافية متينة مع عمان، وهناك الكثير من البرامج المشتركة التي تلبي احتياجات المجتمع العماني. ولقد أعلنا قبل عام عن تمديد فترة التأشيرة الأمريكية الممنوحة للعمانيين، والتي تستمر إلى 10 سنوات للأغراض السياحية والتجارية.
وهناك العديد من الطلاب العمانيين الذين يدرسون في الولايات المتحدة، وعدد هؤلاء الطلاب يتزايد سنويا، وعلى الرغم من أنّ بعض أولياء الأمور يساورهم القلق تجاه إرسال أبنائهم إلى دولة بعيدة للدراسة لكنّهم مطمئنون لكونهم في الولايات المتحدة.


•    من وجهة نظرك؛ كيف لعمان أن تواصل الالتزام بنفس النهج وفي ظل وجود الاضطرابات المتعددة بالمنطقة؟
كان السلام تحديا دائما. والمنطقة مليئة بالصراعات والتحديات بالفعل، لكن أعتقد أنّ دور عُمان مقدر للغاية من قبل الولايات المتحدة والعالم كله. فبلدكم تقدر قيمة الحوار وتؤمن بالاستماع إلى آراء الآخرين وهذا إسهام قيم للغاية، وأعتقد أنّ عُمان ستواصل لعب هذا الدور تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق مثلما فعلت في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد.


•    هناك تغريدة لجون كيري يقول فيها "إننا نتعلم من السلطان قابوس".. فما تعليقك؟

يشعر وزير الخارجية بومبيو بالمثل أيضًا. وفي أي اجتماع حضرته مع جلالة السلطان قابوس كنت أشعر بالإعجاب الشديد بكم المعلومات التي يعرفها عن التاريخ والأحزاب والقبائل المختلفة وكل العناصر الأخرى التي تتميز بها المنطقة، وقد كان يشارك تلك المعلومات معنا وكان يتحدث عن بعض القادة الذين كانوا موجودين في وقت من الأوقات وعن وجهات نظرهم وكيف يرون الأمور.
واليمن على سبيل المثال، كان جلالته خبيرا كبيرا بشأنها، فقد كان يعرف كل القبائل والحركات والقادة على مر التاريخ. وكما تعرفون الولايات المتحدة دولة كبيرة وتحمل مسؤوليات دولية كثيرة على عاتقها؛ لذلك في بعض الأوقات لا نستطيع فهم واستيعاب كل تلك التفاصيل وهنا يأتي دور وقيمة ما يقوله جلالته لأي أمريكي يأتي لمقابلته.


•    دعنا نتحدث قليلا عن الولايات المتحدة وإيران واليمن؟

بالنسبة لليمن كانت سياسة عُمان إنهاء الحرب الدائرة هناك، وأعتقد أنّ الأمور تسلك هذا الاتجاه ببطء، وآمل أن تسير الأمور بوتيرة أسرع. كما أنّ هناك العديد من الموضوعات التي تحتاج إلى حل؛ وأعتقد أنّ مساهمة عمان مهمة للغاية. وبالنسبة لإيران، أكبر تحدٍ واجهته هنا كسفير هو التعامل مع التغيير في السياسات الأمريكية؛ لأنّه كما تعرفون من بعد الرئيس أوباما ومجيء الرئيس ترامب، تغيّرت السياسة الأمريكية تجاه إيران تغيرا كبيرا لكن الجزء الجيد أنني كنت قادرا على إبقاء الجانب العماني على علم بتغيير السياسة الأمريكية تجاه إيران؛ لذلك عندما انسحبنا من الاتفاق النووي وأعدنا فرض العقوبات لا أعتقد أنّ ذلك كان مفاجئا.


•    أخيرا، ما هي خطتك لقضاء الوقت في عُمان؟
آمل في اجتذاب استثمارات وأعمال هنا، وسأكتب من حين لآخر لصالح المجلس الأطلسي، وربما سأساعد وسأنظم بعض المؤتمرات وأشياء من هذا القبيل. واستمتع بحياتي ولديّ الآن وقت كافٍ لقضائه مع ابني، وكل هذا مهم لي ولزوجتي.

تعليق عبر الفيس بوك