عدد خاص من "التفاهم" يحتفي بإعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني.. ويركز على الأبعاد القيمية والكونية

آخر رسائل السلطان الراحل للإنسانية لصياغة مشروع عالمي بأهداف نبيلة

 

الرؤية - مريم البادية

أصدرتْ مجلة "التفاهم" عددًا خاصًّا بعنوان "إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الانساني.. الأبعاد القيمية والكونية"، والذي يأتي بلورةً لفكر المغفور له -بإذن الله تعالى- جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيَّب الله ثراه- نحو ثقافة السلام والتآلف الإنساني، وترسيخ مبادئ الأخلاق والقيم الإنسانية.

واستهل العدد بالآية الكريمة: (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، وذكر فيه أن العالم يحتاج اليوم وغدا إلى رؤية ومنطق قيمي وأخلاقي يجدد في الوعي والواقع مقومات الاجتماع والتآلف بين البشر، من حيث أنهم أناس يريدون العيش معا في "مؤتلف" تنمو فيه إنسانيتهم، وتتحقق فيه آمالهم بحيوات اجتماعية ووطنية وعالمية، تسودها الكرامة والسلام والقسط والتقدم. ولهذا الإعلان عدد من الأبعاد؛ من بينها: البعد الرؤي والفلسفي حيث يقوم على وحدة البشرية باختلاف الأديان والإثنيات والأمم والشعوب وتساوي بني الإنسان في القيمة والحقوق والواجبات والمسؤولية، وأيضا بُعد قيمي وأخلاقي حتى يتمتع الإنسان بالأمن والاستقرار في المجتمع. وبُعد قانوني يحفظ قيمة وكرامة الإنسان، وكذلك بعد وطني وثقافي واجتماعي وجيوسترإتيجي.

ويطرح العدد جُملة من المقالات حول هذا الموضوع، والتي جاء من بينها: مقال "يسألونك عن المؤتلف الإنساني" للمكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة "الرؤية"؛ يذكر فيه حقيقة الوجود على هذه الأرض، ويستذكر الهدف الذي بعث الله من أجله الأنبياء والرسل الذي يدعو إلى العيش المشترك والتسامح. ويسرد الطائي مسيرة السلطان الراحل -رحمه الله- على مدى 50 عاما من النهضة المباركة التي قادها بحكمة واقتدار لا مثيل لهما؛ حيث تحولت عمان في عهده إلى واحة حقيقية للتعايش المشترك والتآلف الانساني، واستطاع -رحمه الله- خلال العقود الخمسة التي حكم فيها البلاد أن يُؤسِّس لنهج قويم، قاعدته الوئام والتسامح والتفاهم، وظلت راسخة ومتماسكة منذ بزوغ فجر النهضة المباركة، واستمرت وتواصلت -بفضل الله- وبحكمة صائبة وبصيرة نافذته للسلطان الراحل -رحمه الله- وبامتداد الرؤية الثاقبة ورصانتها في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه.

ويتابع الطائي أن هذا الإعلان الذي يعدُّ رسالة أخيرة وضعها السلطان الراحل -رحمه الله- للإنسانية، يصيغ مشروعا عالميا نبيلا يدعو للوحدة والإنسانية والتماسك في مواجهة الشرور والفتن التي تعصف بالبشرية وتهدد بتدمير الحياة على كوكبنا، فجاء الإعلان لنشر روح التآخي وقيم العدل والسلام. وذكر الطائي أن قيمه جاءت لتمثل ترجمان للشخصية العمانية في تفردها وتميزها في الداخل والخارج، قديما وحديثا، وليس هناك أدل على تلك الصفات الفريدة والخصال النوعية مما يروى عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قوله: "لو أنَّ أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك". وأشار الطائي إلى أن القيم التي يدعو إليها إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الانساني هي ذات القيم التي رسخها جلالة السلطان الراحل -رحمه الله- في نفوس شعبه وباتت صفة لصيقة بكل عماني وعمانية أينما حل وارتحل.

ويدعو الطائي في ختام مقالته إلى أن يكون هذا الإعلان نبراسا تهتدي به الأمم في عالم اليوم الذي أنهكته الويلات والحروب. ويؤكد على ضرورة الأخذ به لنهضة العالم خلال العقود المقبلة، وأن يكون قنديلا من نور لا تنطفى شمعته، حتى يعم السلام والاستقرار في أرجاء العالم.

تعليق عبر الفيس بوك