"CNN": هزيمة ناريندرا مودي في انتخابات دلهي "ضربة قاضية"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

وصفت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية الهزيمة الساحقة التي مُني بها حزب بهارتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بأنها "ضربة قاضية" للحزب اليميني الحاكم.

وأجريت الانتخابات التشريعية في العاصمة الهندية دلهي يوم السبت الماضي، وتلقى الحزب خسارة في تلك الانتخابات. وشن رئيس الوزراء مودي وجيشه من الوزراء والسياسيين في حزب بهاراتيا جاناتا حملة قوية في الفترة التي سبقت الانتخابات التشريعية في دلهي عام 2020 لإزاحة منافسه آرفيند كيجريوال.

ووفقًا لأحدث النتائج، فاز حزب آم آدمي (الملقب بحزب رجل الشارع) بقيادة كيجريوال  بـ36 مقعدًا ليتصدر 26 مقعدًا في انتخابات دلهي. فاز حزب بهاراتيا جاناتا بثلاثة مقاعد فقط ليتصدر خمسة مقاعد فقط. ويحتاج الحزب إلى 36 مقعدًا لتشكيل حكومة أغلبية.

وتبنى حزب بهاراتيا جاناتا منهجاً فنياً في مرحلة الحملة الانتخابية لانتخابات دلهي بزعامة ناريندرا مودي ووزير الداخلية أميت شاه؛ حيث قرر الحزب التركيز على القضايا الوطنية بدلاً من المشاكل المحلية.

ويقول تقرير "سي إن إن" إن حزب بهاراتيا جاناتا وأعضائه قرروا أنهم سيكونون أفضل حالاً في الانغماس في السياسة الطائفية بدلاً من التنافس على أساس التنمية. وشهدت الهند الكثير من الاضطرابات خلال الأشهر الأخيرة بعد أن أقرت الحكومة قانون تعديل الجنسية المثير للجدل. وشهدت الهند احتجاجات واسعة النطاق ضد القانون الذي يتعارض مع دستور البلاد، لأنه يميز بين المهاجرين على أساس الدين.

والسجل الوطني للمواطنين هي قضية أخرى مثيرة للجدل أثارت احتجاجات ضد حكومة حزب بهاراتيا جاناتا في جميع أنحاء البلاد. ويهدف السجل إلى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الهند، ويطالب المواطنين بتقديم أوراق ثبوتية عن شخصيتهم تعود إلى ما يقرب من 50 عاما.

ودخلت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة رئيس الوزراء مودي في انتخابات نيودلهى بناءً على تنفيذها لبعض السياسات. وتضمنت خطواتهم جذب الناخبين باسم القومية وجعل الهند مكانًا أكثر أمانًا، من خلال طرد المهاجرين غير الشرعيين. وفي خضم تلك الدعاية القومية، لم يركز حزب مودي كثيرًا على القضايا المحلية مثل التعليم والكهرباء والنقل، ولذا فقدوا أصوات الناخبين.

وطالب رئيس وزراء حكمة نيودلهي الحالي آرفيند كيجريوال، الناخبين بالتصويت في الانتخابات على أساس العمل الذي أنجزته حكومته خلال السنوات الخمس الماضية. وأعلن كيجريوال عن تحسينات في البنية التحتية للتعليم والرعاية الصحية في دلهي. حتى إنه أشار إلى أنه يجب على الناخبين التصويت لصالح حزبه فقط إذا اعتقدوا أن حكومته عملت في السنوات الخمس الماضية.

وتشير النتائج إلى أن البرنامج الانتخابي لكيجريوال الذي يركز على التنمية لقي ترحيبا عند أهل دلهي الذين رفضوا حملة بهاراتيا جاناتا التي قادها رئيس الوزراء مودي، إذ حرض أحد الوزراء المنتمين للحزب، على تشجيع المواطنين على إطلاق النار على الخونة في البلاد.

وأسفر ذلك عن حادثين قام فيهما مسلحون ينتمون لحزب بهاراتيا جاناتا اليميني بفتح النار على المتظاهرين. والأكثر من ذلك، أن حزب بهاراتيا جاناتا نشر أكثر من 240 نائبا وعدة رؤساء وزراء في دول أخرى للحملة من أجل انتخابات دلهي. لكن هذا لم يؤد إلى مكاسب ذات مغزى للحزب اليميني خلال انتخابات عام 2015 عندما فاز بثلاثة مقاعد.

وفي وقت تعاني فيه الهند من ضغوط اقتصادية شديدة، فإن التركيز على عوامل مثل البطالة ربما يكون ناجحًا لصالح مودي وحزبه. لكن الحكومة المركزية واصلت تنفيذ أجندتها اليمينية تحت إشراف رئيس الوزراء ووزير الداخلية أميت شاه، وقد أدى ذلك إلى نتائج عكسية مذهلة كما أظهرت لنا نتائج انتخابات دلهي.

تعليق عبر الفيس بوك