"بلومبرج": أخبار مزيفة حول "كورونا" تفاقم حالة الذعر العالمي

ترجمة- رنا عبدالحكيم

انتقد تقرير مطول لوكالة بلومبرج الإخبارية انتشار الأخبار المزيفة حول فيروس كورونا، فيما تتلقف بعض وسائل الإعلام هذه الأخبار وتروج لها باعتبارها أخبار مؤكدة، ما يظهر حجم التحدي على العاملين في مجال الإعلام لتوخي الحذر.

وتتبارى وسائل الإعلام في نشر الخسائر البشرية والاقتصادية الناجمة عن "تفشي" الفيروس، بل إن الاقتصاد الصيني أصبح أكثر أهمية بكثير من الاقتصاد العالمي وأصبح المعنى الشائع الجديد "عندما تعطس الصين فأن بقية العالم يصاب بالزكام".

وفي الوقت الراهن، ارتفعت قدرة العالم على الإصابة بالزكام بصورة أسوأ بكثير، ويعزى ذلك جزئيا إلى وسائل التواصل الاجتماعي. ويمكن توقع أن تتحول الفيروسات الرقمية، بدء من التغريدات التي يعاد تغريدها بأرقام كبيرة ومشاركة المنشورات والصور المعدلة "الميمات"، إلى فيروسات ضارة مثلها مثل كورونا.

فالتضليل الفيروسي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالة الطوارئ الصحية العامة في العالم. ولا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تتسبب قوية في نشر الخرافات أو فضحها أيضا. فوفقًا لدراسة حديثة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يُرجح أن تُعاد تغريد الأخبار الكاذبة بنسبة 70% مقارنةً بالأخبار الحقيقية؛ حيث تسير الحقيقة أبطأ بمقدار ست مرات من الباطل.

ومن المؤكد أن حجم التحدي الذي واجهه عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي في التعامل مع هذه الأزمة هائل ومروع. فقد انتشرت الشائعات بقوة عبر المنصات الاجتماعية وتسببت في رهاب عنصري وشيفوني، وألقت باللوم على تفشي المرض في عادات الصينين الخاطئة المتعلقة بالغذاء. وكان تطبيق تيك توك الخاص بمشاركة الفيديوهات القصيرة نشطا بشكل خاص؛ حيث نشر العديد من المعلومات المضللة. وفي بعض الحالات يتم إزالة الفيديوهات، لكن بعد أن تحصد ملايين المشاهدات ويكون إجراء الحذف لا أهمية له.

وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي، بل وبعض الصحف العالمية الكبيرة، في نشر ادعاءات لا أساس لها من الصحة حول إنشاء الفيروس من قبل الحكومة الصينية للسيطرة على السكان، وزعمت مجموعات أخرى أنها مؤامرة أمريكية مدعومة من بيل جيتس.

على تويتر تنبأت تغريدة حازت على أكثر من 140 ألف إعجاب أن الوفيات ستتصاعد إلى 65 مليون حالة وفاة. كما انتشرت معلومات مضللة حول طرق علاج غير علمية وتميل إلى خرافات. أيضا انتشر على يوتيوب فيديوهات تصر على أن الفيروس هو سلاح بيولوجي.

وتتفاقم المشكلة عندما يمنح الساسة الفرصة لانتشار تلك المعلومات المضللة. ففي الولايات المتحدة، ساعد الرئيس دونالد ترامب في تضخيم تغريدات من مؤيدي "QAnon" وهي مجموعة المؤامرة التي تنشط في نشر شائعات فيروس كورونا. وقام سولومون يُوي المسؤول بالحزب الجمهوري بالتغريد لأكثر من 100000 متابع بأن الفيروس قد سُرق من كندا لاستخدامه كسلاح حيوي. وقام جيم بانكس وهو عضو جمهوري بالكونجرس عن ولاية إنديانا، بنشر رابط، تمت مشاركته أكثر من 1000 مرة، مدعيا أن الفيروس كان جزءًا من برنامج أسلحة بيولوجية صيني سري.

وتحاول بعض منصات التواصل الاجتماعي تشديد الرقابة وملاحقة المعلومات المضللة قدر الإمكان. لكن المفاجأة الكبرى كانت أن فيسبوك اتبعت مسارا مختلفا عن سياستها التي كانت تفضل وصف المحتوى بأنه مضلل بدلا من إزالته. ففي تلك الأزمة، بدأ فيسبوك في التدقيق أكثر والحد من توزيع المنشورات التي يتم تصنيفها بأنها مؤذية، واستخدام موجز الأخبار لتوجيه المستخدمين إلى مواقع موثوقية، وكان أكبر إنجاز على الاطلاق إعلان فيسبوك أنها ستزيل أي محتوى يقدم معلومات خاطئة عن فيروس كورونا.

وقال رئيس قطاع الصحة في فيسبوك: "إننا نفعل ذلك امتدادًا لسياساتنا الحالية لإزالة المحتوى الذي قد يتسبب في أضرار جسدية". هذا المعيار المرتفع "للأذى الجسدي" هو معيار يجب أن تعتمده جميع منصات الوسائط الاجتماعية الأخرى، بما في ذلك تويتر ويوتيوب وجوجل.

ولا يمكن أن تؤدي استجابة وسائل التواصل الاجتماعي لهذا الفيروس إلى إبطاء سرعة الباطل الفيروسي فحسب، بل يمكنها أيضًا إبطاء معدل فقدان الجمهور للثقة في هذه الصناعة (التواصل الاجتماعي).

تعليق عبر الفيس بوك