بعد مواجهات أسقطت 4 جنود أتراك

توترات إدلب تنهي شهور العسل "السوري – الروسي – التركي" وتنذر باشتعال"منطقة خفض التصعيد"

 

◄ روسيا كذبت بيان "الدفاع التركي" حول مقتل 76 جنديا سوريا

◄ المواجهات على الحدود السورية تهدد بأزمة في العلاقات التركية الروسية

◄ الجيش التركي يرسل مئات الدبابات وحاملات الجنود للحدود السورية في خطوة تصعيدية

 

الرؤية- الوكالات

 

على ما يبدو أن أيام المهادنة والتفاهم السوري التركي الروسي، لن تستمر طويلًا بعد التصعيدات الأخيرة التي شهدتها محافظة إدلب، وأعلنت على إثرها أنقرة مقتل 4 من جنودها وإصابة 9 آخرين بجروح في قصف مدفعي شنته قوات النظام السوري.

وردت تركيا باستهداف مواقع للجيش السوري،  قالت على إثره إنه أوقع 76 قتيلاً من قوات النظام السوري، لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أكدت أن الرد التركي لم يسفر "عن أي إصابة أو ضرر".

الأشهر الماضية كانت مستوى التفاهم الروسي التركي السوري، في أعلى مراحله خلال السنوات العشر الأخيرة، لكن ما حدث أعاد التوتر من جديد، بما يوحي أن الفترة القادمة قد تشهد مواجهات جديدة ومتكررة.

الرئيس التركي رجب أردوغان قال في مؤتمر صحفي، إن تركيا ستواصل الرد بعد قصف لقوات الحكومة السورية أدى إلى مقتل أربعة جنود أتراك وإصابة تسعة آخرين في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا، حيث عززت القوات التركية وجودها في الأيام القليلة الماضية.

وأوضحت موسكو من جهتها، في بيان عن وزارة الدفاع، أنّ "مجموعة من الجنود الأتراك قاموا بتحركات في (..) إدلب" ليل الأحد إلى الإثنين "من دون إبلاغ روسيا بالأمر ووجدت نفسها تحت نيران القوات الحكومية السورية التي كانت تستهدف الإرهابيين في منطقة سراقب" في ريف إدلب الجنوبي.

ومنذ ديسمبر الماضي، تصعّد قوات النظام بدعم روسي حملتها على مناطق في إدلب وجوارها تؤوي ثلاثة ملايين شخص وتسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وحلفاؤها، وتنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذا.

التحرك السوري، والرد التركي، ثم دخول تركيا ونفي بيان صادر لوزارة الدفاع، يشير إلى أننا أمام مواجهة مفتوحة قريبًا تنهي فترة من "التفاهمات" وتعيد التوتر من جديد خاصة وأن تركيا تسعى لدور أكبر لها في سوريا، كما تريد إقامة منطقة آمنة، وهو ما سيدفعها لضرورة التصعيد بما يضمن لها التواجد في سوريا أو على الأقل عدم الخروج من "مائدة المفاوضات" خاوية اليدين.

وأرسل الجيش التركي تعزيزات خلال اليومين الماضيين إلى ريفي إدلب وحماة والمناطق القريبة من خطوط المواجهات، شملت مئات الدبابات وناقلات الجنود والمدافع ما يعني أننا أمام احتمالات جديدة ومفتوحة في هذه المنطقة.

وستسعى تركيا إلى منع تقدم قوات النظام السوري تجاه الحدود التركية وإنشاء منطقة آمنة ووضع حد لاختراقات قوات النظام السوري، فلم يكن ذلك الحادث هو الوحيد بل سبقة اعتداءات متكررة.

وعلى الجانب الآخر فإن سوريا وروسيا تحاولان إزاحة تركيا إلى حدودها وفرض كامل السيطرة للنظام السوري على ريفي إدلب وحماة، وهو ما يشير إلى توتر قادم خاصة في العلاقات التركية الروسية.

وتعد سراقب وقبلها معرة النعمان وخان شيخون، وأجزاء كبيرة في أرياف إدلب الجنوبي والشرقي وحماة الشمالي، ضمن "منطقة خفض التصعيد"، التي عمد النظام بإسناد روسي إلى قضمها تدريجياً رغم إقرارها ضمن تفاهمات أستانة في مايو 2017، بين الضامنين الثلاثة (تركيا وروسيا وإيران)، من ثم إبرام اتفاق سوتشي حولها.

وفي سبتمبر من عام 2018 بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول تلك المنطقة. إلا أنّ النظام وحلفاءه الروس ضربوا عرض الحائط بكل الاتفاقات السابقة وقضموا أجزاء واسعة من المناطق المعنية بها، ولم يلتزموا بالمطلق باتفاقيات وقف إطلاق النار المتعددة كذلك، ما يجعل الأتراك يشعرون بالغبن حيال التزامهم أحادي الجانب فيما يتعلق بإدلب، مقابل عنجهيةٍ روسية لم تقم وزناً للاتفاقات، ما يجعل التصعيد الأخير اختباراً جدياً لصبر الجانب التركي.

تعليق عبر الفيس بوك