< ترامب يراهن على الفوز بـ"الانتخابات".. والجمهوريون يخسرون شعبيتهم في معركة "العزل"
< البغدادي وسليماني و"صفقة القرن" لمغازلة اللوبي الصهيوني.. أوراق يلعب بها ترامب
< الحركة الشعبية التقدمية تخطط لمعاقبة الجمهوريين في صناديق الاقتراع
الرؤية - الوكالات
ما يَدُور في أروقة الساسة والسياسيين شيء، وما يُريده ويراه الناخبون شيء آخر، هذا تحديدًا ما يُراهن عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وما ينبطقُ على الصِّراع بين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فالصراعات على أشدها بينهم، والبطل هنا قضية "عزل ترامب" وسُمعة الجمهوريين التي باتت على المحك؛ إذ إنَّ الدفاع الجمهوري عن رئيس مدان في مجلس النواب الأمريكي ذي الأغلبية الديمقراطية، يثير الشكوك إزاء طبيعة المصالح التي يدافع عنها الجمهوريون، وهل هي مصلحة الأمة الأمريكية؟ أم المصالح الحزبية الضيقة؟!
ورغم ذلك، دافع ترامب عن نفسه ضد إجراءات عزله، في الاتهامات المتعلقة بإساءة استغلال السلطة من خلال قيامه بالضغط على أوكرانيا، لفتح تحقيق فى شبهات فساد من شأنها أن تشوِّه سُمعة المرشح الديمقراطى المحتمل للرئاسة جو بايدن، كما يواجه ترامب اتهاما آخر بعرقلة عمل الكونجرس عمدا أثناء اتخاذ الإجراءات التى استهدفت عزله.
وعشيَّة الجلسة الختامية لمجلس الشيوخ الأمريكي، التي من المتوقع على نطاق واسع أن تفضِي إلى تبرئة ترامب، وغلق القضية نهائيا، قال الرئيس الأمريكي المثير للجدل دائما في تصريحات أمس: "آمل أن يدرك الجمهوريون والشعب الأمريكي. خدعة المساءلة الحزبية، وأنها مجرد خدعة.. اقرأوا النصوص واستمعوا إلى ما قاله رئيس ووزير خارجية أوكرانيا: "لا يوجد ضغط".. لا شيء سوف يرضي "لا شيء" أي "اليسار الديمقراطي المتطرف". وأضاف ترامب: "إلى الجمهوريين فى ولاية أيوا.. اخرجوا إلى لجنة الانتخابات اليوم.. كي تضمنوا الصفقات التجارية الهائلة مع الصين والمكسيك وكندا واليابان وكوريا الجنوبية، وأكثر من ذلك.. الأوقات الرائعة للمزارعين والمصنعين لدينا تأتى بعد الانتظار لعقود".
لكن على ما يبدو ورغم ما يسوقه ترامب والجمهوريون من دفاع ورهان على ما تحقق اقتصاديًّا وسياسيًّا، إلا أنَّ القضية والمعركة السياسية التي يقودها الديمقراطيون أساءت كثيرًا إلى الجمهوريين، وبات الحزب الحاكم في مأزق كبير أمام الشعب الأمريكي.
ويخطِّط ناشطون أمريكيون من الحركة الشعبية التقدمية لـ"مشروع استرداد" ضخم، يهدف إلى معاقبة أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في صندوق الاقتراع؛ وذلك على خلفية غضب هؤلاء الناشطين مما وصفوه بتستر أعضاء مجلس الشيوخ أثناء محاكمة عزل الرئيس دونالد ترامب.
ويقول ديفد سميث في تقرير نشرته صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، إنه وعلى الرغم من اعتراف أعضاء جمهوريين بارزين في مجلس الشيوخ بذنب ترامب بتهمة إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس، فإن أعضاء جمهوريين في المجلس ذاته تحدوا الرأي العام، يوم الجمعة الماضي، من خلال تصويتهم لمنع تقديم وثائق واستدعاء شهود جدد في إطار محاكمة ترامب، بمن فيهم مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون؛ الأمر الذي يمهد الطريق لتبرئة الرئيس.
وتوضِّح المجموعة أنها ستستهدف أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من خلال وضع إعلان على شكل صفحة كاملة في واحدة من أكبر الصحف الخاصة بهم، مشيرة إلى أن هذا الإعلان سيضم نداء للنشطاء يقول إن "الغضب مفيد للتجنيد، مرحبا، هل أنت غاضب من المحاكمة أيضا؟".
ويشير التقرير إلى أن المحاكمتين اللتين أجريتا في تاريخ الولايات المتحدة لعزل رئيسين، كانتا تتضمنان وثائق وشهودا، غير أن هذا لم يتم في محاكمة ترامب؛ حيث أجري التصويت بالأغلبية لعدم استدعاء وثائق وشهود؛ لأنَّ من أعضاء مجلس الشيوخ من يظنون أن ترامب لم يرتكب أي جرم.
وخلال الفترة الأخيرة، لجأ ترامب إلى اللعب على عدة أطراف لتحقيق تقدم جماهيري في الانتخابات المقبلة، مثل الإعلان عن عملية اغتيال زعيم داعش أبوبكر البغدادي، ومقتل قاسم سليماني في هجمات أمريكية، وأخيرًا صفقة القرن التي غازل بها اللوبي اليهودي في محاولة لزيادة قوته الإنتخابية.
المؤكَّد في هذه المعركة، وحتى لو كانت النتائج في صالح ترامب والجمهوريين، أنَّ الحزب الديمقراطي كسب أرضًا أكبر ستتزايد مع الوقت مقابل سمعة سيئة باتت تلطخ جبين الجمهوريين، وستُطاردهم دائمًا قضايا "العزل".