موسكو: أنقرة لم تبلغنا بعملياتها.. ومخاوف تركية من موجة مهاجرين جديدة

مقتل 6 جنود أتراك في قصف سوري على إدلب.. وأردوغان: سنواصل الرد بالمثل

عواصم - الوكالات

ذكرت وزارة الدفاع التركية إنّ جنديا وعضوا مدنيا في القوات التركية توفيا متأثرين بإصابتهما في قصف لقوات الحكومة السورية في إدلب أمس، ليرتفع عدد القتلى إلى ستة من أربعة في هذا القصف.

وقال متحدث باسم الحزب الحاكم في تركيا إنّ أنقرة أبلغت روسيا بالتطورات في منطقة إدلب السورية نافيا تأكيد موسكو بأنّها لم تُخطر بالتحركات قبل مقتل ستة جنود أتراك في قصف سوري.

وقالت روسيا، التي تساند الحكومة السورية، إن الجنود الأتراك تعرضوا للنيران لأنّه لم يتم إبلاغها بالعمليات التركية في إدلب مسبقا.

وذكر المتحدث عمر جيليك على تويتر "القول إن روسيا لم يتم إبلاغها غير صحيح، تركيا تقدم معلومات منتظمة وفورية لروسيا. كما أنها أبلغتهم في هذه الواقعة الأخيرة. ليس صحيحا القول إنه لم يتم تبادل المعلومات. تمت الاستعانة بالآليات القائمة كما هو الحال دائما".

ومن جانب آخر، قال الكرملين أمس إنّه ما زال يشعر بالقلق من هجمات المسلحين في إدلب السورية حيث وقعت اشتباكات بين القوات التركية والقوات السورية في الأيام القليلة الماضية.

وقال أردوغان إن تركيا ستستمر في الرد بعد قصف نفذته قوات الحكومة السورية قتل أربعة جنود أتراك وأصاب تسعة بجروح. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "ما زلنا نشعر بالقلق من أنشطة الجماعات المسلحة في هذه المنطقة من سوريا".

وقالت تركيا أمس إنها ضربت عشرات الأهداف التابعة للحكومة السورية بعد مقتل خمسة من جنودها في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا في واقعة من شأنها اختبار الروابط بين موسكو وأنقرة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المؤشرات الأولية تفيد بتحييد ما بين 30 و35 سوريا في رد تركيا على ما وصفته الحكومة بأنه قصف مكثف لجنودها في إدلب آخر معقل للمعارضين السوريين في الحرب المستمرة منذ نحو تسع سنوات.

وعززت تركيا إدلب التي تقع عبر حدودها الجنوبية مع سوريا فيما يمثل تحديا لدمشق ومسانديها الروس. وقال أردوغان إن تركيا أبلغت نظراء روسا بأن "عليهم التنحي جانبا" عن الصراع المتصاعد الذي تساند فيه أنقرة وموسكو أطرافا مختلفة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّ الوحدات العسكرية التركية تعرضت للقصف أثناء الليل بعد تحركها داخل إدلب دون إخطار روسيا فيما يتعارض مع مزاعم أنقرة بأنها نسقت تحركاتها.

وحققت قوات الرئيس السوري بشار الأسد، مدعومة بالقوة الجوية الروسية، تقدما كبيرا في الآونة الأخيرة في إدلب مما دفع أنقرة للتحذير بأنها قد تشن عملية عسكرية هناك ما لم يتوقف القتال.

وقال أردوغان للصحفيين في اسطنبول "رددنا بالمثل على هذه الهجمات وسنواصل القيام بذلك، سواء كان ذلك بالمدفعية أو بقذائف المورتر.. عازمون على مواصلة عملياتنا من أجل أمن بلدنا وشعبنا وإخواننا في إدلب؛ من يشككون في عزمنا سيدركون عما قريب أنهم ارتكبوا خطأ".

وقال مسؤول أمني تركي لرويترز إن القصف الذي أدى إلى مقتل الجنود وقع في منطقة مدينة سراقب على بعد 15 كيلومترا شمالي مدينة إدلب. وتقع سراقب على مفترق طريقين رئيسيين تسعى دمشق للسيطرة عليهما بالكامل. وبعد التطورات التي حدثت في إدلب في الأسابيع القليلة الماضية، تم تقديم دعم كبير في نهاية الأسبوع للجنود والعتاد والعربات في المنطقة".

وتخشى تركيا، التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون لاجئ من سوريا، موجة جديدة من المهاجرين من إدلب. وتنشر 12 نقطة مراقبة عسكرية في أنحاء المنطقة بموجب اتفاق في عام 2017 مع روسيا وإيران. وحوصرت عدة نقاط منها مع تقدم القوات السورية.

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا إن أنقرة ستعتبر قوات الحكومة السورية حول مواقع المراقبة التركية في المنطقة "أهدافا".

وقالت وزارة الدفاع الروسية "وحدات من القوات التركية قامت بتحركات داخل منطقة خفض التصعيد... دون إخطار الجانب الروسي وتعرضت لقصف القوات الحكومية السورية للإرهابيين في المنطقة الواقعة إلى الغرب من سراقب".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا،إن 13 من أفراد القوات الحكومية السورية قتلوا في قصف تركي في حين قال مراسل للتلفزيون السوري الرسمي إنه لم يسقط قتلى أو جرحى من أفراد القوات.

وكان المرصد قال يوم الأحد إن نحو 320 شاحنة وعربة عسكرية تركية دخلت إدلب من معبر كفر لوسين، وهو عدد أكبر بكثير مما هو معتاد، واتجهت جنوبا.

وقالت وزارة الدفاع التركية إن القصف استهدف تعزيزاتها التي تهدف لمنع وقوع اشتباكات في إدلب، رغم التنسيق المسبق لمواقعها. وقال أردوغان إنّه إذا أخفقت المحادثات بين الدبلوماسيين والجنرالات في الوصول إلى نتائج فإنّه سيتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرة ليحاول حل الأمر.

 

تعليق عبر الفيس بوك