"نيويورك تايمز": تسديد الضربات المتتالية.. الطريقة الوحيدة للتخلص من ترامب

ترجمة - رنا عبدالحكيم

ترى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب شخصية طائشة ومشتتة، ومثال رائع للأخطاء المتتالية، وفاز بالكاد بالرئاسة بسبب تضامن حزبي وخوف من الليبرالية، مشيرة في تقرير لها أنه ربما من الصعب عزل ترامب عبر محاكمته في الكونجرس، لكنه ليس مخلدا في الحكم، فهو رئيس مكروه على نطاق واسع ومقيّد من الناحية التشريعية ويواجه انتخابات رئاسية سيكون من الصعب عليه الحصول على أصوات الناخبين مجددا.

ووصفت الصحيفة ترامب بأنّه شخص تحركه الغريزة واستغل تدهور حزبه والنظام الأكبر لفهم نوع معين من السلطة والسيطرة عليها. ولفترة طويلة خلال صعود ترامب طالب كتاب ومفكرون قادة الحزب الجمهوري باتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع هذا الرجل غير المناسب والفوضوي والقاسي من أن يصبح مرشحًا لمنصب الرئيس. والآراء التي نُشرت عبر أعمدة الكتاب في الصحف، كانت صحيحة أخلاقياً لكنها ساذجة من الناحية الهيكلية، بناءً على نظريات صنع القرار الحزبي والتي لم تعد قابلة للتحقق في عصرن التدهور المؤسسي.

وبحسب الصحيفة، كان من الممكن إيقاف ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بالطريقة القديمة من خلال هزيمته عبر صناديق الاقتراع؛ إذ كانت قاعدته الجماهيرية محدودة، وتذبذبت شعبيته، لكن في الوقت نفسه لو كان خصومه أدركوا ما يمثله من تهديد لفرصهم، لكانوا أكثر قدرة على شن حملات ضده باستمرار، والتعاون استراتيجيا مع بعضهم البعض بطريقة فعالة، وتجنب الصدامات والأخطاء، فعندئذ لم يكن ليبقى سبب لعدم هزيمته!

وأوضحت الصحيفة أنّ عملية مساءلة ترامب فشلت، رغم أنّه بدا في البداية أنّه لا سبيل للإطاحة به إلا عبر هذه الطريقة.

وكما هو الحال في انتخابات 2016، وكذلك مع السياسة الأمريكية منذ ذلك الحين، يتجاهل أنصار التحرر الليبرالي المزايا التي لا يزال ترامب يقدمها لهم. ورغم حقيقة أنه ساهم في تحقيق أفضل اقتصاد خلال 20 عامًا، لكنه لا يستطيع منع الناس من كراهيته، إلا أنه لم يفقد فرص توسيع قاعدته.

وصوّت الجمهوريون لتقصير مدة محاكمة الرئيس في مجلس الشيوخ، إلا أن الديمقراطيين نجحوا في إعلام الشعب الأمريكي بأنّ الرئيس ارتكب خطأً وأنّ الجمهوريين يحمونه.

وترى الصحيفة أنّ الفكر الليبرالي لا يواجه معارضة داخل أمريكا وحسب، من خلال المجمعات الانتخابية ومجلس الشيوخ المائل للتيار اليميني، بل إنّ الفكر الليبرالي يلقى معارضة عالمية.

وترجح نيويورك تايمز أن يخسر ترامب فرصته في الفوز بولاية رئاسية ثانية، لكن في الوقت نفسه تشير إلى أنّ نفس الترجيح ساد في أوساط المفكرين والمحللين في انتخابات 2016.

وتختتم الصحيفة تقريرها، بالقول إن أحد الدروس الأساسية المستفادة في عصر ترامب هو أنّ الاحتمالات ليست كافية؛ وإذا كنا نرغب في إنهاء حكم ترامب، فلا حل سوى تسديد ضربات متتالية له.

تعليق عبر الفيس بوك