أمريكا تعرض حياة أطفال كينيا للخطر مع وقف المساعدات

ترجمة- رنا عبدالحكيم

سلط تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على الخطر الذي يتهدد المرضى وخاصة الأطفال في كينيا من جراء وقف المساعدات الأمريكية المتعلقة ببرنامج دعم لعمليات نقل الدم الآمن في البلاد.

ومنحت الحكومة الأمريكية كينيا 72.5 مليون دولار على مدار أكثر من 15 عامًا من خلال برنامجها العالمي للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، بهدف توفير الدعم المالي لبناء البنية التحتية الخاصة بسلامة الدم ونقله من الصفر تقريبًا، شاملا ذلك بنوك الدم نفسها والمعدات والتدريب.

وهدفت المساعدات إلى بناء الثقة في عمليات جمع الدم حتى لا يخاف الكينيون من إجراء اختبار للفيروس. وقال سفير الولايات المتحدة في كينيا كايل ماكارتر: "لقد تشاورت الولايات المتحدة مع حكومة كينيا منذ عدة سنوات حول خطط نقل مساعدة سلامة الدم هذه إلى مسؤوليتها".

وقال مسؤولون أمريكيون آخرون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الأمر بحرية أكبر، إن الولايات المتحدة قلصت تدريجياً التمويل على مدار العقد الماضي من أجل نقل الدم من مستوى مرتفع يصل إلى حوالي 6 ملايين دولار في السنة إلى 1.4 مليون دولار في العام الماضي. وأكدوا أن الحكومة الأمريكية كانت راضية عن استعداد الحكومة الكينية للسيطرة عليها عندما تم سحب التمويل. لكن الحكومة الكينية لم تدرج خدمة نقل الدم في ميزانيتها لعام 2020. وتهدف الخدمة إلى جمع مليون وحدة من الدم سنويا. وفي العام الماضي، جمعت 164000 وحدة فقط.

وقالت رئيسة لجنة الصحة في البرلمان الكيني سابينا تشيج، إنه من شبه المؤكد أن يتم تضمين تمويل الخدمة في ميزانية 2021 وأنه لم يتم تضمينه في العام الماضي على الرغم من المعرفة المسبقة للتخفيضات الأمريكية لأن "لا أحد في وزارة الصحة تحمّل المسؤولية". وأضافت "أخبرناهم أن تخفيض المساعدات في الطريق.. هناك شخص ما لم يقم بعمله".

وانخفض الإنفاق المخطط للولايات المتحدة في كينيا من خلال برنامج المساعدات الأمريكية من 505 ملايين دولار في عام 2018 إلى 375 مليون دولار في عام 2019، وهو الانخفاض الذي يأتي في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى خفض المساعدات الخارجية الأمريكية في جميع أنحاء العالم. لم تكن نهاية مساعدات نقل الدم جزءًا من تخفيض المساعدات لعام 2019.

وفي مستشفى كينياتا الوطني ظهرت الطفلة شيلا ملفوفة في غطاء منزلي مع والدتها، كاثرين وانغاري  18 عامًا. وتركت المحادثات مع الممرضات في حيرة من أمرها، لكنها فهمت أنه بدون نقل الدم، يمكن أن تعاني شيلا من تلف دائم في الدماغ. وسوف تمر ثلاثة أيام قبل أن تتلقى وانغاري الأخبار التي يتلقاها الكينيون الآن بشكل منتظم من مستشفياتهم العامة: "ليس لدينا دم... يجب أن تجده بنفسك".

ويحتاج المرضى لعمليات نقل الدم لأسباب عدة؛ أثناء الولادة، وأثناء العلاج الكيميائي، وفقدان الدم من الإصابات، والحالات المزمنة مثل سرطان الدم وعشرات الحالات الأخرى.

وقال جوزيف وانجندو مدير مؤسسة Bloodlink، إحدى أكبر المؤسسات غير الهادفة للربح في كينيا والمخصصة لعمليات التبرع بالدم: "إذا وصف الطبيب الدم ولم يكن هناك ما يكفي، فمن المحتمل أن تموت الحالة". وأضاف "لكن الدم الذي يتم تقديمه في حالات الطوارئ قد لا يكون مضمونًا بنفس الجودة مثل الدم القادم من بنوك الدم. إذ لا تمر دائمًا بنفس عملية اختبار الخطوات المتعددة، مما يعني أن الدم الملوث قد يمر عبر النظام".

وتحث المبادئ التوجيهية الدولية البلدان على الاحتفاظ بما يكفي من الدم لنسبة 2% من سكانها في المخزون الوطني، وهذا يعني أن أقل من مليون شخص قد يحتاجون إلى عمليات نقل دم في كينيا كل عام. ومع الدم الذي تم جمعه في عام 2019، تمتلك كينيا ما يكفي من الدم لأقل من خُمس الأشخاص الذين يحتاجون إليه.

تعليق عبر الفيس بوك