"فورين بوليسي": خطة السلام الأمريكية دعاية انتخابية متبادلة لترامب ونتنياهو

ترجمة- رنا عبدالحكيم

وصف تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية أعده الصحفيان كولوم لينش وروبي جرامر، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخطة السلام المزمعة في الشرق الأوسط، بأنها استغلال للبيت الأبيض كساحة للدعاية الانتخابية لكلاهما.

ففي نفس اليوم الذي تم فيه توجيه اتهام رسمي لنتنياهو بتهمة الرشوة في إسرائيل، حاول ترامب منحه طوق النجاة، وأعلن عن خطته للسلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها. ووصف نتنياهو ترامب، الذي يواجه محاكمة برلمانية في الكونجرس قد تفضي إلى عزله: "أعز صديق له على الإطلاق في البيت الأبيض". وإسرائيل، كما قال نتنياهو، تدين لترامب وكبير مفاوضيه وصهره جاريد كوشنر بـ"ديون أبدية من الامتنان".

وكان امتنان نتنياهو مفهوما، فالخطة الجديدة- المكونة من 181 صفحة والتي تحمل عنوان "السلام من أجل الازدهار.. رؤية لتحسين حياة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي"- تفرض على إسرائيل مطالب قليلة مؤلمة، لكنها سمحت لها بضم الأراضي المحتلة الاستراتيجية في الضفة الغربية.

من جانبهم، سيتم منح الفلسطينيين 50 مليار دولار من الاستثمارات الدولية إذا وافقوا على صفقة ترامب، التي تتطلب منهم الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وقبول السيادة الفلسطينية المحدودة، وإصدار سلسلة من القوانين التي تهدف إلى عزل حماس والجهاد الإسلامي، وإنهاء ممارسة تقديم تعويض مالي لعائلات المقاتلين الأسرى في سجون الاحتلال أو القتلى منهم.

لكن على الفور تقريبًا، صفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطة في خطاب متلفز من رام الله في الضفة الغربية، وقال: "أقول لترامب ونتنياهو: القدس ليست للبيع. جميع حقوقنا ليست للبيع وليست للمساومة". وأضاف "الصفقة خاصة بك، لكن المؤامرة، لن تمر".

وشهد إعلان الخطة، حضور عدد من السفراء العرب، مما يشير إلى بعض عمليات الموافقات الإقليمية على الأقل. لكن سفراء آخرين تمت دعوتهم، بما في ذلك السفراء من الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية "تغيبوا بصورة ملحوظة"، بحسب وصف مسؤول أمريكي مشارك في التنظيم.

وأصدر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بياناً تم إعداده بعناية يوم الثلاثاء، أكد فيه دعمه لحل الدولتين. وقال "إن الأردن يدعم كل الجهود الحقيقية الهادفة إلى تحقيق سلام عادل وشامل يقبله الناس"، مشددًا على الضرورة الملحة لبدء مفاوضات جادة ومباشرة تحل جميع قضايا الوضع النهائي ضمن حل شامل.

وأصدر رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، بيانًا حذرًا، قائلًا إن التحالف الأوروبي سوف "يدرس ويقيم" خطة ترامب - ولكن فقط على أساس "التزامه الثابت والموحد بالتوصل إلى حل تفاوضي وقابل للتطبيق" حل الدولة ... احترام جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والمعايير المتفق عليها دوليا".

وقال آرون ديفيد ميلر زميل في مركز ويلسون الذي قدم المشورة لوزراء خارجية الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط، إن خطة الرئيس تقوض بشكل أساسي سياسات الرؤساء الأمريكيين السابقين الثلاثة ومن المرجح أن تدق المسمار الأخير في نعش المجهود لإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة.

لكن ميلر اقترح أن تكون الخطة بمثابة ضوء أخضر للحكومة الإسرائيلية للانتقال رسمياً إلى أجزاء من الضفة الغربية، الأمر الذي من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم المواجهة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وليس حلها.

وقال حسين إيبش باحث مقيم بارز في معهد دول الخليج العربي في واشنطن: "هذا مشهد لا علاقة له بالسلام.. ترامب يواجه الاتهام في الوقت الحالي ويريد بالتالي الظهور كرجل دولة وتأمين الدعم من قاعدته الإنجيلية، فيما يواجه نتنياهو أيضا لائحة اتهام ويحاول البقاء خارج السجن".

تعليق عبر الفيس بوك