خطة السلام الظالم

منذ أن أطلقت الإدارة الأمريكية الحالية مصطلح "صفقة القرن" وجميع المعنيين بقضية السلام في الشرق الأوسط، توجسوا خيفة مما قد تفضي إليه هذه الصفقة من محو للحقوق الفلسطينية ووأد لعملية السلام في تلك البقعة المُلتهبة.

فالصراع العربي الإسرائيلي على مدى 72 عامًا لم يسفر عن متغيرات لصالح الشعب الفلسطيني، بل أمعن المحتل الغاصب في التهام الأراضي وبناء المستوطنات غير الشرعية، وقتل الأبرياء وهدم المنازل وتدمير البنى التحتية في فلسطين. لم تسهم أية محاولات جادة في إنهاء الصراع الأطول زمنًا في العالم، فمن كامب ديفيد إلى أوسلو إلى المبادرة العربية إلى مباحثات واشنطن والقاهرة وغيرها الكثير من الجهود التي حاولت رسم مسار السلام للطرفين، لكنها باءت بالإخفاق ووصلت إلى طريق مسدودة في ظل تعنت الاحتلال الإسرائيلي. والآن تعرض الإدارة الأمريكية ما تسميها "صفقة القرن" بعدما حولت القضية إلى صفقة تجارية، بمنطق التجار والسماسرة، ويا ليتها ترقى إلى درجة الصفقة، بل هي صفعة ومقايضة رخصية الثمن بالية القيمة.

إنَّ السلام الشامل والعادل في الأراضي الفلسطينية المحتلة لن يتحقق سوى بعودة الحقوق المغتصبة إلى أصحابها؛ حق العودة، وحق اللاجئين، وحق القدس، ودون ذلك فأي خطة أو اتفاق أو صفقة هي والعدم سواء، ولن تجلب سوى المزيد من الاضطرابات في منطقة لم تعرف الاستقرار يومًا.

تعليق عبر الفيس بوك