مآثر السلطان الراحل خالدة في وجدان العُمانيين والعالم أجمع

"الدولة": جلسة تأبينية للسلطان قابوس فقيد عُمان والأمة.. والدعاء بالتوفيق لجلالة السلطان هيثم بن طارق

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ رئيس المجلس: العمانيون أثبتوا أنهم شعب أصيل وأمة عظيمة بتراثها وتاريخها

◄ تعالى العمانيون على ألم الفقد الجلل وبادروا بمبايعة حامل راية مجدهم سلطانهم المفدى هيثم بن طارق

◄ شخصية جلالة السلطان الراحل مدرسة تربوية متكاملة تعلمنا منها الكثير

◄ نشر التعليم كان من أهم القرارات التي أصدرها السلطان قابوس

◄ السلطان الراحل مد يد الصداقة لجميع دول العالم.. وأكسب السلطنة احترام وتقدير الأسرة الدولية

 

 

◄ العلوي: القائد العظيم أحيا ماضي عمان المجيد وشيد حاضرها السعيد

◄ المنذرية: السلطان قابوس رحل ليبقى ويحيا في دواخلنا وذاكرتنا

◄ المشيخي: نهج السلطان الراحل ركز على شمولية الأمن والأمان ورفعة الإنسان

 

 

مسقط - الرؤية

خصَّص مجلسُ الدولة جلسته العادية الخامسة من دور الانعقاد السنوي الأول من الفترة السابعة التي عقدها أمس الثلاثاء؛ لتأبين فقيد الوطن والأمة المغفور له -بإذن الله تعالى- جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه.

ففي بداية الجلسة، قرأ الجميع الفاتحة للسلطان الراحل، واستهلَّ معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، كلمته؛ بالتوضيح أنَّ الجلسة مُخصَّصة لتأبين فقيد الوطن والأمة المغفور له -بإذن الله تعالى- السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه. وقال معاليه: "يشرفني تقديم هذه الكلمة التأبينية التي تعبر عن جزء يسير مما يختلج نفوسنا من مشاعر فيّاضة، وقلوبنا من حزن مكتوم، وذواتنا من صبر جميل، ورضا تام بمشيئة الله وقدره الماضي في عِباده، وسُننه الدارجة على خلقه". وأضاف: "ففي صبيحة اليوم الأول للفقد، كان العُمانيون -يتقدمهم أفراد الأسرة المالكة الكريمة- عند العهد والوعد، فكان أن توافق مجلس العائلة الموقر على المرشح الذي أشار به الفقيد -رحمه الله- ليكون سلطاناً لعُمان، وهو مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وذلك تقديراً وتعزيزاً منهم لمكانة الراحل ولسمعته وسمعة عُمان أمام الغير". وتابع: "لقد أثبت العُمانيون -كما هم دوماً- أنهم شعب أصيل كريم، وأمة عزيزة عظيمة بتراثها وتاريخها وثقافتها وقيمها ومبادئها ونبلها الذي شكل شخصيتها منذ القدم... لقد تعالوا من فورهم على ألم الفقد الجلل، وبادروا سراعًا زرافات ووحدانا لمبايعة حامل راية مجدهم وعزهم ومستقبلهم سلطانهم المفدى هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- على الطاعة في العُسر واليُسر، والمنشط والمكره، فكانوا له السند المتين، والناصح الأمين، مُعتصمين دائماً تحت قيادته بوحدة الصف، والكلمة، والهدف، والمصير... فبارك الله جميل عمل الفقيد العزيز وعظيم صنيعه، وجزاه الله عن عمان وأهلها خير الجزاء".

وأشار معالي الدكتور إلى أنَّ الخطاب السامي لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- جاء أمام مجلس عُمان مشحونًا بأجمل كلمات التأبين للسلطان الراحل، وأرقى عبارات الوفاء لشخصه، واصفا جلالة السلطان الراحل "بأعز الرجال وأنقاهم"، وأنه لا يمكن كخطاب كهذا أن يوفيه حقه، وأن يعدد ما أنجزه وبناه. وأكد معاليه على ما قاله جلالته -حفظه الله ورعاه- بأن العزاء الوحيد، وخير ما نخلِّد به إنجازات الراحل العزيز -رحمه الله- هو السير على نهجه القويم، والتأسي بخطاه النيرة التي خطاها بثبات وعزم إلى المُستقبل، والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه.

ونوَّه معاليه بجموع المعزين الذين توافدوا إلى السلطنة من مختلف دول العالم الأشقاء والأصدقاء والفرقاء والأضداد دون استثناء، حاملين معهم ذكريات مواقف السلطان الراحل النبيلة وسياسته الثابتة الأصيلة في مختلف شؤون العالم وقضاياه؛ تلك السياسة التي جعلت من عُمان محجًّا دائمًا لكل من ينشد الأمن والاستقرار، والتفاهم والحوار لحل كافة المشكلات بالطرق السلمية، داعيا الله أن يجزيه عنا جميعًا وعن الإنسانية خير ما يجزي به عباده المؤمنين الصالحين.

ومضى قائلا: لقد أُتِيح للمغفور له -بإذن الله- السلطان قابوس بحكم تنشئته الدينية والمدنية والعسكرية سواء داخل القصر في السلطنة، أو أثناء بعثته الدراسية والتدريبية في الخارج، الجمع بين الثقافة التقليدية والعلوم العصرية، وهي إلى جانب العادات والتقاليد العريقة لأسرته الكريمة والمجتمع العماني عموما قد أسهمت في تشكيل شخصيته القيادية الفريدة، والصفات والقيم النبيلة التي يمتاز بها، ويعرفها كل من عايشه، أو احتك به من أبناء شعبه ومواطنيه، أو زواره ونظرائه من مختلف دول العالم.

 

مدرسة تربوية

وأضاف معاليه: يُمكن القول إنَّ شخصية جلالة السلطان الراحل في حد ذاتها بمثابة مدرسة تربوية متكاملة؛ تعلَّمنا منها جميعا الكثير والكثير من دروس الحياة في حب الوطن والناس، ونكران الذات، والعدل، والحلم والتفاؤل، والتسامح، والتسامح، والشدة في الحق، والإنصات الجميل، والحوار العقلاني الهادئ، والمعرفة بأخبار الأمم وتاريخها، وتحليل أحداث السياسة ودهاليزها، وتقدير العلم والعلماء، واحترام مبادئ الدين، والمفيد من قيم المجتمع وعاداته وتقاليده، والحرص على الانضباط والنظام، والاحتفاء بالآداب والفنون...وغيرها.

واستطرد معالي الدكتور رئيس المجلس قائلا: إن ما لمسناه وعايشناه مع جلالته -رحمه الله- عند شروعه في إصدار أوامره للمسؤولين؛ لتنفيذ أمر ما يهم الوطن والمواطن؛ إيمانه الدائم بقول الحق عز وجل: "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله"؛ فهو لا يستعجل في اتخاذ القرار؛ بل يدرسه ويناقشه مع المختصين، وينظر لتبعاته من مختلف الجوانب والأبعاد الإنسانية أولا قبل أي شيء آخر.

وأوضح أنَّ من بين أهم القرارات التي أصدرها رحمه الله، والتي كان لها الأثر الأكبر في قيادة السلطنة نحو التحول: البدء بخدمة التعليم، ونشره بلا حساب في مختلف أرجاء البلاد؛ على الرغم من شُح الإمكانات، وحاجة البلد يومها لاستحداث كافة البنى الأساسية فيها؛ وذلك لقناعة جلالته بحاجة البلاد للسواعد المتعلمة من آبائها: لإنجاز عملية التحديث والتطوير التي ينشدها للسلطنة وإدارتها والإشراف عليها.

وأضاف معالي الدكتور رئيس المجلس: "وكذلك الرغبة في مد يد الصداقة لجميع دول العالم بلا استثناء، وانضمام السلطنة لكافة المنظمات الدولية؛ الأمر الذي عجَّل من انخراط السلطنة في المنظومة الدولية، وأكسبها احترام وتقدير كافة دول العالم". وتابع القول: "ثم كان إصدار النظام الأساسي للدولة عام 1996م؛ الذي وضح طبيعة الدولة، والمبادئ الموجِّهة لسياستها، ونظام الحكم، والحقوق والواجبات العامة، ومهام رئيس الدولة ومجلس الوزراء ومجلس عمان والمجالس المتخصصة".

وفي ختام كلمته، توجَّه معاليه سائلاً ومتضرعاً لله تعالى أن يمُن على الفقيد العزيز برحمته وغفرانه، وأن يشمله برضوانه وفسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يمُن على جلالة سلطاننا المفدى هيثم بن طارق المعظم، بموفور الصحة والعافية، وعلى عُماننا العزيزة في ظل عهد جلالته الميمون بدوام الأمن والاستقرار والخير والازدهار.

عقب ذلك، قدَّم كلٌّ من المكرم الدكتور عبدالله بن راشد السيابي، والمكرم عبدالله بن عبدالقادر الكمالي، دعاء لروح جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه.

 

وعدت فوفَّيت

وألقى المكرم محمد بن علي العلوي كلمة؛ قال فيها: إن الحديث، يا فقيد عمان الغالي، عن جميل مآثرك ومفاخرك، وعظيم أمجادك وإنجازاتك، لا يمكن أن يُجمل في دقائق معدودات، وكلمات محسوبات، فما بنيته خلال عهدك الزاهر الأغر، لعمان وأبناء عمان، من عز منيع، وسؤدد رفيع، ومكانة بين الأمم عالية، ومنزلة بين الدول سامية، يعجز أن يوفيك حقه لسان، مهما أوتي من فصاحة وبيان، ولكن الإيجاز هو قمة الإعجاز، لذلك نقول من قلوب ملؤها اليقين والإيمان: لقد وعدت أيها القائد العظيم فوفَّيت، وبنيت فأعليت، وأعدت ماضي عمان المجيد، وشيّدت حاضرها السعيد، وأرسيت دعائم مستقبلها القريب والبعيد، وكان حجر الأساس في كل ذلك هذه الدولة العصرية التي أقمت بنيانها، ورسخت قواعدها وأركانها، وسيجت بالعدل والرحمة والإحسان حيطانها، وزودت بالعلم والمعرفة، والدربة والمهارة إنسانها. إنها الدولة التي وعدت بها شعبك الأمين، في الأيام الأولى من فجر عهدك الميمون، دولة القانون والمؤسسات والحكم الرشيد، دولة الحكمة والحنكة والرأي السديد، دولة السماحة والسلام، والمحبة والوئام، دولة الأمن والأمان وحقوق الإنسان، الدولة التي تجسد كثيراً من سجاياك الحميدة، ومزاياك الفريدة، ونظرتك الصائبة البعيدة، وبصيرتك النافذة الناقدة، وفكرك الواعي المستنير، وإيمانك العميق الكبير بأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرى، ثم يُجزاه الجزاء الأوفى.

ومضى قائلا: وبهذه المناسبة المهيبة، أتشرف بأن أتوجه بكلمة رجاء ودعاء، إلى مولانا حامل اللواء، وقائد المسيرة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه وأدام عزه وأبقاه- فأقول: يا خير خلف لخير سلف، يا نجماً بزع فتألق باليمن والخير سناه، يا ابن عمان البار، وسلطانها المختار.

 

قائد استثنائي

إثر ذلك ألقت المكرمة الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية كلمة؛ أكدت فيها أنه برحيل السلطان قابوس -طيب الله ثراه- فقدت عُمان رجلا عظيما بأمة، يشهد له هذا الوطن الغالي وأبناؤه برحلة كفاح مخلصة طوى فيها ليله بنهاره سهرا وسعيا واجتهادا ومثابرة في سبيل أن يرسم القادم المشرق المتمثل في الوعد الذي رسمه في بداية عهده الزاهر عندما قال: "سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل".

ووصفتْ المنذرية جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيَّب الله ثراه وجعل الجنة مثواه- بالرجل الاستثنائي الذي رحل بهدوء وسلام تاركا لنا ضجيج الأثر، بعد أن صافح كل شبر من عُمان بيمين عزمه مستلا سيف همّته من غمده ليبتر به جذور التحديات، ويمهد الطريق للمستقبل.. ثم رحل ليبقى.

واستطردت قائلة: مهما حاولنا أن نعدد الإنجازات التي حققها والدنا الغالي -رحمه الله وغفر له- لما استطعنا حصرها؛ فقد ترك لنا إرثا إنسانيا خالدا قبل الإرث العمراني، وصال وجال في مختلف ميادين التنمية الوطنية منتصرا لعمان لوحدها ولا شيء آخر غيرها. فمنذ تولِّيه مقاليد الحكم في البلاد، أوْلَى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -رحمه الله- اهتمامًا بالغًا بالتعليم، وجعله القاعدة التي يُبنى عليها ارتقاء الوطن، واعتبره ركيزة أساسية للنهضة والتقدم والحضارة وانطلاقة مهمة للتنمية المستدامة، وجعل شعار مسيرته "سنعلم أبناءنا حتى لو تحت ظل الشجر"، كما اهتم جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- بنشر المعرفة والبحث العلمي؛ بتنفيذ عدد من المشروعات الثقافية والعلمية في مختلف المستويات والأصعدة، تتصل باللغة العربية والأدب والثقافة والتاريخ والعلوم والفنون والحوار الديني والحضاري؛ لهذا جاء إنشاء كراسي وأُستاذيات وزمالات علمية باسم جلالته في العديد من الجامعات العلمية المرموقة ترجمةً لذلك الاهتمام ورافدًا مهمَّا لمجالات العلم والمعرفة الإنسانية.

واختتمتْ المكرمة ريا المنذرية كلمتها قائلة: عُمان تنادينا؛ لأنها بحاجة إلينا أكثر من أي وقت مضىى، ونداء الأم واجب تلبيته؛ فلنسكب مرارة الفقد ووجعه في سبائك العمل الجاد المخلص، ولننسج منها قلائد وفاء لروح أبينا الطاهرة، وعقود ولاء لخطى سلطاننا الذي وضع فيه ثقته، واللهَ نسأل أن يتغمد فقيدنا الغالي بواسع رحمته ومغفرته ويجزيه عنا خير الجزاء، ويجعل مقامه في علِّيين ويسكنه الفردوس الأعلى، وأن يوفق سلطاننا هيثم بن طارق -حفظه الله- لمواصلة مسيرة البناء والتنمية بما يحفظ لهذا البلد الغالي تقدمه واستقراره، وبإذن الله نحن ماضون خلفه صفا واحدا لا شقاق ولا فتن، كما أراد له جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -رحمه الله- وبما يحقق له القادم الأكثر إشراقا.

 

إنجازات عظيمة

وألقى المكرم عوض بن محمد المشيخي كلمة؛ قال فيها: "في هذا المقام، ونحن نتذكر سيرة قائدنا الملهم، جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- فإنني أشير إلى أن هذه الكلمة لن توفي حق هذا القائد الذي أفنى حياته في خدمة هذا الوطن والإنسانية جمعاء، وذلك لكثرة إنجازاته وعطاءاته النبيلة طيلة نصف قرن، من أجل تحقيق العدالة والمساواة والتقدم والتطور الممزوج بعبق التاريخ واستشراف المستقبل". وأضاف: "رحمك الله يا مولاي القائد، لقد كُنت لنا قائدًا عسكريًّا عظيمًا، وأبا عادلاً رحيمًا وفكرك العسكري أضحى لجندك الأوفياء، مجدًا وفخرًا في جميع إنجازاتهم وكان لمواهبك القيادية في مختلف الميادين، الأثر البارز في تفجير مبادئ وأسس النهضة القابوسية المباركة، التي قدت زمامها بكل عزم واقتدار".

مولاي جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طبت حيًّا وميتًا، ها هي عمان وشعبها الأبي يودعونك، مع الأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم التي لطالما حلمت بقائد عظيم مثلك، يتصف بروح التسامح والشجاعة وقراءة المستقبل وتحدياته. واختتم بالقول: إن قوات السلطان المسلحة، كانت ولا تزال أحد الشواهد العظيمة للنهضة المباركة، واستطاعت أن تحقق مهامها الوطنية، في الدفاع عن الوطن ومقدساته الطاهرة، بفضل الفكر المستنير لجلالة السلطان -رحمه الله- حيث وضع خططه الإستراتيجية من أجل تطوير القوات المسلحة بكافة أسلحتها وتشكيلاتها وقطاعاتها، بما يتواكب مع الظروف والتحديات الإقليمية والدولية، وكانت رؤيته الراسخة في تحقيق السلام من مرتكزاته الوطنية، وهي رؤية تستند إلى تنفيذ متطلبات القوات والمنعة لتحقيق المصالح والغايات الوطنية.

وتضمَّنت الجلسة تأدية المكرمة ليوثا بنت سلطان المغيرية للقسم أمام المجلس تطبيقا للمادة (58) مكررا (20) من النظام الأساسي للدولة.

وألقى المكرم محمد بن عبدالله الخليلي، قصيدة بعنوان "وفاء وولاء".. قال فيها:

يا فؤادي والليل داجٍ وشاتِ....

تتلظى والفجر في الشرفات

ودموع السماء تنشد شعراً...

شقَّ إيقاعُه سكونَ حياتي

مكفهرٌّ وجه السماء ولكن...

ما الذي أفزع الملا بغداة

بارق إثر بارق وفؤادي...

هزَّه الرعد من صدى نبضاتي

وحديث بأن (قابوس) رمز...

الملك والفخر قد قضى بمَمَات

أشعل الأفق بالعيون فطارت...

واستطارت قلوبنا داميات

وإذا الخطب جلّ جلّ عليه...

خطر الأمر داعياً للثبات

فانجلى الليل حين أشرق صبح...

شمسه (هيثم) منير الجهات

وارث العرش كابراً يتعلّى..

بعُلاه من كابرٍ وأُباة

من سلاطين كان للعرش منهم...

ثقل العدل وانتصار البُناة

إيه (قابوس) قد فقدناك ظلّاً...

من هجير الأيام والأزمات

وفقدناك شمس دفءٍ إذا ما...

هبّت الريح صرصراً عاتيات

وفقدناك والليالي ظلام...

قمراً قد يبدّد الظلمات

وفقدناك راحةً من عطاءٍ...

ونماءٍ وبلسمٍ من شِكاة

وفقدناك حكمةً وسلاماً...

وأماناً نحيا به في نجاة

وفقدناك بانياً للمعالي...

ومُشيداً لراسخ اللبنات

وفقدناك في العويصات رأياً...

يتجلّى كالأنجم النيّرات

أوَلم توصنا بـ(هيثم)...

فالتفّت عليه جوامع الكلمات 

بايعته القلوب قبل الأيادي...

فاشتراها بصادق النظرات

فحبته الولاءَ منها وفاءً...

وأحبّته في جليل الصفات

فامضِ يا (هيثم الجلالة) وارسم...

عهدك المستنير بالآيات

فلنحن الأقلام إن شئت فاكتب...

صفحات من مجدنا ناصعات

ولنحن الجنود صفاً رصيناً...

لا نبالي بالموت في الحادثات

فتقدم بنا خُطىً ثابتاتٍ...

فلأنت الثبات في كل آتِ

نجعل الله نُصبَنا ليس نبغي...

برضاه بدائلاً محدثات

ونصلي على النبيّ الذي...

أرسى أساسات دولةٍ راسيات

وسلام مثل الندى حملته...

كل حين لطائف النسمات

وعلى آله الكرام وصحبٍ ...

حفظوا العهد صيّنَ الواجبات

تعليق عبر الفيس بوك