مقتل اثنين من المحتجين بينما تحاول شرطة العراق إنهاء الاضطرابات

بغداد -رويترز

لقي محتجان حتفهما في العراق بينما خاضت الشرطة معارك شوارع متفرقة مع متظاهرين مناهضين للحكومة أطلقت خلالها قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في محاولة لتفريق شبان يرشقونها بالحجارة يطالبون بإصلاح ما يعتبرونه نظاما سياسيا فاسدا.

وشاهد مصور من رويترز مقتل محتج بعد إصابته في رأسه بقنبلة غاز مسيل للدموع أطلقتها قوات الأمن في طريق محمد القاسم في بغداد، ونقل متظاهرون الجثة في توك توك وسط سحابات الغاز.

وقالت مصادر طبية إن محتجا آخر توفي متأثرا بإصابته برصاصة يوم الاثنين في مدينة بعقوبة التي سقط فيها 50 مصابا على الأقل.

واندلعت اشتباكات لثالث يوم على التوالي في ساحة الطيران في بغداد وفي عدد من مدن الجنوب منها البصرة والمدينتين المقدستين لدى الشيعة كربلاء والنجف،وألقى المحتجون ومعظمهم من الشبان الحجارة والزجاجات الحارقة على الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وقال محتج ملثم في بغداد، رفض ذكر اسمه، لتلفزيون رويترز "مظاهراتنا سلمية نطالب باستقالة الحكومة ونطالب برئيس وزراء مستقل غير متحزب".

وحث رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي على وقف المظاهرات العنيفة قائلا إنها يمكن أن تزيد من حالة عدم الاستقرار في العراق في وقت تشهد فيه المنطقة نزاعات كبيرة.

وأصابت الاضطرابات العراق بالشلل منذ الأول من أكتوبر تشرين الأول إذ يطالب المحتجون بإنهاء ما يصفونه بالفساد المتجذر ورحيل النخبة التي تمسك بمقاليد الحكم منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وقُتل ما يزيد على 450 شخصا.

وذكرت وسائل إعلام حكومية عراقية أن من المتوقع أن يعين الرئيس برهم صالح هذا الأسبوع رئيسا جديدا للوزراء خلفا لعادل عبد المهدي الذي اضطُر للاستقالة في مواجهة الاحتجاجات.

وذكر التلفزيون العراقي أن صالح يفاضل حاليا بين ثلاثة ساسة لاختيار من يقود حكومة انتقالية تعمل على تهدئة الغضب الشعبي، مضيفا أن من المتوقع أن يُعلن قراره يوم الثلاثاء على أقرب تقدير.

وقُتل ستة عراقيين، منهم شرطيان، وأصيب العشرات خلال اشتباكات أثناء احتجاجات في أنحاء البلاد يوم الاثنين.

وتجددت الاحتجاجات في مطلع الأسبوع بعد فترة هدوء على مدى أسابيع حيث سعى المحتجون للحفاظ على الزخم بعد تحول الانتباه إلى الصراع الأمريكي الإيراني بعدما قتلت واشنطن قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في ضربة جوية داخل العراق.

وسلط مقتل سليماني الضوء على نفوذ بعض القوى الأجنبية في العراق، وخصوصا إيران والولايات المتحدة. وردت طهران على مقتل سليماني بهجوم بالصواريخ الباليستية على قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية.

وقالت مصادر بالشرطة العراقية إن ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد والتي تضم أبنية حكومية وبعثات أجنبية.

وأضافت المصادر أن الصواريخ أُطلقت من منطقة الزعفرانية خارج بغداد، موضحة أن صاروخين سقطا قرب السفارة الأمريكية.

وقال عبد المهدي إن السفارات ضيوف وإن مهاجمتها مهاجمة للعراق، خاصة في الظروف الراهنة.

 

تعليق عبر الفيس بوك