بعد نشر أضخم تحقيق صحفي استقصائي

أغنى امرأة في أفريقيا تواجه تهما بالفساد ونهب "المليارات"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

تخضع إيزابيل دوس سانتوس، أغنى امرأة في إفريقيا وابنة رئيس أنجولا السابق، للتحريات والتدقيق المالي من قبل مصرفها والحكومة الأنجولية بعد تسريب أكثر من 700000 وثيقة تظهر كيف استغلت ثروات البلاد لإثراء نفسها.

وقالت شركة يوروبيك، ذراع أحد البنوك في لشبونة؛ حيث تعد دوس سانتوس أكبر مساهم فيه، إنها أنهت "علاقتها التجارية" معها وتحقق في تحويلات تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، وهي معاملات تم الكشف عنها يوم الأحد الماضي، بفضل ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز ومنافذ إخبارية أخرى تعمل مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين في واشنطن.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، قال المدعي العام في أنجولا إن الحكومة "ستستخدم كل الوسائل الممكنة" لإعادة دوس سانتوس إلى البلاد؛ حيث تواجه تهم فساد محتملة، وقد تم تجميد أصولها الشهر الماضي، إلى جانب زوجها وتلك الخاصة بشريك تجاري برتغالي حسب ما أوردته وكالة فرانس برس. وقالت الحكومة الأنجولية، التي كان يقودها والدها خوسيه إدواردو دوس سانتوس حتى سبتمبر 2017، إن الثلاثة كانوا مسؤولين عن أكثر من مليار دولار من أموال الحكومة المُهدرة.

وقدمت الوثائق المسربة، والتي تشمل رسائل البريد الإلكتروني والفواتير والعروض التقديمية والعقود، مسارا ورقيا يوضح كيف أن دوس سانتوس وزوجها سينديكا دوكولو، جمعوا ثروة تزيد على ملياري دولار من خلال حصصهم في الصناعات الأنجولية الحيوية مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية، والماس ومواد البناء. ومع ذلك، فإن أنجولا الغنية بالنفط والماس فقيرة؛ حيث توجد واحدة من أعلى معدلات وفيات الرضع في العالم والفساد المستشري.

وكشفت المواد المسربة أيضًا أنه في نوفمبر 2017، عندما كانت دوس سانتوس رئيسة لشركة النفط الحكومية الأنجولية "سونانجول"، تم تحويل أكثر من 57 مليون دولار من تلك الشركة إلى حساب مصرفي لشركة في دبي يملكها صديق لها. وقالت دوس سانتوس إن الأموال كانت مقابل الرسوم المستحقة للخبراء الاستشاريين والمحاسبين، بما في ذلك مجموعة بوسطن الاستشارية، وماكينزي وشركاه، وشركة برايس ووترهاوس كوبرز.

وليس من الواضح ما إذا كان هذا المبلغ مطابق للفواتير من الاستشاريين. ورفضت الشركات تقديم تفاصيل الفواتير، مشيرة إلى سرية العميل. ونُقل حوالي 38 مليون دولار في الساعات التي تلت إعلان رئيس أنجولا الجديد في ذلك الوقت- خليفة والدها- في 15 نوفمبر 2017، بأنها ستُطرد من سونانجول، حسبما تظهر الوثائق.

وهذه التحويلات استنزفت حساب سونانجول في يوروبيك، الذراع الأوروبي لبنك أنجولي حيث تمتلك دوس سانتوس حصة 42.5%. وفي بيان يوروبيك، أُعلن عن قطع العلاقات التجارية مع دوس سانتوس وشركائها، وقال البنك إنه سيراجع حسابات تحويلات نوفمبر 2017 ويبلغ البنك المركزي البرتغالي بالنتائج.

ولم ترد دوس سانتوس على الفور على أسئلة حول إعلان يوروبيك الذي تم إرساله عبر البريد الإلكتروني مساء الاثنين إلى مكتبها القانوني في لندن. لكنها أوضحت موقفها من الوثائق المسربة يوم الأحد، عندما نشرت المؤسسات الإخبارية في جميع أنحاء العالم التحقيق بالتزامن، والذي عمل فيه أكثر من 120 صحفيا في 20 دولة، وقضوا شهوراً في تحليل الوثائق وإجراء مقابلات مع مئات الأشخاص في أنجولا والبرتغال وغيرها من البلدان المرتبطة بمصالح تجارية.

وكتبت دوس سانتوس على تويتر: "يعتمد تقرير الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين على العديد من الوثائق المزيفة والمعلومات الخاطئة.. إنه هجوم سياسي منسق بالتنسيق مع الحكومة الأنجولية". وأضافت "715 ألف وثيقة تمت قراءتهم؟ من يصدق ذلك؟".

تعليق عبر الفيس بوك