طوال مسيرة 50 عامًا من التقدم العماني

تفجير الطاقات الإبداعية.. استراتيجية السلطان قابوس لحث الشباب على البناء والتحديث

 

الرؤية - محمد قنات

 

شملت الرعاية السامية قطاع الشباب؛ حيث لقي اهتمامًا كبيرًا من لدن السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيب الله ثراه، على مدى 50 عاما من النهضة المباركة، باعتبار أنّ الشباب يمثلون الشريحة الأكبر من المجتمع العماني وأنهم الحاضر والمستقبل.

وفي نطق سام، يقول السلطان الراحل: "دوركم الآن أيها الشباب هو إعداد أنفسكم تعليما وتثقيفا وسلوكا واسترشادا لتحمل مسؤوليات هذا البلد العزيز". وفي نطقٍ سامٍ آخر لجلالته قال: "إنّ الشباب العماني المتشوق إلى آفاق المجد، مدعو اليوم إلى أن يتخذ من أجداده الميامين قدوة طيبة في الجد والعمل، والصبر والمثابرة".

وسعت الحكومة الرشيدة إلى توفير فرص التعليم والتدريب والتأهيل والتوظيف للشباب، وذلك في ظل الرعاية وتهيئة الفرص للشباب في مجالات العلم والمعرفة والإنتاج، وزيادة مشاركته في مسيرة التنمية الشاملة التي انتظمت البلاد من أجل مساهمتهم بشكل كبير في التنمية التي يتطلع إليها الجميع، وفي مناسبات عديدة كان السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- يدعو الشباب لضرورة الانخراط في مجالات العمل المتنوعة لبناء أنفسهم وتطوير بلادهم نحو مزيد من التنمية التي يتطلع إليها الجميع.

وكان للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه -فكرا عميقا سعى من خلاله إلى إحداث نهضة حقيقية وتطور في جميع القطاعات لاسيما الشباب، باعتباره القطاع الأهم الذي منه تنطلق النهضة التي يتشوق إليها الشعب العماني، فهو القطاع الذي يمكن أن يطوع المستحيل حتى يصل إلى أهدافه.

ويتضح ذلك الاهتمام من خلال ما نشاهده اليوم حيث تضم عمان حاليا أكثر من 44 ناديا رياضيا في مختلف أنحاء السلطنة. إلى جانب العديد من الاتحادات واللجان الرياضية والأندية المتخصصة إضافة إلى وزارة الشؤون الرياضية التي تنشط بصورة كبيرة في العديد من البرامج الشبابية منها "شجّع فريقك" و"إبداعات شبابية" وغيرها من البرامج والفعاليات التي تقام بصورة راتبة الهدف منها تعزيز مقدرات الشباب وحثهم على المشاركة بصورة فعلية في التنمية التي يتشوق إليها الجميع، وجميع هذه الجهود تصب في مصلحة تنمية الشباب العماني.

وإيماناً من لدن السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه - بأهميّة الشباب وبداية من 2014 تمت تسمية "يوم الشباب العماني" في 26 أكتوبر من كل عام، وقبل هذا الأمر كان إنشاء اللجنة الوطنية للشباب بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (117/2011) الصادر يوم 26 أكتوبر 2011، وتتبع لرئيس مجلس الدولة، ومقرها مسقط. ويتم اختيار الأعضاء بقرار من وزير ديوان البلاط السلطاني، بحيث تستمر العضوية لمدة سنتين قابلتين للتجديد وتضطلع اللجنة الوطنية للشباب بعدة مهام منها فتح قنوات التواصل الهادف والحوار المنتج مع أو بين فئة الشباب في السلطنة للنهوض بكل ما من شأنه تعزيز الانتماء للوطن وقائده.

والعمل على التمسّك بالقيم الدينية وترسيخ قيم المواطنة الصالحة والموروث الحضاري العماني، وأخلاقيات التواصل والحوار بين فئات ومؤسسات المجتمع المختلفة، ومفاهيم العمل وأخلاقياته، وخدمة المجتمع، إضافة إلى توعية فئات الشباب بالتشريعات التي تحدد واجباتهم تجاه الدولة والمجتمع، وتكفل حقوقهم وحرياتهم الشخصية وفق ما حدده النظام الأساسي للدولة.

وفي 27 ديسمبر 1976 أصدر السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيّب الله ثراه- المرسوم السلطاني رقم (52/76) والخاص بإنشاء وسام الاستحقاق للشباب.. وقبله أصدر جلالته في الأول من يناير عام 1972م قانون تنظيم الأندية والجمعيات في السلطنة؛ وحتى اليوم يتواصل الاهتمام بالشباب في كافة القطاعات حيث صدر في عام 1991م المرسوم السلطاني السامي رقم 113/91 بإنشاء الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية، وآلت إليها المخصصات والسجلات الخاصة بكل من المجلس الأعلى لرعاية الشباب وشؤون الشباب بوزارة التربية والتعليم والشباب. كما خصص جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه عام 1983 عامًا للشبيبة وعام 1993 للشباب تأكيدا للعناية السامية الكريمة المستمرة التي يوليها للشباب وفتح طريق المستقبل أمامهم.

وفي عام 2004 صدر المرسوم السلطاني السامي رقم (12/2004) بإنشاء وزارة الشؤون الرياضية والتي تعمل على توفير خدمات وتسهيلات رياضية وشبابية ذات جودة عالية لممارسي الرياضة بصفة عامة والرياضة التنافسية بصفة خاصة؛ وذلك من خلال دعم الهيئات الخاصة العاملة في المجال الرياضي والقطاع الشبابي، وتعزيز الموارد المتاحة البشرية والمالية وتوثيق الشراكة مع المؤسسات ذات العلاقة لتحقيق الإنجاز المنشود.

تعليق عبر الفيس بوك