أكدت أنّ جلالة السلطان هيثم بن طارق سيقود تنويعا اقتصاديا متميزا

"دوتشيه فيله": الانتقال السلس للسلطة يعكس البراعة السياسية للسلطان قابوس

ترجمة - رنا عبدالحكيم

توقعت إذاع دويتشه فيليه الألمانية أن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم- حفظه الله ورعاه- سيولي اهتماما كبيرا بمسألة التنويع الاقتصادي بعيدا عن النفط مع الحفاظ على السياسة الخارجية المحايدة التي أرسى دعائمها جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه-.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، إنّه خلال حكم السلطان قابوس، ميّزت عمان نفسها كواحدة من الدول القلائل المحايدة دبلوماسياً في الشرق الأوسط، وتولّت دور الوسيط الدولي لحل النزاعات. وأضافت أنّ هذه السياسات سيعمل على مواصلتها جلالة السلطان المعظم- أيدّه الله- وأوضحت أنه يُنظر إلى تعهد جلالة السلطان المعظم- أبقاه الله- بالحفاظ على حياد السياسة الخارجية لسلطنة عمان، باعتباره تأكيدًا على أنّ السلطنة ستمضي قدمًا على النهج القابوسي القويم، رغم ما يحيط بعمان والمنطقة من تحديات اقتصادية وسياسية.

وقال سانام فاكيل نائب مدير برنامج تشاتام هاوس للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "لقد أشار جلالة السلطان بالفعل في خطابه الأول إلى أنّه يخطط لمواصلة السير على نهج السلطان قابوس، وهذا، على ما أعتقد، أكثر أهمية من أي وقت مضى، لأنّ عُمان ممثل محايد داخل دول الخليج العربي".

وأشارت الصحيفة إلى دور عُمان في تخفيف الأزمات الإقليمية المتعددة، وأهمها تسهيل إطلاق سراح الأمريكيين الثلاثة الذين احتجزتهم إيران في عام 2009، كما لعبت دورًا في مساعدة القطريين على العودة إلى الدوحة خلال الأزمة الدبلوماسية القطرية عام 2017 التي منعت العديد من دول الخليج العربي من الوصول إلى الطرق البحرية إلى قطر.

وقال فاكيل "نظرًا لأن عُمان لديها هذه السياسة الخارجية المتوازنة، فقد كانت محاوراً جيدًا للغاية لكلا البلدين (الولايات المتحدة وإيران)".

وبينت الصحيفة أنّ هذه السياسة منحت عمان القدرة على الحفاظ على العلاقات مع دول العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة والصين، باعتبارها قلب الحياد في الشرق الأوسط.

وقال جون سفاكياناكيس خبير خليجي بجامعة كامبريدج وزميل باحث مشارك في تشاتام هاوس "كون عمان دولة محايدة يميزها على الفور عن بقية الدول، ويمكن أن يكون ذلك ميزة كبيرة بالنسبة لها لأنّها تحاول جذب المستثمرين الأجانب واكتشاف دور جديد لنفسها في السياق الاقتصادي الأوسع". وامتدح سفاكياناكيس "الانتقال السلس الكبير من سلطان لآخر".

وقالت الصحيفة إنّ ثمة تحديات تواجه عمان خلال العهد الجديد على رأسها تطبيق خطة التنويع الاقتصادي الطموحة، ومن المتوقع على نطاق واسع أن تنجح حيث كان جلالة السلطان يترأس اللجنة الرئيسية لرؤية عمان 2040 قبل تولي مقاليد الحكم.

وأضاف سفاكياناكيس "في الماضي كان هناك الكثير من المراقبين الذين شككوا في أنّ عملية الانتقال ستتم بسلاسة وفي غضون ساعات قليلة". وواصل حديثه قائلا "هذا في الواقع يدل على أنّ البلاد بارعة في تنظيمها السياسي".

وتحت حكم السلطان قابوس الذي دام حوالي خمسة عقود، شهدت سلطنة عمان تحولات اقتصادية واجتماعية ضخمة ومارست دورا رئيسيا في صنع السلام بالمنطقة. وتطورت البنية الأساسية في عمان وتحولت من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي متقدم، كما ازدهر القطاع السياحي، وباتت عمان اليوم وجهة سياحية مرموقة وجاذبة في المنطقة.

تعليق عبر الفيس بوك