أبو نبراس البوصافي | مسقط
أقسمْتُ أنكَ مُذْ رحلتَ ديارَنا
حزِنتْ لأجْلكَ مسقطٌ وظُفارُ
//
وكذاكَ كلُّ عمانَ في يتْمٍ أبي
حتى الصدورُ بقَلْبِهنَّ النارُ
//
فجِعوا على خبرٍ يُرَوِّعُ أمَّةً
قُلْ لي بربِّكَ كيفَ لا أنْهارُ
//
قلْ لي بربِّكَ أين أسكبُ دمعتي
وأنا الذي في داخلي الإكبارُ
//
قلْ لي بربِّكَ كيف أكتبُ أحرُفًا
ما عدْتُ أعرفُ أيُّها أختارُ
//
قدْ كنتُ أكتبُ كلَّ يومٍ قصَّةً
يزهو لديَّ من القصيدِ كثارُ
//
واليومَ لا أقوى على حرْفٍ أنا
عنْدي لساني الصارمُ البتَّارُ
//
هولُ الفواجعِ جمرةٌ مغروسةٌ
منْ غرْسِها كلُّ القلوبِ شَرارُ
//
قابوسُ يا نبضَ العمانيِّينَ يا
ليثَ المنابرِ كفُّكُمْ أنْهارُ
//
يا ترجمانَ النُّورِ في ليلِ الأسى
يا قِبْلةً ترنو لها الأمْصارُ
//
فُجِعتْ عمانُ بفقدكمْ وكأنَّها
هُدَّتْ عليها السُّحْبُ والأحجارُ
//
جثمتْ عليها المشكلاتُ وما بكتْ
وإذا بموْتِكَ دمْعُها مِسْعارُ
//
مهْما كتبتُ فلا أراني أرْتقي
لعظيمِ قدْرِكَ أيُّها الأمطارُ
//
خمسونَ عاما كالأضالعِ سيِّدي
نبتَتْ بجسْمي ما بها أخطارُ
//
فلَّ الحديدُ وما تفَلُّ عمانُنا
في يدِّ كل العاشقينَ سِوارُ
//
عهدًا سنبقى ما حيِينَا هِزْبرًا
يحْمي عمانَ وكلُّنا كرَّارُ
//
عهدًا سنكملُ ما أردتَ وإننا
جندٌ سيُنْثرُ حولهُ الأزهارُ
//
أتُرى قصيدي هل أجادَ رثاءَهُ
فبِرمشِ عيْني خُطَّتِ الأشْعارُ