صناعة السمو العُماني

 

إبراهيم بن سعيد الحسني

 

سطور كهذه لا تفي بالمقام الجليل للمغفور له -بإذن الله تعالى- السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه، فما قدمه وأنجزه من تنمية أسدلت ظلالها على كافة ربوع الوطن من محافظة مسندم إلى محافظة ظفار لا تحصيها الموسوعات ولا تعدها القواميس، وتلك المنجزات والمكتسبات والمقدرات الوطنية شاهدة للعيان وتنطق بالنقلة الجذرية التي شهدتها سلطنة عُمان على مدى نصف قرن تجلت في تنمية شاملة غطَّت جميع جوانب الحياة الاجتماعية ومجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة والتعليم والصحة والاستثمار والتعاون الدولي وتكاملية البنية الأساسية وغيرها من المجالات.

ومع كل البناء المادي يظل أبرز منجز تحقق وهو بناء الإنسان العماني فكرًا وعلمًا وعملاً وتمكينًا.

فبعد مكامن التحديات الداخلية من التفرق والشتات والتنازعات القبلية والجهل والفقر والأمراض، والتحديات العاصفة من الخارج من التيارات الفكرية الموجهة، والأطماع والتكتلات برعت حنكة القيادة القابوسية منذ توليه مقاليد الحكم في تفتيت تلك التحديات، وإذابة الإرهاصات والهواجس؛ لكي يعمّ الأمن والأمان والاستقرار ويتلاحم البيت العماني من الداخل حتى يتمكن من الانخراط في مهامه والانشغال بالبناء والإعمار والتوجه نحو هدف يسمو بحضارة هذا البلد العريق المتجذر .

فالتحولات الأيديولوجية للمجتمع وما صاحبها من صحوة في الفكر العماني وتبادل المصالح المشتركة والانفتاح على العالم الخارجي إلا أنَّ العماني متمسك بالقيم والمبادئ النبيلة المستمدة من مصادر الشريعة الإسلامية، قادر على التكيف مع التحديات الواقعية والانتصار على العقبات.

القيادة القابوسية انطلقت نحو صناعة الفرد العماني والسمو به وتسخير كافة المقومات من أجل سعادته وإعزازه ومشاركته في عملية التنمية لتتعاضد روح الراعي مع الرعية وتنسجم الوحدة الوطنية ويترسخ الولاء والحب لهذا البلد وقيادته الحكيمة، وتجلت ثمار تلك الملحمة عند الانتقال السلس والشفاف للسلطة خلال زمن قياسي، والتفاف الشعب حول وطنه وقيادته.

فالواجب علينا شكر هذه النعم بالمحافظة عليها وتنشئة الأجيال على حب الوطن وقائده المفدى، واستمرارية العطاء والوفاء لهذا الوطن وقيادته الحكيمة.

رحم الله قائد المسيرة المظفرة والنهضة الخالدة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور وجزاه الله خير الجزاء عن وطنه وأمته، وأسكنه فسيح جناته.

وأعان المولى جلت قدرته حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور- حفظه الله ورعاه- على حمل الأمانة ومواصلة المسير، وأنعم عليه بالبصيرة الفذة، والقدرات الرصينة التي نتوسمها فيه.

تعليق عبر الفيس بوك