التهدئة بدلا من حبس الأنفاس

تؤكِّد حوادث التاريخ أن بعض الحروب والمعارك الكبرى إنما اندلعت لخطأ بسيط، أو تصرف غير محسوب العواقب، لكن في النهاية نشبتْ الحروب، وراح ضحيتها الملايين.. والأمثلة لا تُعد ولا تُحصى منذ فجر الحضارة الإنسانية. ومن ثم، فإنَّ أي توتر تشهده منطقتنا في الوقت الراهن يستدعي على الفور استحضار المآسي التاريخية التي خلَّفت وراءها الكثير من التداعيات في جميع أنحاء العالم ولسنوات ممتدة.

والشرق الأوسط حاليًا يمرُّ بمرحلة توتر غير مسبوقة في ظل التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وإيران، وقيام الأولى بقتل قائد عسكري بارز، فيما ردَّت طهران أمس بإطلاق مجموعة من الصورايخ على قواعد عسكرية تستخدمها القوات الأمريكية في العراق؛ الأمر الذي دفع الكثيرين حول العالم لحبس الأنفاس، ولا يزال العالم يترقب المشهد، ويتمنى في الوقت نفسه ألا تتطور الأمور لما هو أبعد مما حدث بالأمس.

... إنَّ أية رؤية عقلانية رشيدة تُؤكد فورا أن منطقتنا لا يمكن أن تتحمل المزيد من الحروب العبثية التي لا طائل منها؛ لذا فإنَّ التهدئة وتغليب لغة الحوار ودفع مساعي السلام إلى الأمام هي السبيل الأمثل لتفادي السقوط في فخ الحرب والانزلاق إلى هُوَّة سحيقة من الصراع.

تعليق عبر الفيس بوك