عواصم - رويترز
وَصَفت إيران الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "إرهابي يرتدي بذلة"، بعد أن هدَّد باستهداف 52 موقعا إيرانيا إذا هاجمت طهران أمريكيين أو أصولا أمريكية؛ ردًّا على قتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.. وبينما تخوض الدولتان حربا كلامية، حثَّ الاتحاد الأوروبي وبريطانيا الطرفين على خفض تصعيد الأزمة.
وقال محمد جواد آذري جهرمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، في تغريدة على تويتر: "ترامب إرهابي يرتدي بذلة.. شأنه شأن داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وهتلر وجنكيز خان! إنهم يكرهون الحضارات. سيتعلم من التاريخ قريبا أن أحدا لا يستطيع هزيمة ’الأمة والحضارة الإيرانية العظيمة‘".
ونشر ترامب سلسلة تغريدات؛ قال فيها: إنَّ إيران "تتحدث بجرأة كبيرة عن استهداف أصول أمريكية بعينها". وأضاف أن الولايات المتحدة "حددت 52 موقعا إيرانيا لاستهدافها"، وأن بعضها يعد "على درجة عالية من الأهمية لإيران وللثقافة الإيرانية، وأن تلك الأهداف وإيران نفسها ستُضرب بسرعة كبيرة وبقوة كبيرة". وقال إنه تم تحديد هذا العدد من الأهداف في إشارة إلى 52 أمريكيا احتُجزوا رهائن داخل السفارة الأمريكية في إيران عام 1979 خلال الثورة الإسلامية.
ونفى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيستهدف المواقع الثقافية الإيرانية إذا ردت طهران على مقتل القيادي العسكري الإيراني قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة أمريكية.
ونقل التليفزيون الرسمي الإيراني عن قائد الجيش الميجر جنرال عبدالرحيم موسوي، قوله أمس: إنَّ الولايات المتحدة لا تملك الشجاعة لخوض مواجهة عسكرية مع بلاده. وأضاف: "في أي صراع محتمل في المستقبل، وهو ما أعتقد أنهم (الأمريكيون) لا يملكون شجاعة خوضه، سيتضح أين سيكون الرقمان خمسة واثنان".
ولا تربط الدولتان علاقات دبلوماسية. وقال التليفزيون الرسمي الإيراني إن إيران استدعت السفير السويسري الذي يمثل المصالح الأمريكية فيها يوم الأحد للاحتجاج على تصريحات ترامب "العدائية".
ودعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خوسيب بوريل، إلى خفض تصعيد التوتر في الشرق الأوسط خلال حديث أجراه مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. ودعا بوريل إيران إلى أن "تدرس أي رد فعل بعناية"، ووجه دعوة لظريف لزيارة بروكسل لبحث الوضع في الشرق الأوسط والحفاظ على الاتفاق النووي مع طهران.
وفي سياق موازٍ؛ نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قوله: إنَّ طهران ستقرر خطوتها التالية في إطار تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015، بعد يومين من مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أمريكية بالعراق.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العام 2018 انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع بين إيران وست دول كبرى، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية على طهران؛ مما أدى لإضعاف الاقتصاد الإيراني. وتصاعدت الأعمال العدائية بين البلدين بشدة بعد الهجوم الذي وقع يوم الجمعة بطائرة أمريكية مسيرة في بغداد وأودى بحياة سليماني.
وأشار المتحدث عباس موسوي -في تصريحات نقلتها الوكالة إلى اجتماع للبت في خطوتنا النووية التالية وتنفيذ الاتفاق... بالنظر إلى التهديدات الأخيرة (من قبل واشنطن) يجب التأكيد على أنه في السياسة كل التطورات والتهديدات مرتبطة ببعضها البعض.
وردا على سياسة ممارسة "أقصى ضغط" التي انتهجتها واشنطن ضد طهران منذ إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، قلصت إيران بالتدريج الالتزامات التي يفرضها عليها الاتفاق والتي تقيد نشاطها النووي في مقابل رفع الكثير من العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وحذرت إيران من أنها ستواصل تقليص التزاماتها طبقا للاتفاق إذا تقاعست الدول الأوروبية الموقعة عليه عن حماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأمريكية. وفي نوفمبر، منحت إيران بريطانيا وفرنسا وألمانيا مهلة ثالثة مدتها 60 يوما لإنقاذ الاتفاق أو مواجهة المزيد من تقليص التزاماتها طبقا له.