حُماة الوَطن‎

 

أنيسة الهوتية

إنهاء الجرائم من المُجتمعات وإعدامها كُلياً هو مسعى الحُكومات والدول أجمع حول العالم وهذا أمرٌ لا يكاد يكون هينا أبداً، فالجرائم تأتي من عقول شيطانية تتلبس مختلف الأشكال والألوان حتى تماشي أحوال المجتمع، مثل الذئب الذي يلبس صوف الخروف كي يدخل إلى حظيرة الخراف! ولكن، مع الاستمرار في مكافحة هذه الجرائم بمختلف أنواعها وإن لم تنجح بإنهائها كُلياً إلا أنها ستؤثر في تقليلها ومنع انتشارها في كل بيئاتها ليس فقط في الواقع الذي نعيشه بل أيضاً في العالم الافتراضي، وهنا نقصد الجرائم الإلكترونية والتي انتشرت كثيراً في الآونة الأخيرة انتشاراً رهيباً بأساليب مختلفة ليس فقط للابتزاز المالي، بل أيضاً لغسل الأدمغة والتجنيد لمصالح بعض المافيات التي لها أهداف سوداء مثل أفكارهم ووجوههم المزيفة. وأغلب ضحايا الجرائم الإلكترونية هم من الشباب المُراهقين الذين يعانون تواجدهم في فجوة الخروج من عالم الطفولة والبراءة إلى دخول العالم الواقعي وأخذ المسؤوليات والسعي للرغبات المُختلفة التي لم يعلموها قبلاً! وهذه الفجوة هي برزخ الصيد لأولئك المجرمين. إلا أنهم لن ينجحوا لأنَّ الذكاء الإلكتروني ليس ملكاً للمجرمين فقط !

 

وللأسف الجريمة لا تتقوقع في الأفق الإلكتروني فقط وإلا لكان القضاء عليها أسهل، بل هي تعيش بيننا في تفاصيل حياتنا من العنف الأسري، والتحرش، بيع المُخدرات، والسرقة بمختلف أنواعها ابتداءً من أسطوانات الغاز إلى المجوهرات وأثاث المنازل! وكانت هناك فترة يخشى المواطن أن يترك بيته للسفر وإن كان ليومين لانتشار ظاهرة السرقة في بعض المناطق التي تساعد بيئتها لإتمام تلك المهمات. إلا أنَّ تلك الظاهرة قلت والقلق تلاشى بوجود دوريات الشرطة المتناوبة في الحواري والقُرى.

 وجرت العادة دائمًا أن الخير مُسالم ولكن هذا لا يعني أنه لن يتحرك سعياً في محاربة الشر أينما كان حتى ينشر السلام، وأينما تواجد المجرمون ذهب إليهم أبطال الخير لإنهاء جرائمهم. وأبطالنا هُنا ليسوا من وحي الخيال العلمي، ولا هُم أبطال خارقون خُرافيون من عالم آخر بقدرات خاصة لا يملكها غيرهم! مثل باتمان، سوبرمان، سبايدرمان، آيرونمان، وكل شخصيات مارفل وهوليوود الخيالية.. بل هم أبناؤنا وإخوتنا الذين ولدوا على هذه الأرض الكريمة وعاشوا عليها وتنفسوا هواءها، إنهم أبناء عُمان المُخلصين البارين، إنهم "حُماةُ الوَطن" الذين تشكلوا واتحدوا بِكيانِ واحدٍ عملاق احتوى عُمان من أقصاها إلى أدناها بأدق تفاصيلها، والذين أقسموا على تطهير عُمان من الجريمة والمجرمين كي تَقَر أعين من يسكنها من المواطنين والوافدين بينما يسهرون هم على توفير الأمن والسلامة للجميع.

وهذا الكيان الذي نفتخر به هم "حماة الوطن"  "شرطة عُمان السُلطانية" بكل تنظيمها ابتداء من "قيادات شرطة المحافظات" وصولاً إلى "قيادات الشرطة التخصصية"  ومن منبر اليوم الخامس من يناير الذي كرمهم فيه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- القائد الأعلى لشرطة عُمان السلطانية، أوجه لهؤلاء الأبطال وقائدهم الأعلى التحايا البيضاء من قلبي الذي إن أخرجت حجم الشكر الذي فيه ما وسعته السماء، حفظكم الله ورعاكم وبارك فيكم وفي مسعاكم.

والوطن جوهرة ثمينة، والجواهر لا تُوضع إلا في الأيدي الأمينة، وأنتم تلك الأيدي.