"الناتو" يعلق التدريبات.. وتل أبيب و35 هدفا أمريكيا على قائمة "الحرس الثوري"

مات سليماني.. لتولد التوابع على أكثر من جبهة

عواصم – الوكالات

شارك عشرات الآلاف في تشييع قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأبي مهدي المهندس القيادي بالحشد الشعبي العراقي اللذين قُتلا في ضربة جوية أمريكية بالعراق زادت من احتمال نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط.

وأعلن مُتحدث باسم حلف شمال الأطلسي "الناتو" أنَّ الحلف علق مهمة التدريب في العراق. وقال ديلان وايت القائم بأعمال المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي "سلامة أفرادنا في العراق أمر بالغ الأهمية... نواصل اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة، مهمة الحلف مستمرة، لكن أنشطة التدريب سيتم تعليقها مؤقتا".

وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنَّ الولايات المتحدة سترسل قرابة 3000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط من الفرقة 82 المحمولة جوا كإجراء احترازي وسط تصاعد التهديدات للقوات الأمريكية في المنطقة.

وقال الجنرال غلام علي أبو حمزة أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني إن إيران ستعاقب الأمريكيين "أينما كانوا على مرماها" وأثار إمكانية شن هجمات على سفن في الخليج.

وفي غزة، قام مئات الفلسطينيين بتأبين قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي قُتل في غارة جوية أمريكية في العراق.  وانضم قادة من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي تحكم غزة، وحركة الجهاد الإسلامي، المدعومتين من إيران، إلى المعزين في سرادق أقيم لتلقي العزاء في سليماني بوسط مدينة غزة.

وفي بغداد، ضم موكب كبير نظمته قوات الحشد الشعبي في المنطقة الخضراء الحصينة في العاصمة العراقية جثامين سليماني والمهندس والأشخاص الآخرين الذين لقوا حتفهم في الضربة الجوية الأمريكية.

وحضر الجنازة بالزي العسكري كثير من مُقاتلي الجماعات المسلحة الذين كان سليماني والمهندس بطلين في نظرهم. ولوحوا بعلم العراق ورايات الجماعات المسلحة. كما حملوا صورا للرجلين ولصقوها على الجدران وهتفوا "كلا كلا إسرائيل" و"كلا كلا أمريكا".

وشارك في مراسم الجنازة عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي وهادي العامري قائد أحد الفصائل المسلحة وهو حليف مقرب لإيران والمرشح البارز لخلافة المهندس.

وفي وقت لاحق نقل المشيعون الجثامين بالسيارات إلى مدينة كربلاء المقدسة جنوبي بغداد. وسينتهي المطاف بالجثامين في النجف حيث سيُدفن جثمان المهندس وجثامين العراقيين الآخرين.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن جثة سليماني ستنقل إلى إقليم خوزستان الواقع على الحدود مع العراق ثم إلى مدينة مشهد في شمال شرق البلاد ومن هناك إلى العاصمة طهران وصولاً إلى كرمان؛ مسقط رأسه في الجنوب الشرقي حيث يوارى الثرى يوم الثلاثاء.

وأورد أبو حمزة قائد الحرس الثوري في إقليم كرمان سلسلة من الأهداف المحتمل ضربها انتقامًا لمقتل سليماني تشمل مضيق هرمز الذي يمر منه جزء كبير من النفط في ناقلات إلى الأسواق العالمية. وقال: "حددت إيران أهدافا أمريكية حيوية في المنطقة منذ وقت طويل... نحو 35 هدفا أمريكيا في المنطقة بالإضافة إلى تل أبيب في متناول أيدينا" مشيرا إلى أكبر مدينة إسرائيلية.

ونقلت قناة الميادين عن مسؤول في جماعة حزب الله اللبنانية قوله أمس إن رد "محور المقاومة" الذي تدعمه إيران على قتل سليماني سيكون حازمًا.

ويشير محمد رعد زعيم كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله في البرلمان اللبناني إلى مجموعة من الجماعات التي تدعمها إيران من لبنان إلى اليمن والتي عززت النفوذ العسكري لطهران في المنطقة. وقال رعد للقناة إن الأمريكيين "أخفقوا" في استهدافهم (سليماني) مضيفا أنهم سيشعرون بذلك في الأيام المقبلة.

وندد كثير من العراقيين بالهجوم الأمريكي واصفين سليماني بالبطل بسبب دوره في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان قد سيطر على مناطق في شمال ووسط العراق عام 2014.

وهلل عراقيون آخرون في البداية للضربة الأمريكية لكنهم سرعان ما انتابهم القلق من التبعات خاصة على المشاركين في احتجاجات منذ شهور ضد حكومة بغداد المدعومة من إيران والتي يتهمونها بسوء الحكم والفساد.

ويخشى المحتجون أن يصبحوا الآن هدفا سهلا للانتقام من الفصائل المسلحة الشيعية التي كانت تصف موجة المظاهرات المناهضة للحكومة بأنها مؤامرة أمريكية. ويشعر المحتجون بالغضب أيضا من واشنطن لقتلها الرجلين على الأراضي العراقية والزج بالبلاد في حرب أخرى محتملة.

 

تعليق عبر الفيس بوك