ترجمة- رنا عبدالحكيم
بعد عدة سنوات تولى خلالها القادة الشباب السلطة في جميع أنحاء إفريقيا، قد يفرض عام 2020 تحديات عدة عليهم، قد تجبر العديد من القادمين الجدد على التراجع، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة جارديان البريطانية.
وقالت الصحيفة: "ليس كل السياسيين الشباب تقدميين، أو حتى مؤيدين للديمقراطية، لكنهم جميعًا ممثلون للتغيرات الشاملة في جميع أنحاء القارة التي زعزعت استقرار الأنظمة القديمة وعزلت بعض القادة المخضرمين". فقد سقط اثنين من "معمري الرئاسة" كانا قد أُجبرا على الخروج من المشهد السياسي في 2019، الأول هو عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الجزائري البالغ من العمر 82 عامًا، والذي حكم منذ عام 1999، وعمر البشير (75 عامًا) الذي حكم السودان منذ 1989، لكنه أزيح عن السلطة إثر انتفاضة جماهيرية قادها المتظاهرون الشباب، وكل الحكام الأقوياء في تلك البلدان كانوا عرضة للخطر بعدما سحبت القوات المسلحة دعمها لهم.
والأعداد الهائلة من الشباب الذين بلغوا سن الرشد في جميع أنحاء أفريقيا غذت رغبة قوية في التغيير ودفعت بموجة جديدة من الشخصيات السياسية الأصغر سنا والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مستقبل القارة.
وكان أحد أكثر التعيينات إثارة للدهشة في أنجولا، حيث عين رئيسها جواو لورنسو فيرا ديفيس دي سوزا، باحثا ومحللا سابقا يبلغ من العمر 34 عامًا، وزيراً للمالية. وظل النظام السياسي في المستعمرة البرتغالية السابقة يسيطر عليه منذ فترة طويلة رجال كبار السن، خاصة الجنود الكبار الذين قاتلوا في الحرب الأهلية التي استمرت عقودًا.
وقال أليكس فاينز مدير برنامج إفريقيا في تشاتام هاوس في لندن، إن تعيين لورنسكو لمجموعة من الشباب ، بمن فيهم العديد من النساء ، لمناصب عليا داخل الحكومة كان مقامرة.
وقفز جيل لتعيين أشخاص أكثر قدرة على الإدارة التكنوقراطية المهنية، بما في ذلك العديد من النساء، في المناصب الرئيسية. وقال فاينز: "يعتبر وكلاء تغيير ... سيكون العام المقبل بمثابة الاختبار الأساسي لعملية الإصلاح".
ولعل أبرز القادة الشباب هو آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا البالغ من العمر 43 عامًا والفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2019. فمنذ وصوله إلى السلطة في عام 2018 ، أنهى آبي مأزقًا عسكريًا دام ما يقرب من 20 عامًا مع إريتريا، ودفع بإصلاحات في الداخل، مما أدى إلى تغيير كبير في الأجواء في ما كانت تعد دولة قمعية. لكنه يواجه انتخابات مقبلة وسط تناحر سياسي وتوترات عرقية متزايدة، الأمر الذي دفع بعض المحللين إلى الخوف من "انهيار الدولة".
وفي أماكن أخرى، تعثر بعض القادة الشباب الذين تحدوا المصالح الراسخة. ففي جنوب إفريقيا، استقال موسي ميمان، البالغ من العمر 39 عامًا، الذي حظي بالترحيب الشديد باعتباره "أوباما سويتو"، كزعيم للتحالف الديمقراطي المعارض بعد نتائج الانتخابات المخيبة للآمال.
وفشل جوليوس ماليما، زعيم المناضلين اليساريين من أجل الحرية الاقتصادية، البالغ من العمر 38 عامًا، في تحقيق أي تقدم في استطلاعات الرأي في جنوب إفريقيا، وتعرض أعضاء كبار في الحزب لاتهامات بالفساد، لكنهم أنكروها.
وفي أوغندا، نال بوبي واين النائب المعارض ونجم الموسيقى الشعبي، اهتمامًا دوليًا ولكن لم يوظف أدواته السياسية لتحدي الزعيم المخضرم يويري موسيفيني. بينما في زيمبابوي، كافح القس السابق نيلسون تشاميسا 41 عامًا، وقاد حركة التغيير الديمقراطي منذ عام 2018، وعمل على تعبئة أعداد كافية لزعزعة استقرار حكومة زانو- الجبهة الشعبية المتحدة بقيادة إيمرسون منانغاجوا البالغ من العمر 78 عامًا.
وتؤكد جارديان في ختام تقريرها أن الحكام الشباب يظلون أقلية في القارة السمراء، إذ يبلغ متوسط عمر القادة الأفارقة أكثر من 60 عامًا، مما يعني أن القارة التي تضم أصغر المواطنين في العالم يحكمها أكبر الرؤساء.