فرحة السبعين.. عودي!

 

محمد بن خلفان الشكري

 

مضت الأيام القليلة الماضية ثقيلة، والكل يترقّب نشرات الأخبار والمصادر الرسمية علّه يستمع إلى ما يشفي صدره ويطمئن قلبه على صحة سيّد عمان ونبضها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله وأطال في عمره –.

ولم يأت شيء غير مضي السويعات الأخيرة من ديسمبر الذي يلملم أوراقه ليرحل مودعًا هذا العام، ونحن بين أمل ورجاء، حتى دقت الساعة الخامسة أمس على غير عادتها، فتضج عمان قبل قلوب أبنائها فرحًا واستبشارا ببيان ديوان البلاط السلطاني الذي بثّه تلفزيون السلطنة والذي أتى مطمئنًا أبناء هذا الشعب الوفي الأبي على صحة قلب عمان ونبضها. مشيرا إلى أنّ "مولانا جلالة السلطان المعظم في حال مستقر ولله الحمد والشكر ويتابع برنامج العلاج المقرر".

يااااه... ما أقصرها من عبارة، لكنّها احتوت على كلمات ليست كالكلمات السابقة، فهي تتحدث عن سيّد عمان وتاجها، كلمات أفرحتنا كشعب وأسعدتنا كما أسعدت كلمات الخطاب الأول آباءنا آنذاك في السبعين والتي كانت بداية النهضة العمانية المعاصرة، التي غيّرت وجه عمان إلى ما هي عليه الآن.

أتأمل البيان كلمة كلمة وكعادة خطابات وكلمات جلالته في كافة المناسبات أجد أنّ هناك خطابا أبويا موجها إلى أبناء الشعب، وهم قد اعتادوا عليها ويترقبونها في كل حين ولحظة، وهي دلالة لما لهذا الشعب من مكانة عظيمة في قلب جلالته، ولذلك لم ينس البيان أن يذكر أنّ "جلالة السلطان المعظم أعزه الله يوجه شكره وتقديره إلى أبناء شعبه الكرام الميامين في كافة أنحاء الوطن العزيز على ما يبدونه من نبل في مشاعرهم، وصدق في دعواتهم، والتفاف حول قيادتهم".

إنّها العلاقة المتينة التي توطدت بين القائد وشعبه، إنّها علاقة الأب بأبنائه.

في الختام تبقى الكلمات عاجزة أن تصف فرحتنا بهذا الخبر الذي أسعد كل العمانيين كما لم يسعدهم من قبل، ونسأل الله العلي العظيم أن يحفظ جلالته ويمده بموفور الصحة والعافية ليواصل مسيرة البناء، ويبقى لنا نبراس فخر وهداية، ونحن نردد "سلمت مهابًا مهيبا جليلًا".

تعليق عبر الفيس بوك