"الرؤية".. القلم الحُر

 

 

جيهان اللمكي

برؤية ثاقبة، حققت جريدة "الرؤية" مسارا جديدا في مسار الإعلام العماني، لتشق مسارها وسط تحديات كبيرة يعلمها المختصون في الصحافة والإعلام؛ ففي عالم تتناثر فيه الأخبار الكاذبة التي تحمل توجهات واهية، تمكنت "الرؤية" في وقت وجيز أن تكون علامة فارقة في مرحلة تمرُّ فيها الصحافة المكتوبة على مستوى العالم بتراجع ملحوظ، وأغلقت صحف عالمية معروفة، إلا أنَّ "الرؤية" كانت لها بداية الصفر والتحدي بكادر بسيط مميز بالمهارات الصحفية العمانية، فكان المسار الأول بسواعد اقتربتُ منها في كواليس العمل الصحفي خلال عضويتي بمجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية.

الجميل والأكيد أنَّ اخلاقيات المهنة كالثقة والإيمان بالنجاح والالتزام المهني وإتقان العمل لامستُه في عمل فريق "الروية" رغم كل الظروف.. ما أذكره تحديدا زيارتي للجريدة في مكتبها المتواضع قبل عام 2011م والمحاولات الجادة في طرح مواضيع وقضايا ملامسة للواقع، وجلوسي مع صحفيين وصحفيات يملكون أدوات الصحافة الحقيقية، كان بحد ذاته إضافة وبصمة في طريق الألف الميل لـ"الرؤية" وكادرها المتواضع.

الجدير بالذكر أن "الروية" دفعت بالعنصر النسائي، واتخذت على عاتقها أن تنافس الوسط الإعلامي بصوت المرأة العمانية "الإعلامية"، وذلك من خلال اعتمادها المبدئي على صحفيات أصبحت لهن اليوم أسماؤهن اللامعه التي يشار إليها بالبنان، منهم من توقف في منتصف الطريق ليواصل مسيرة العطاء، متميزات بجرأة الطرح لتظهر كفاءات واعدة أسهمت في إنجاح عمل لجنة الصحفيات العمانيات المنبثقة عن جمعية الصحفيين العمانية، ومنهم من واصل مشوار العمل الإعلامي بـ"الرؤية"، فالرؤية اتسمت بإعلاميات متمكنات في الوسط الإعلامي نذكر منهن سعاد العريمية وأيضا فايزة الكلبانية ومدرين المكتومية وغيرهن من الأسماء التي يُشار إليها بالبنان، فنجحت "الرؤية" في تبني هذه القدرات الواعدة وتقديم محتوى راقٍ جدير بالذكر.

الخطوة الكبرى كانت بتقديم مبادرات وطنية جالت أرجاء السلطنة وحققت صداها الواسع وتتويج هذا النجاح بإذاعة إلكترونية تُبث عبر أثير الإنترنت، لتقدم رؤية جديدة بطموح الصوت العماني وتبنِّي شباب وشابات صُقلت مواهبهم وقدراتهم بطرح مواضيع هادفة تلامس واقع الشباب وهموم المجتمع، وها هي جريدة "الرؤية" قدمت نفسها في منصات التواصل الاجتماعي ليكون لها السبق في عدة مواقف، وعلى سبيل المثال لا الحصر فمن خلال مراقبتي لنتائج انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة، تمكنت من تحقيق الأسبقية في إعلان أسماء الفائزين بنتائج انتخابات المجلس عبر حسابها الإلكتروني؛ مما يدلل على كفاءة وسرعة نقل الخبر، بل وشفافية المحتوى أيضا.

كلنا نترقب قانون الصحافة، فهو المقياس الذي سيدشن المرحلة الجادة للعمل الصحفي والإعلامي، ومن المؤكد أن رؤية "الرؤية" تترقب آفاقا واسعة تُضفِي حقوقا أكبر للصحافة العمانية والصحفيين على وجه التحديد.. رؤية التجديد والطموح الذي يلامس آفاق السماء هو ما ندركه من رسالتها، وكحال جميع وسائل الإعلام تتطلب المرحلة المقبلة المزيد من الدفع والحصول على الأخبار، وتمكين جميع كوادرها من مواكبة الجديد في عالم متسارع يلهث وراء السبق لا التميز.

... إنَّ ما قدمته "الرؤية" هو اختلاف واحتراف خلق لها بصمة واعدة في عالم الصحافة وطريقها السليم في المصداقية وكسب الثقة.

 

* إعلامية

 

تعليق عبر الفيس بوك