"بنت الصياد" تختتم جولتها التونسية في "حمّام سوسة"

...
...
...
...
...
...

 

خاص الرؤية | تونس

 

الربيعي:  تقديم الرسائل الأخلاقيّة بمسرح الطفل يتطلّب وسائل مبتكرة تتجنّب التلقين

اختتمت فرقة مسرح هواة الخشبة آخر عروض مسرحية" بنت الصيّاد"، بعرض قدّمته على مسرح دار الثقافة علي الدوعاجي، في مدينة حمام سوسة ضمن فعاليات الأيام الدولية لمسرح الطفل بدورتها ٢١، ووسط جو مليء بالحماس، والغناء، والرقص، ورفع اطفال تونس الأعلام العمانية على ايقاع أغنية" حلوة عمان"، وصفّق الجمهور لفريق المسرحية التي كتبها الشاعر  عبد الرزّاق الربيعي، وأخرجها: خليفة الحراصي،  وجسّد ادوارها على المسرح: علياء البلوشي،وسعيد الشكيلي، ومنير العبري، وعبد الله الحراصي، ونواف العبيداني، وإبراهيم السيابي.

وهو عرضها الرابع، والأخير في جولتها التونسيّة التي بدأتها بعرض قدّمته على مسرح ابن رشيق، ضمن مشاركتها  في مهرجان ابن رشيق الدولي لمسرح الطفل، وواصلت الفرقة عروضها ضمن البرنامج المعدّ لها، فانتقلت إلى  مدينة بنزرت، فقدّمت عرضها الثاني على مسرح المركز الثقافي، ومن ثم توجّهت إلى ولاية منوبة  فقدّمت عرضها الثالث في فضاء مسرح القناع النجم.

وكما اعتادت الفرقة في عروضها السابقة نظّمت على هامش العرض معرضا للصور الفوتوغرافية، للتعريف بأهمّ المواقع السياحية في السلطنة، ووزّعت على زوار المعرض أعلام السلطنة، والكتيّبات التعريفية، والصور، وقدّمت لضيوف المسرح الحلوى العمانية، والقهوة، والتمر، و"الباجات" التي تحمل شعار السلطنة.

وعقب العرض أقيمت ندوة حملت عنوان "مسرح الطفل بين المسؤولية الأخلاقية، والمسؤولية الفنية"في قصر البلدية شارك فيها الكاتب عبدالرزاق الربيعي إلى جانب حسين علي صالح (العراق)  ومحمد العتيري، ورضا بوقديده (تونس)، وقد تحدّث الربيعي عن مسرح ااطفل في السلطنة، وأبرز المهرجانات وجهود المشتغلين في هذا المجال، وحول المسؤولية الاخلاقية في مسرح ااطفل أكّد على ضرورة اعتماد وسائل فنية بعيدة عن التلقين المدرسي وتقديم الرسائل بشكل مشوّق، ومبهر، يقوم على التسلية، والمتعة، فالطفل حتى عندما يلعب يسقط ما في مخيّلته على الادوات التي تقع بين يديه، ليكتسب مهارات، ومن هنا، فعلاقة الطفل بالمسرح تبدأ منذ الشهور الأولى من نشأته، من خلال اللعب مع الدمى التي يمكن أن نعتبرها شكلا مسرحيا، رغم  بدايات ظهور مسرح الطفل تعود إلى الصين من خلال الاحتفالات الدينية، وكذلك في الهند، وفي القرن السادس عشر جرى في أوروبا تقديم مسرحيات خاصة للملك البريطاني الصغير ادوارد السادس، وأول عرض خاص للأطفال قدمته (مدام دي جينليس) سنة 1784 م  في فرنسا وحمل عنوان" المسافر" ، ثم عرضت مسرحية  "عاقبة الفصول" التي ركزت على المواعظ الأخلاقية، وهذه إشارة مبكّرة إلى الوظيفة الأخلاقيّة لمسرح الطفل،  ولو ذهبنا أبعد من ذلك، وعدنا الى الحضارة الفرعونية، سنرى أن  الآثار الفرعونية أكّدت أن المصريين القدماء قدّموا  قبل 4 آلاف سنة حكايات للأطفال في المعابد بهدف التسلية، والتوجيه، اذن هناك هدفان لمسرح الطفل: الأول :جمالي، وفني، والثاني تربوي توجيهي، وهذا ماجعل الكاتب مارك توين الذي يعتبر مسرح الطفل " من أعظم الاختراعات في القرن العشرين"، يركز على القيمة التعليمية، والتوجيهية فيقول مسرح الطفل" أقوى معلّم للأخلاق، وخير دافع للسلوك الطيب، فدروسه لا تلقّن بالكتب، بل بالحركة المنظورة"، لذا فالفعل الدرامي يشدّ انتباه الطفل إليه، اكثر من الكلام، ومن هنا فمسرح الطفل يعتمد علىىالإبهار البصري، والسمعي من خلال   الأزياء، والديكورات، والأغاني، والرقصات، وقطع الديكور، والحكايات"،وأكّد على المشتغل على هذا الموضوع اختيار المادة، وفحص أبعادها والوقوف على جوانبها الإيجابية والسلبية ثم القيام بتصفيتها ، وتقديمها بقالب يعتمد على التشويق، والتركيز على غرس القيم الأخلاقية، والمثل العليا، وتوجيه رسائل تربوية، وتجنب التلقين المدرسي لإيصال المعلومات إلى ذهن الطفل بشكل أسرع"، وبعدذلك فتح مدير الندوة باب النقاش، فتحدثت الفنانة علياء البلوشي عن فضاءات الحرية المتاحة في المسرح العربي عموما، إلى جانب آخرين.

تعليق عبر الفيس بوك