"فايننشال تايمز": الاتفاق التجاري بين أمريكا والصين "انفراجة هشة" في العلاقات

ترجمة- رنا عبدالحكيم

اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق لتخفيف حدة حربهما التجارية جزئيًا، يسهم في "انفراجة هشة" في علاقاتهما الاقتصادية بعد 20 شهرًا من المفاوضات المستمرة والتصعيد في الرسوم الجمركية، ما تسبب في زعزعة الأسواق وتراجع النمو العالمي.

وتلزم الاتفاقية، التي أكدها مسؤولون في كل من واشنطن وبكين يوم الجمعة، الصين بشراء ما لا يقل عن 40 مليار دولار من السلع الزراعية الأمريكية سنويًا، وتشديد الحماية للملكية الفكرية الأمريكية، وتحظر النقل القسري للتكنولوجيا من الشركات الأمريكية. كما إنها تحتوي على التزامات على الجانب الصيني ضد التخفيضات التنافسية لعملته وإجراءات لتحسين وصول مجموعات الخدمات المالية الأمريكية إلى السوق. ومع ذلك، لم تقدم الصين تنازلات بشأن بعض أكبر مصادر الضغط في العلاقات الثنائية، مثل استخدامها للإعانات الصناعية والشركات المملوكة للدولة، فضلاً عن شبكة الإنترنت، تاركة تلك القضايا الشائكة إلى مرحلة لاحقة.

وفي مقابل تلك التنازلات، وافقت الولايات المتحدة على عدم المضي في تصعيد جديد في الرسوم على 156 مليار دولار من السلع الاستهلاكية الصينية المخطط لها يوم الأحد، وستخفض الرسوم الجمركية على 120 مليار دولار من الواردات الصينية التي تم تقديمها في سبتمبر إلى 7.5% من 15%. ولا تزال واشنطن تطبق رسوم بنسبة 25% على حوالي نصف إجمالي الواردات الصينية، بقيمة تبلغ نحو 250 مليار دولار، والتي تم تقديمها منذ بدء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم في مارس 2018.

ولا يزال يتعين مراجعة الاتفاقية وترجمتها. ومن المتوقع أن يتم توقيعها في أوائل يناير المقبل وأن تدخل حيز التنفيذ بعد شهر. وتمثل الاتفاقية خطوة مهمة في سبيل تخفيف التوترات التجارية بين واشنطن وبكين منذ اندلاع الحرب التجارية.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يحتفل بالاتفاق: "سيؤدي ذلك في النهاية إلى فتح الصين أمامنا، وهو أمر لا يصدق، لأن هذا سوق كبير وغير مستغل يضم 1.5 مليار شخص". وقال روبرت لايتيزر الممثل التجاري الأمريكي الذي كان يقود المحادثات، إنه تم إحراز "الكثير من التقدم"، مع "تحسينات كبيرة" في المجالات الرئيسية للعلاقة التجارية. لكنه حذر قائلاً: "هناك الكثير من الأشياء الصعبة المتبقية".

وأشار المسؤولون في بكين إلى أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز الثقة في الأسواق العالمية وتمهد الطريق أمام المزيد من الخدمات والمنتجات الأمريكية لدخول الصين. لكنهم قدموا تفاصيل أقل عن الاتفاقية مقارنة بالجانب الأمريكي.

وقال المسؤولون الصينيون إن من المتوقع إجراء مزيد من التخفيضات التدريجية للرسوم الحالية، على الرغم من أن لايتيزر أصر على أن هذا سيعتمد على تنفيذ الاتفاق الحالي ، والتقدم في المراحل المستقبلية للمفاوضات. وقال لياو مين نائب وزير المالية، إن إزالة الولايات المتحدة للرسوم الجمركية على البضائع الصينية لا يزال مصدر قلق بكين الأساسي.

وقال مسؤولون صينيون إن نص الاتفاقية تضمن ديباجة وتسعة فصول، بما في ذلك الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا وتوسيع التجارة والخدمات المالية والمواد الغذائية والزراعة وأسعار الصرف وتسوية المنازعات.

وقال لايتيزر إن الجانبين قد وافقا على إنفاذ الصفقة من خلال نظام للمشاورات في حالة اعتقاد أي طرف بوجود انتهاك. إذا لم يتم التوصل إلى تسوية، فقد تعود الإجراءات العقابية مثل الرسوم الجمركية أو غيرها من القيود التجارية.

وقالت الولايات المتحدة إنها تريد أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات لمعالجة القضايا الشائكة مع الصين قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2020، لكن بعض المحللين شككوا في أن ذلك أمر محتمل.

تعليق عبر الفيس بوك