البحرين.. بطل كأس الخليج

محمد العليان

كرة القدم هي لغة الشعوب، يمارسها ويهواها وينفعل ويفرح مع أحداثها الجميع من صغار وكبار وحتى أعلى المسؤولين في الدول، لا تفرق بين مجتمع وآخر تلم الشمل وتوحد الشعوب وتقرب المسافات وتصالح الخصوم، هذا هو عنوان بطولة كاس الخليج العربي الـ24، والتي أقيمت في دولة قطرالشقيقة، وفي دوحة الجميع التي تابعها الملايين على القنوات الفضائية، وأيضا الآلاف في الملاعب؛ وهي بطولة تحمل الكثير من الخصوصية والتناقضات والمفاجآت والمفارقات، وقد تحكمها النفسيات وكرات قد تكون رمية من غير رامٍ؟ لكنها في المرمى، وبكل جدارة واستحقاق حقق المنتخب البحريني الشقيق -ولأول مرة في تاريخه- وتوج بكأس البطولة الـ24 بعد خصام دام تقريبا 49 عاما، وأخيرا ابتسم الحظ وحقق البطولة من خارج الديار بفوز تاريخي على المنتخب السعودي الشقيق، والذي ما زالت العقدة تلاحقه في بطولات كأس الخليج رغم أنه منافس دائم على البطولة منذ انطلاقتها، ولكن لم يحقق المنتخب السعودي اللقب سوى 3 ألقاب فقط.

منتخب البحرين قدم نفسه في البطولة بقوة رجاله ومدربه الذي قلب الطاولة على الجميع، وظهر لاعبو المنتخب في الوقت المناسب ليعلنوا ميلاد بطل جديد للبطولة، فنيا قدم المدرب البرتغالي للمنتخب البحريني فريقا مكافحا من المحاربين داخل الملعب ومكائن لا تهدأ ولا تصدأ، تحرث الملعب طولا وعرضا، بأداء وانضباط تكتيكي عال ومثالي كمجموعة واحدة، وأيضا ظهر التنظيم للفريق في الشق الدفاعي والهجومي والروح القتالية عامل أساسي في الفوز بالطولة؛ حيث إنَّ الكل جاهز، ولا فرق بين لاعب أساسي واحتياطي، ولعب بكل اللاعبين الـ23 المسجلين في البطولة، وتفوق على كل المنتخبات، تغنَّت مملكة البحرين كلها يوم الختام والمباراة بأغنية أم كلثوم "هذه ليلتي"، وما أجملها من ليلة كانت.

المنتخب البحريني فريق تميَّز عن غيره بالإصرار والعزيمة والتحدي والتكاتف، رغم خسارته للمباراة الأولى من المنتخب السعودي في بداية المشوار، إلا أنه تماسك ولم يتأثر بالخسارة، بل كانت محطة انطلاق للتتويج بالبطولة.

... إنَّ هذا الإنجاز البحريني لم يأتِ بالصدفة أو بضربة حظ، بل كان نتيجة تكاتف الجميع من فنيين وإداريين ومسؤولين وجماهير، وأيضا كانت نتائج واضحة وإيجابية من قبل في مشوار التصفيات المزدوجة لبطولة كأس العالم وكأس آسيا القادمتين، وعلى الرغم من أنَّ مدرب المنتخب لم يمضي عليه وقت طويل مع المنتخب، إلا أن بصمته ظهرت على اللاعبين والفريق كمجموعة وكسب الرهان.

انتهت بطولة كأس الخليج، وطارت الطيور بأرزاقها، وفاز من فاز، وخسر من خسر، رغم أنه لا خاسر في البطولة التي جمعت الكل وفي دوحة الكل، على المحبة والترابط المجتمعي لدول الخليج، ونبارك في النهاية للقيادة البحرينية وللشعب البحريني الخلوق وإلى الجماهير البحرينية، ونقول لللاعبين الأبطال ألف ألف مبروك، وإلى الجهاز الفني والإداري والطبي وأخيرا وليس آخرا إلى المخضرم شيخ البطولة صاحب السمو الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة.