كأس الخليج لأهل الخليج

محمد العليان

ينطلق اليوم العرس الخليجي الرياضي، وهي البطولة الكروية الأكثر متابعة لشعوب خليجنا العربي، وتحقق دورة تلو الأخرى ناجحات مستمرة، وهي البطولة الوحيدة عربيا التي احتفظت بتواصلها مع عشاقها أهل الخليج.

اليوم ضربة البداية في افتتاح "خليجي 24" في دولة قطر مستضيفة البطولة في دوحة الخير، بمشاركة 8 منتخبات خليجية؛ وهو حدث إقليمي مهم، يترجم مقولة خالدة مفادها "كأس الخليج لأهل الخليج"، والتي ثبت صحتها منذ عام 1970م مع الانطلاقة الأولى ومولد البطولة من مملكة البحرين الشقيقة، لتصبح البطولة وبعدها أصبحت البطولة جزءا لا يتجزء من تراث دول الخليج، لتبدأ النهضة الرياضية لدول الخليج بإقامة الملاعب والمنشات الرياضية والبنية التحية.

وقد مرت البطولة طوال تاريخها بمنعطفات كثيرة إلا أن قوتها وصلابتها ظلت مستمرة وظلت السفينة تبحر، ومرت هذه البطولة بتحديات كبيرة بين دولها لكن من أجل وحدة أبناء الخليج عادت المياه إلى مجاريها وإلى البيت الخليجي الرياضي، حيث تشارك كل المنتخبات في هذه الدورة بعد أن أعلنت السعودية والامارات والبحرين انسحابها من البطولة، هكذا هي بطولة كأس الخليج لها لون وطعم خاص لدى شعوبها ومسؤولي دولها ورياضتها.

بطولة الخليج توحد الشعوب وتصالح الخصوم، وساهمت البطولة في تطوير منتخبات السعودية والكويت والعراق والإمارات، وهي فرق سبق أن تأهلت إلى لبطولة كأس العالم وشاركت في بطولات أولمبية وأسيوية. وبطولة كأس الخليج نبع لا ينضب من المواهب؛ حيث ساهم في تسليط الضوء على مواهب واعدة، ولاعبين أصبحوا فيما بعد نجوما تتلألأ في سماء كرة القدم الخليجية والآسيوية والعالمية.

إن كأس الخليج ولدت لتبقى، ونجحت في وضع بصمة في كل دول الخليج من شتى النواحي وفي كل المجالات وحتى غير الرياضية، وهذه هذه البطولة تستحق أن نطلق عليها أو نسميها أم البطولات والدورات العربية، وأكثرها استمرارا ونجاحا وتميزا وإنجازا.

وجوائز الدورة الحالية الأعلى قيمة مقارنة بالبطولات الماضية، وهذا يعطي بطولة الدوحة تميزا أكبر، بما يعزز المنافسة والإثارة في المبارايات، علاوة على أن اللقاءات ستقام على ملاعب جديدة ومنشآت رياضية حديثة منها ما هو مخصص لبطولة كأس العالم المقبلة "قطر 2022".

وعندما ننظر إلى الفرق الأكثر فوزا بالبطولة الخليجية، نجد أن الكويت هو الفريق الأول حيث يحمل 10 بطولات في رصيده.

منتخبنا الأحمر يخوض هذه البطولة حاملا للقبها الأخير، والآمال معقودة بقوة على أن يحتفظ الفريق الوطني بالكأس ويعود به إلى مسقط مجددا، والتتويج به للمرة الثالثة في تاريخه.

وقبيل انطلاق البطولة لنا أن نتساءل من هو المنتخب الذي سيكون حصان طروادة ويفاجئ الجميع في زمن غير متوقع وفي مكان غير متوقع، ولذا ضربة البداية مهمة لمنتخبنا والفوز سوف يعطي ثقة كبيرة للاستمرار والمنافسة والتأهل أولا من المجموعة إلى الدور الثاني.

وختاما.. كأس الخليج تحمل في نفوسنا نحن شعوب الخليج العربي الكثير من الذكريات الجميلة، فهي مفخرة الرياضة الخليجية، ولذا نكرر ونقول: "كأس الخليج لأهل الخليج".