5 ديسمبر.. الاحتفال بجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في دورتها السادسة

إبراهيم الصوافي: للجائزة أثر إيجابي وتنم عن إيمان الحكومة بأهميّة التطوع

 

مسقط - الرؤية

 

تحتفل وزارة التنمية الاجتماعية في الـ 5 من شهر ديسمبر القادم بجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في دورتها السادسة لعام 2019م، والتي يتنافس لنيّل شرف الفوز بها 112 مشروعاً على مستوى الأفراد والجمعيات والمؤسسات منها 41 مشروعاً على مستوى الأفراد، و71 مشروعاً على مستوى الجمعيات والمؤسسات.

وأكّد الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي، أمين الفتوى بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أنّ للجائزة أثراً إيجابياً عظيماً، وتنم عن إيمان الحكومة الرشيدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- بأهمية العمل التطوعي، وتلفت المجتمع بأفراده ومؤسساته لبذل المزيد من الأفكار والجهود التطوعية والتنافس الشريف، وموضحاً أنّ العمل التطوعي بمفهومه الواسع لا يقتصر على مجالات أو جوانب معينة، ولكن يشمل كل ما يقدمه الإنسان بغية وجه الله عز وجل، كما لا بد من إدراك الأنظمة والقوانين المنظمة لهذا العمل.

وأوضح أمين الفتوى بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أنّ الدين الإسلامي يحث على التطوع، والقرآن الكريم مليء بالقصص المعبرة، كقصة نبينا موسى عليه السلام مع الأختين اللتين تنتظران حتى يفرغ الناس من التزود بالماء، رغم أنّ النبي موسى عليه السلام غريباً عن البلدة، ولا يعرف نظامها وسيرة أهلها، إلا أنّ نفسه لم تدعه يترك هاتين الأختين تنتظران مدة طويلة؛ إذ تطوع وسقى لهما، ثم تولى إلى الظل، ولم يرجع إليهما؛ لأنه لا يريد جزاءً أو مكافأة، وإنّما قدمه بقصد القربى إلى الله.

 وأضاف قائلاً: أي خيرٍ يقدمه الإنسان يجده عند الله عز وجل، والرسول صلى الله وعليه وسلم حث على العمل التطوعي في أحاديث كثيرة منها قوله: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة"، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه".

وبيّن الصوافي أنّ المتطوع عليه التيقن بأنّ تطوعه إخلاصا ومرضاةً لله تعالى، ولا يأمل منه شهرةً أو سمعةً أو ظهوراً أو أي مردود يعود عليه من تطوعه، فإن ساق الله له خيراً بعد ذلك فمن فضل الله عليه، وأن يتحلّى بصفات الصبر والجلادة، حيث أنّ النفس تضعف، وقد توسوس لصاحبها للتوقف أو التراخي عن عمله التطوعي، نظراً لأنه لا يستفيد منه أي مردود مادي، بالإضافة إلى المشاورة والأخذ بآراء أصحاب الاختصاص، وكذلك وضوح الخطة التي يسير عليها، وأن يتجنب العشوائية التي تضعف الجهود. 

وأشار الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي، إلى أن الدول المتحضرة أيقنت أن التطوع يعينها كثيراً، ويسهم في بناء الحضارات، ويحقق الأهداف، ومنذ القدم حرص السلف على الأوقاف التي من شأنها تخفيف العبء على الجهات الحكومية أو شخص بعينه، كأوقاف توقف للمساجد والفقراء، وبعضها للضيوف ومرافقي المرضى، فإذا أردنا الدخول في مضمار العمل التطوعي لا بد أولاً من إدراك احتياجات الناس في المجتمع، وكل فئة تحاول أن تغطي جانباً من جوانب الحياة، حيث بعضهم يقومون بعمل تطوعي في مجال الطب ومساعدة المرضى وتقديم العون لهم ولا يشتغلون بعمل آخر حتى يستطيعوا التركيز في عملهم.

وتابع الصوافي: "وكذلك توجد فئة تتطوع في مجال التعليم ودعم الطلاب المتفوقين وتقديم دروس تطوعية بدون مقابل لهم،  وفئة تهتم بالأرامل والفقراء والمساكين، وكذلك أعمال تطوعية تهتم بإصلاح الطرق وإماطة الأذى عنها، وأخرى تهتم بمصادر المياه وتنظيف وصيانة الأفلاج والعيون ونحو ذلك، والناس يختلفون بتوجهاتهم وتكتمل الصورة بتعدد هذه الأعمال التي تسعى إلى تغطية أكبر قدر من احتياجات الناس في شتى المجالات، وهذا يحقق نتائج إيجابية على الفرد والمجتمع؛ لأنّ الفرد من خلال عمله التطوعي الذي يحصل عليه يستطيع أن ينجز كثيراً من الأفكار التي قد يقف المال حاجزا دون إنجازها".

 

تعليق عبر الفيس بوك