وطن عامر بالخير

سارة بنت علي البريكية

تعيشُ السلطنة في هذه الأيام النوفمبرية المباركة من أقصاها إلى أقصاها فرحة الاحتفالات بالعيد الوطني التاسع والأربعين المجيد، وقد تحقَّق لها من المنجزات العظام ما يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز، وما يجعل مسؤولياتنا مضاعفة تجاه ما تحقق، وجهودنا ماضية في مسار تعزيز ما أنجز، وصولا إلى أن نجعل بلدنا أكثر ازدهارا وقوة وعزة، وأكثر رخاء ونماء واستقرارًا.. إنَّ السلطنة وهي تحتفل بالعيد الوطني التاسع والأربعين المجيد؛ قطعت شوطا كبيرا في مسيرة النهضة المباركة، التي عمت كل شبر وبقعة، وانتقلت بعُمان لبلدٍ حضاري عصري، يقف مفاخرا بنفسه أمام العالم أجمع الذي يُكنُّ لها كل احترام وتقدير، نظير ما انتهجته من سياسة حكيمة أكسبتها حب وتقدير الجميع.

... إنَّ السلطنة التي كانت قبل سبعينيات القرن الماضي تعيش أوضاعا بسيطة، هي ليست نفسها اليوم في هذا التوقيت والمرحلة المفصليه المهمة؛ حيث تقف مزهوَّة بنفسها بعد أن عمَّها الرخاء وسادها النور والسخاء، بعدما انقشع عنها ظلام دامس كان مُحَاصِرا لها في كل جوانب حياتها وتفاصيلها اليومية، فبات الإنسان العماني منذ العام 1970 ينعمُ بالعيش السعيد وبحقوق كفلتها له الدولة ونظامها الأساسي؛ فهنالك الحقوق المختلفة للمرأة، والطفل، والمُسن والعاجز، والأيتام والأرامل، والموظف والعامل، وحق العيش بأمن وأمان وطمأنينة وسلام.

فنجد المدارس ومختلف المؤسسات التعليمية، قد أنشئت في السهل والجبل والوادي من أجل العلم والتعلم لأبناء عُمان، الذين كانوا وما زالوا يعول عليهم في مسيرة التنمية الشاملة بالشيء الكثير، ونجد كذلك تعدُّد المستشفيات والمؤسسات الصحية الحكومية التي وضعت للمواطن من أجل تمتعه بحياة صحية سليمة، إلى جانب تواجد عدد من الجهات الحكومية التي تقدم خدمات مختلفة له وللمقيم حيثما كان وتواجد، من أجل عدم التكليف عليه والتخفيف عنه، كذلك فإن المقيم على أرض عمان حظي بالعديد من الحقوق وهو يعيش بين ظهرانينا آمنا مطمئنا، وقد كُفِلت له حقوقه وحُفِظت أعراضه وممتلكاته، حتى غدا واحدًا منا ليس بيننا وبينه أية فوارق واختلافات تذكر.

إنَّ المتطلع لكل ذلك، يُدرك أن عمان دولة مؤسسات وقانون، وهي تحتفظ بعلاقات قوية وطيبة مع العالم الخارجي أجمع، وكانت تسعى منذ انبلاج فجر النهضة المباركة، إلى أن تكون دولة مؤثرة في الساحة الدولة بتعاملها الخلاق مع دول الجوار ومع كل العالم، بما يحفظ للبشرية والإنسانية جمعاء الوحدة والتماسك والبناء الأخوي الصادق، المبني على الاحترام المتبادل والثقة والتقدير والتعاون بين الجميع، وبما من شأنه جلب المنفعة وتحقيق الازدهار للكل.

إنَّنا اليوم وقد مضت سنوات طويلة على مسيرة النهضة، فإننا في عُمان نسير خلف قيادتنا الرشيدة صفا واحدا، ونتقدم معها نحو رفعتها وعزتها، وأن تبقى بلادنا -بإذن الله- دولة فتية ترعى مصالح شعبها، وتنكب على تحقيق مزيدا من التطور والتقدم والرفاه له، وتعمل على استتباب الأمن والأمان والاستقرار بين ربوع عُمان، وهي مع هذا التأكيد والاستحقاق المحلي والنهج الذي تنتهجه، إلا أنها تلعب دورا كبيرا على صعيد سياستها الخارجية؛ فهي دولة تُسهم في تعزيز السلام الدولي، وإحقاق العدل والعيش بأمان لكل شعوب الأرض بطرق مختلفة.

مولاي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظكم الله ورعاكم وأدام عليكم الصحة والعافية- لقد وعدتم فوفيتم، وبنيتم فكان الغرس مثلما أردتم، وكانت الإرادة والعزيمة مثلما نهجتم، فوالله إننا نعيش بك في نعمة نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبارك فيها ويزيدها ويبقيها ويديمها؛ فاحتفالنا في عُمان هذه الأيام، ما هو إلا تجديد للعهد والولاء لجلالتكم، فأنتم فخرنا وعزنا وتاج رؤوسنا، فأينما يمَّمنا صوب أي وجهة خارجية، وجدنا بفضل الله وفضلكم، احتراما وتقديرا كبيرين؛ وذلك نتيجة لما صنعتموه واجتهدتم من أجله طوال التسعة والأربعين عاما الماضية، فالله ندعو أن يحفظكم لنا أعواما عديدة وأزمنة مديدة وأنتم بصحة وعافية، فبوركتم وبوركت حياتكم خيرة سعيدة معافاة، وكل مساعيكم وأهدافكم متحققة بإذنه الواحد الأحد الفرد الصمد بما تريدونه وتتطلعون إليه، وكل عام وجلالتكم بمسرَّةٍ وألف عافية.

Sara_albreiki@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك